بدأ رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني امس زيارة للسعودية هي الأولى من نوعها لمسؤول ايراني رفيع المستوى منذ العام 1979. وعبر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز خلال استقباله إياه مساء عن أمله بنجاح مهمة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في بغداد "لإيجاد حل ديبلوماسي يجنب العراق وشعبه مزيداً من المآسي". وكان المسؤول الأيراني شدد على ان "افضل انواع التعاون في المنطقة هو التعاون الايراني - السعودي". وصل رفسنجاني ظهر امس الى مطار الملك خالد الدولي في الرياض حيث استقبله ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ل "الحياة" ان زيارة الرئيس الإيراني السابق للمملكة التي تستمر 13 يوماً، سيكون لها "اثرها الايجابي على العلاقات الثنائية وعلى علاقات ايران بالمنطقة العربية كلها، خصوصاً دول مجلس التعاون". وصرح الى الصحافيين بأنه يأمل بأن تتجاوب بغداد مع مساعي انان بما يكفل تسوية الأزمة العراقية "نهائياً". وعانق الأمير عبدالله الضيف عند سلم الطائرة، واقام له مساء مأدبة عشاء في الديوان الملكي، تلتها جلسة محادثات. وقال الأمير سعود الفيصل ل "الحياة" ان "الحوار بين البلدين على هذا المستوى سبق الزيارة، ولابد إن شاء الله أن تطوره لما فيه مصلحة البلدين ومصلحة المنطقة". ورداً على سؤال عن تأثير العلاقات المتميزة بين الرياضوطهران في حل المشكلات بين ايران وبعض الدول العربية، قال وزير الخارجية السعودي: "المشاكل لا تحل إلا بالحوار، ووجود حوار على هذا المستوى من المسؤولية لا بد من ان يساهم في تطوير العلاقات، ويحل المشاكل إن وجدت". وعن زيارة انان لبغداد، قال: "الامل كبير بأن تحل هذه الزيارة الأمر حلاً سياسياً، وهذا كل ما يتوخاه أي إنسان محب للسلام والامن والاستقرار، وليس لنا إلا أن ندعو له انان بالتوفيق، والقرار في النهاية يعود إلى الحكومة العراقية. نأمل بأن تتجاوب مع مسعى الأمين العام التجاوب الكفيل بتسوية الأزمة نهائياً". وكان رفسنجاني أكد قبل مغادرته مطار مهراباد في طهران ان محادثاته في الرياض ستتناول "قضايا العالم الإسلامي بصورة عامة"، لافتاً خصوصاً الى مستجدات الأزمة العراقية، وقضايا افغانستان وكشمير وفلسطين والسلام في الشرق الأوسط، إضافة الى تدهور أسعار النفط، والتعاون السعودي - الايراني خصوصاً في اطار منظمة "أوبك". وشدد على ان "افضل انواع التعاون في المنطقة هو التعاون الايراني - السعودي خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتقنية والتجارية". وتابع ان لزيارته السعودية "ابعاداً مختلفة"، واشار الى لقائه الامير عبدالله في العاصمة الباكستانية العام الماضي على هامش القمة الاسلامية الاستثنائية. وذكر أن زيارته المملكة تأتي استجابة لدعوة وجهها اليه الأمير عبدالله خلال هذه القمة، مضيفاً ان "المحادثات كانت جدية وأولى ثمارها مشاركة الامير عبدالله في القمة الاسلامية الثامنة في طهران" اواخر العام الماضي. وسيقوم رفسنجاني بجولة على مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة والمنطقة الشرقية، ويزور اليوم رئاسة الحرس الوطني، ومكتبة الملك عبدالعزيز، ثم كلية الملك خالد العسكرية، ويقيم الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الجهاز العسكري في الحرس الوطني، مأدبة غداء تكريماً للضيف الايراني في نادي ضباط الحرس الوطني. واعتبر سفير ايران لدى منظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور صباح زنكنه الزيارة "منعطفاً مهماً" في العلاقات "باعتبار ان البلدين كبيران في المنطقة ولهما تأثيرهما وثقلهما السياسي والاقتصادي في العالم الاسلامي". وقال ل "الحياة": "إن التنسيق والتشاور بين البلدين سيأتيان بمردود إيجابي على المنطقة"، موضحاً ان المحادثات ستشمل الى الأزمة العراقية الوضع في المناطق الفلسطينية والقدس خصوصاً. ولفت إلى ان "وجهتي نظر البلدين متطابقتان إلى حد كبير" حيال الأزمة معرباً عن أمله بتفادي ضربة عسكرية للعراق "لن تخدم حل الأزمة ولا المنطقة والاستقرار والأمن الدوليين". ويرافق رفسنجاني عدد من اعضاء مجمع تشخيص مصلحة النظام ونواب وثلاثة وزراء هم وزير النفط بيجن زنكنة والزراعة عيسى كلانتري والعمل والشؤون الاجتماعية حسين كمالي. وزاد رفسنجاني ان الوفد "سيجري محادثات تجارية، واذا دعت الحاجة سأساعده".