قالت مصادر ديبلوماسية ل "الحياة" أن دمشق أرجأت زيارة نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام ووزير الخارجية السيد فاروق الشرع لطهران "أياماً عدة فقط" إلى أن "تتضح الصورة" في شأن الأزمة العراقية، في ضوء "السباق" بين الحل الديبلوماسي والضربة العسكرية. وأشار مراقبون إلى أن طهرانودمشق لا ترغبان في إعطاء انطباع بأنهما تعملان لتشكيل تحالف ثنائي معلن أو ثلاثي يضمهما مع العراق لمناهضة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط. وكان مقرراً أن تبدأ أمس في طهران اجتماعات اللجنة العليا السورية - الإيرانية برئاسة خدام ونظيره الإيراني الدكتور حسن حبيبي، وحضور الشرع ووزير الخارجية الإيراني الدكتور كمال خرازي للبحث في التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي بين البلدين. وأوضحت المصادر أن "اتصالات سورية - عربية" ستجري قبل زيارة خدام طهران، مشيرة إلى أن نائب الرئيس السوري والشرع سيزوران القاهرة اليوم على الأرجح من أجل "البحث في الأزمة العراقية وآثارها على التضامن العربي والاستقرار في المنطقة". وقالت ان المسؤولين السوريين سيجتمعان في العاصمة المصرية مع الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية السيد عمرو موسى ل "الاطلاع على نتائج زيارة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز للقاهرة، والاتصالات التي جرت أخيراً للتوصل إلى حل ديبلوماسي" للأزمة بين بغداد والأمم المتحدة. وأكدت المصادر عدم وجود "أي أزمة" في العلاقات السورية - الإيرانية. وقالت مصادر ديبلوماسية إيرانية ل "الحياة" أن "زيارة خدام والشرع لطهران لم تلغَ بل أرجئت أياماً عدة فقط" وحتى "اتضاح صورة الوضع في المنطقة". وزادت أن "مشاورات واتصالات تجري بين الطرفين للاتفاق على الموعد وجدول المحادثات". وفسر مراقبون تأجيل الزيارة بعدم رغبة دمشق في إظهار وجود "تحالف إيراني - سوري معلن مناهض لواشنطن" في الشرق الأوسط، لأن سورية وإيران تريدان "التحالف غير المعلن" وأن تكون "العلاقات استراتيجية تخدم مصلحتهما". ورأوا أن "محادثات سورية - إيرانية على هذا المستوى تعطي انطباعاً بأن البلدين يعملان لإقامة تحالف أو جبهة ثلاثية تضمهما مع العراق ضد أميركا، خصوصاً أن وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف زار دمشق الأسبوع الماضي.