أوحت تصريحات وزيري الخارجية السوري فاروق الشرع والايراني كمال خرازي، في مطار مهراباد امس، ان ملف العلاقات بين مصر وايران سيكون على جدول محادثاتهما. وكشف الشرع ان "لقاءات رباعية" تمت بين وزراء خارجية مصر والمملكة العربية السعودية وايران وسورية، من دون ان يحدد اطار هذه اللقاءات وزمانها. وكان الوزير الشرع وصل الى طهران، امس، ليسلّم رسالة "شكر" من الرئيس حافظ الأسد الى "شقيقه وصديقه" الرئيس سيد محمد خاتمي في طهران امس. وقال ان القيادة السورية "أرادت ان تعرب عن شكرها وتقديرها للرئيس خاتمي على ما بذله من جهود ومساع لحلّ الازمة بين سورية وتركيا". فيما شدد الوزير خرازي على ان بلاده لم تقم "بوساطة" بين دمشق وانقرة بل عملت على "تسهيل الحوار" بينهما، مؤكداً ان ايران "ستستمر في مساعيها بهدف ايجاد حلّ نهائي للأزمة". وكان متوقعاً ان يزور خرازي العاصمة السورية يوم الجمعة الماضي في اطار جولة تشمل دمشقوانقره، لكنه عدل عن ذلك، وأبلغت السلطات الايرانية ان الشرع سيقوم بزيارة قصيرة لتسليم رسالة خطّية من الاسد الى خاتمي. وأشار الوزير السوري في تصريحاته الى ان حكومته "حريصة على تعزيز العلاقات الثنائية ودعمها بين ايران ومصر". ونوّه باللقاءات التي جمعت خرازي ونظيره المصري عمرو موسى على هامش مؤتمر القمة الاسلامية وقمة دول عدم الانحياز في جنوب افريقيا واجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. يذكر ان مصر وايران بادرتا الى القيام بتحرك لنزع فتيل التوتر بين سورية وتركيا اخيراً، وأُعلن عن اتصالين هاتفيين بين خرازي وموسى "للتشاور والتنسيق". وأشار خرازي الى هذه النقطة، امس، قائلاً ان "ما قامت به مصر وايران من جهود لحل الازمة بين انقرهودمشق يعتبر نموذجاً مصغراً لما يستطيع البلدان ان يقوما به اذا تعاونا ووثقا علاقاتهما، بما انهما بلدان مهمان وكبيران في المنطقة والعالم الاسلامي". وحرص خرازي على لفت المراقبين والمعنيين الى ما شهدته العلاقات بين طهرانوالقاهرة من "تحسن وتقدم خلال الشهور الاخيرة مقارنة بما كانت تتسم به هذه العلاقات في السابق". وكرر "الامل" الذي يحدو القيادة الايرانية في "ابتعاد مصري عن اسرائيل"، وبدا على ثقة بأن "المواقف المصرية تدلّ على ان القاهرة ابتعدت عن الكيان الصهيوني كثيراً"، وهي اشارة ايجابية تعكس رغبة الحكومة الايرانية في الارتقاء بمستوى العلاقات مع القاهرة. أما خاتمي فانه شدد على "اهمية الاستقرار الاقليمي بما يخدم مصلحة كل دول المنطقة". وحذّر من اي "فتنة او تآمر صهيوني" مشدداً على اهمية ان تكون العلاقات الايرانية - السورية - التركية وثيقة، لكنه لم يخف ما "تتميز" به الروابط بين طهرانودمشق. وحرص الشرع على التأكيد ان "العلاقات القائمة بيننا وبين الجمهورية الاسلامية قوية ومتينة وعميقة"، مشدداً على ان "التشاور مع الاخوة في ايران حول مختلف القضايا الاقليمية والدولية يعتبر أحد أُسس سياستنا الخارجية".