بغداد، طهران - «الحياة»، أف ب - أعلن وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي في بغداد أمس ان بلاده تعمل مع دول المنطقة، خصوصاً العراق كي تكون ل»المتغيرات» في الشرق الاوسط آثار «ايجابية» لا «سلبية». وقال صالحي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في بداية زيارة للعراق ان «المتغيرات تحظى بأهمية فائقة من وجهة نظرنا ويمكن ان تترك آثاراً إما سلبية أو ايجابية». وأضاف: «نحن نبذل جهوداً دؤوبة بالتشاور مع المسؤولين في بلدان المنطقة وعلى رأسهم الاخوة في العراق من اجل ان تترك (المتغيرات) اثارا ايجابية». وفي المنطقة تحركات احتجاجية تمكنت من اسقاط نظامي الرئيسين المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي، وسببت اضطرابات في اليمن وسورية والبحرين. وكانت طهران التي تتمتع بنفوذ مهم في العراق، اعلنت دعمها «لكل الحركات الثورية» التي تحمل شعار «الاسلام (...) والحرية». إلى ذلك قال صالحي الذي تتهم اطراف عراقية بلاده بالتدخل في شؤون العراق، انه اجرى محادثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي «اكدنا خلالها على مبدأ عدم تدخلنا في شؤون الدول الاخرى». واضاف انه شدد ايضا «على ضرورة حل المشاكل بشكل يلبي مطالب الشعب، من دون ان نشهد أي تدخل عسكري» لمعالجتها. أما زيباري فقال انه بحث مع صالحي «تفعيل اللجنة الاقتصادية العليا التي يرأسها المالكي وتضم عدداً من الوزراء في البلدين». واضاف: «استعرضنا التقدم الجيد الذي تحرزه اللجان الفنية الحدودية وقد حققنا تقدما في هذا المجال، وشملت المحادثات ترسيم الحدود النهرية في شط العرب». واشار ايضا الى انه جرى البحث في «تنظيم الزيارات للعتبات المقدسة»، لافتاً الى ان «مليون و200 ألف ايراني زاروها العام الماضي، وفي المقابل زار ايران 600 ألف عراقي». وتحدث زيباري عن «حاجة العراق إلى مياه من دول الجوار»، مضيفاً «إننا وجدنا كل التفهم والاستعداد من معالي الوزير والوفد المرافق للبحث في هذه القضايا بروحية بناءة وعلى اساس المصالح المشتركة ومراعاة السيادة لكلا الجانبين». وكانت مصادر إيرانية قالت ان الزيارة التي تستغرق يومين تندرج في اطار زيارات صالحي لعدد من دول المنطقة لتبادل وجهات النظر في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. ورافق صالحي الي بغداد وفد ضم عدداً من معاوني وزارة الخارجية اضافة الي عدد من البرلمانيين. وشهدت العلاقات الايرانية - العراقية تقدماً واضحاً منذ اطاحة نظام الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003 في المجالات المختلفة. واوضحت المصادر ان الزيارة تاتي في اطار الجهود التي تبذلها طهران لتحسين علاقاتها مع الدول الخليجية التي ساءت بعد الاحداث الاخيرة في البحرين. وانتقد صالحي في تصريحات نشرت في طهران امس منظمة المؤتمر الاسلامي « التي لم تستطع لعب دور مؤثر في وقف نزيف الدم في البحرين»، معرباً عن اعتقاده بأن ذلك يعود الي «طبيعة هيكلية المنظمة». ونفي التهم الموجه إلى بلاده بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، معتبراً أنها « غير منصفة وغير عادلة وبعيدة عن الواقع »، لافتاً الي ان بلاده «لا تري ضرورة للتدخل في شؤون دول المنطقة وليست لها أي مصلحة للتفكير في هذا الاتجاه». وزاد أن ايران تسعي إلى «تعزيز السلام والامن في الخليج الذي لا يمكن تحقيقه الا بالتعاون مع كل دول المنطقة». وجاءت زيارة صالحي للدول الخليجية التي شملت قطر وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة عشية انعقاد القمة الخليجية في الرياض، وتعتقد طهران أن هذه الجولة نجحت في تخفيف حدة الازمة التي نشبت بين الجانبين، خصوصاً بعد زيارة الزعيم العراقي مقتدي الصدر الدوحة والمنامة.