ناقش المجلس الوزاري الاسرائيلي لشؤون الأمن والسياسة أمس مستجدات الأزمة بين العراق ولجنة نزع السلاح وأعلن وزير الدفاع اسحق موردخاي ان اسرائيل "خارج" الأزمة التي تتابع أجهزة الأمن "تطوراتها عن كثب، بالتعاون مع الاستخبارات المركزية الاميركية" سي.آي.اي. وساد توتر في الدولة العبرية مع تزايد احتمالات توجيه الولاياتالمتحدة ضربة عسكرية للعراق، ووسط معلومات استخباراتيه اميركية ترجح اطلاق العراق صواريخ بالستية على اسرائيل في حال نفذت الضربة. وأفادت صحف اسرائيلية امس ان اجهزة الأمن الاسرائيلية تسلمت تقارير من الاستخبارات الاميركية تحذر اسرائيل من ان العراق ينوي "اطلاق صواريخ ذات رؤوس تقليدية أو غير تقليدية" في حال وجهت الولاياتالمتحدة ضربة جديدة اليه. وأصيب الاسرائيليون بحالة من الذعر بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس لجنة نزع الأسلحة المحظورة ريتشارد بتلر أول من أمس، وقال فيها ان لدى العراق أسلحة جرثومية "تكفي لإبادة سكان تل ابيب". ولوحظ تهافت الاسرائيليين على اقتناء الأقنعة الواقية من الغاز، ما ذكّر بأجواء حرب الخليج. وحاول المسؤولون الاسرائيليون تهدئة المواطنين مؤكدين قدرات اسرائيل الدفاعية والهجومية، ومحذرين العراق من "إقحام" الدولة العبرية في الأزمة الحالية. وقال ديفيد بار ايلان المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء نتانياهو ان اسرائيل "مستعدة وتتخذ الاجراءات لحماية مواطنيها". وزاد ان لدى اسرائيل كل الوسائل المطلوبة "للرد على أي هجوم عراقي". وأضاف محذراً ان "الاعتداء على اسرائيل ستكون عواقبه أخطر على العراق منها على اسرائيل". وأكد القائد السابق للجبهة الداخلية الاسرائىلية الجنرال شموئيل أراد ان لدى الدولة العبرية "وسائل دفاع ملائمة لمواجهة صواريخ برؤوس تقليدية وغير تقليدية". وشدد على ان "أذرع الجيش طويلة ونأمل بأن يدرك الطرف الثاني ذلك". واشار الى تحسن القدرات الهجومية لاسرائيل منذ حرب الخليج. وكان موردخاي حضّ أول من أمس الاسرائيليين على عدم الفزع، لكنه نصحهم بالحصول على أقنعة واقية من الغاز. وقال للصحافيين: "سنقرر اعتماداً على التطورات ما نأخذه من خطوات، وليست هناك حاجة لخطوات خاصة في هذه المرحلة، الجيش والمؤسسة العسكرية يتابعان التطورات وآمل بألا تكون هناك ضرورة لاتخاذ اجراءات، لكننا سنفعل كل ما هو ضروري وفي الوقت الملائم اذا اقتضى الأمر".