سيناريو مفزع: خمسة ملايين اسرائيلي يهيمنون على 200 مليون عربي "مريض"... بسبب ما قد ينتج عن حرب جديدة في الخليج. المسألة قد تبدو "مؤامرة" من التحالف الاسرائيلي - الانغلو - أميركي، وقد تكون اخبار غراميات الرئيس "الفحل" بيل كلينتون وفضيحة "مونيكا غيت" اشبه بعملية تمويه محكمة. الأخطر من "المؤامرة" هو الواقع، فالسيدة سهير السكري تربّت منذ طفولتها على النمط الانغلو - ساكسوني الاميركي، وعاشت في الولاياتالمتحدة وعملت في منظمة الاممالمتحدة، ثم اصبحت رئيسة لجمعية الصداقة العربية - الاميركية في نيويورك، لكنها الآن مسؤولة عن "حملة المليون توقيع" من اجل معاملة انسانية سويّة لشعوبب المنطقة العربية. ما الأمر؟ تقول: "فوجئت قبل أيام بتصريح منشور نقلاً عن وزير الدفاع الاسرائيلي يطالب فيه بتأجيل الضربة الموجهة إلى العراق ريثما تستعد اسرائيل، وعدت الى ما نشر من قبل في شأن العراق، فوجدت أن أميركا قد زودت إسرائيل مصلاً واقياً من الاسلحة الجرثومية، سواء تلك التي يقال أنها في حوزة صدام حسين، أو تلك التي يمكن أن تلقيها القوات الانغلو - اميركية على العراق". تضيف السكري في هلع: "إن مثل تلك الاسلحة، ستمتد آثارها حتماً إلى كل شعوب المنطقة، فتلحق بهم وبالأجيال المقبلة أنواع الهلاك والدمار وما لا يمكن تصوره من الامراض والاوبئة الرهيبة". وتتساءل: "ماذا عن بقية دول المنطقة، لماذا لا يهتم بنا أحد؟ أين الاممالمتحدة؟ أين منظمة الصحة العالمية"؟ تضيف: "حين نطعّم اطفالنا ضد مرض الحصبة نعطيهم مصلاً معيناً، ثم مصلاً آخر ضد شلل الاطفال، وهكذا... لكل مرض لقاح معين يقاومه. فما هذا المصل الواقي من كل الجراثيم، وأي لقاح هذا الذي ارسلته اميركا ليقي الاسرائيليين وحدهم من الجراثيم التي يمكن أن تنبعث من الحرب على صدام حسين؟ هل هو مصل سحري جديد؟ أم هو مصل ضد نوع معين من الجراثيم المعروفة مسبقاً وستستخدمها القوات الانغلو - اميركية لنشر الامراض المنطقة"؟ يبدو أن "مرض الخليج" الذي أصاب 100 ألف جندي من قوات التحالف، بعدما استخدم الاميركيون 800 طن يورانيوم مستنفذ في حرب الخليج الثانية، مجرد نموذج تجريبي مخفف جداً ل "مرض الخليج" الذي سيفتك بالعرب بعد الضربة المتوقعة. لذلك تشبّه سهير السكري ما تسميه "المخطط الانغلو - اميركي - اسرائيلي" ب "حرب الافيون" التي شنتها بريطانيا في القرن الماضي على الصين. إذ تمكن خمسة الاف جندي إنكليزي من هزيمة شعب الصين "بإجباره على تعاطي الافيون، فكانت النتيجة شعباً ضعيف البدن والنفس والفكر... الى أن انقذه ماوتسي تونغ"! اميركا وانكلترا مصرّتان على ضرب العراق رغم خطر تفجير اسلحة بيولوجية وكيماوية في المنطقة. واميركا تعلن أنها ستجرب في العراق اسلحة لم يسبق تجربتها. أما اسرائيل تهدد بدورها باستخدام اسلحة جديدة في حال تلقت ضربة من العراق. إذا اضفنا "امتياز" الأمصال المضادة للجراثيم، والمطالبة بتأجيل الضربة لتصبح اسرائيل جاهزة، تكون النتيجة المؤكدة، كما تقول السكري، أن "شعوب المنطقة لقمة سائغة تتحكم بها القوة الوحيدة المهيمنة على العالم لمصلحة اسرائيل". جمعت السكري حتى الآن 400.017.18 توقيع - معظمها من مصر والبقية من الدول العربية والغربية - للمطالبة بوقف استخدام سلاح الدمار الشامل المسمى ب "الحصار الاقتصادي" ضد اي شعب، خصوصاً في العراق. وتقترح مشروع قرار يقدم الى الاممالمتحدة، باسم شعوب منطقة الشرق الاوسط، وتتبناه دول العالم يدعو مجلس الأمن لاتخاذ ما يلزم فوراً لمنع الضربة العسكرية حتى لا تتضرر شعوب المنطقة، ويطالب منظمة الصحة العالمية بتزويد شعوب المنطقة المصل الواقي كما زودت اسرائيل، ويطالب منظمة الاممالمتحدة لشؤون البيئة بدرس آثار الضربة على شعوب المنطقة والبيئة الزراعية والتربة والمياه. أما الامين العام للأمم المتحدة، فمطالب بألا يسمح بأن يسود الأممالمتحدة قانون الغاب، وأن يجعل ميثاق الاممالمتحدة قيد التنفيذ على كل دول العالم وليس لمصلحة حفنة قليلة من الدول مهما كانت قوتها. سهير السكري تطالب الشعوب العربية وحكوماتها بالتمسك بتنفيذ القرار، والانتقال من مرحلة الدفاع الدائمة التي يتبناها العرب الى مرحلة الهجوم الدفاعي، فالعرب مدعوون للتخلي عن البطء، و"اعتناق نظرية المؤامرة"، والاهتمام بوقف تنفيذ المخطط المرسوم للمنطقة لجعلها "منطقة نفوذ انغلو - اميركية خاضعة للسيطرة الاسرائيلية".