رجحت مصادر استخباراتية اسرائيلية ان تقوم الولاياتالمتحدة بتوجيه ضربة عسكرية للعراق في منتصف الاسبوع المقبل، في الوقت الذي تهافت فيه الاسرائيليون على مكاتب وكالات السفر لابتياع تذاكر سفر الى اوروبا والولاياتالمتحدة في الاسبوع ذاته أملاً في الهروب. وقالت الاذاعة الاسرائيلية نقلاً عن "مصادر أمنية" ان واشنطن لن تقوم بمهاجمة العراق قبل الاسبوع المقبل، فيما صرح وزير الزراعة الاسرائيلي رفول ايتان امس للصحافيين: "لدينا أسبوع لاستكمال الاستعدادات". وذكرت اسرائيل في وقت سابق ان الادارة الاميركية تعهدت باطلاع اسرائيل على التوقيت المحدد للهجوم المحتمل "لمنحها الوقت الكافي للاستعداد". وقالت مصادر اعلامية اسرائيلية ان واشنطن زودت تل أبيب باجهزة كاشفة للأسلحة الجرثومية استعداداً لاحتمالات لاطلاق العراق صواريخ ذات رؤوس جرثومية أو كيماوية على اسرائيل. وأكد التلفزيون الاسرائيلي وصول هذه الاجهزة ومعدات وقائية اخرى على متن طائرة شحن أميركية، نافياً وصول بطاريات صواريخ "باتريوت" التي طلبتها تل أبيب في وقت سابق، على ان يتم ارسالها في الوقت المناسب بحسب المصادر الاسرائيلية. وواصل وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي اجتماعاته للتشاور مع رؤساء الاجهزة العسكرية والامنية مساء أول من امس للتنسيق في الاجراءات التي تقوم اسرائيل بها على هذا الصعيد. فاجتمع لساعات مع رئيس الأركان ووزير الصحة والأمن الداخلي ورئيس "الجبهة الداخلية" للاطلاع على الوضع. وعاد موردخاي وقلّل من احتمالات تعرض اسرائيل لهجوم عراقي، مشدداً في الوقت ذاته على ان قراراً اتخذ للاستعداد بشكل كلي لكل الاحتمالات. وخلافاً لما تشير اليه استطلاعات الرأي العام المتلاحقة عن اقتناع غالبية الاسرائيليين بضآلة احتمال تعرض الدولة العبرية الى هجوم صاروخي عراقي، ومحاولة المسؤولين الاسرائيليين طمأنة مواطنيهم، اظهرت برامج وكالات السفر ان اعداداً كبيرة من الاسرائيليين قاموا بتأمين حجوزات سفر الى اوروبا والولاياتالمتحدة للأيام القليلة المقبلة. وأشارت مصادر اسرائيلية الى عدم وجود أي مكان شاغر في كل رحلات الطيران من تل أبيب طوال أيام الاسبوع المقبل. وقالت احدى الموظفات في وكالة "تالي للرحلات الجوية" ان كل رحلات الطيران الاجنبية والاسرائيلية للأيام الثلاثة المقبلة محجوزة وان الامكنة الشاغرة تقتصر على الرحلات الى استنبول. وقالت ل "الحياة" ان عدد الاسرائيليين الذين يريدون المغادرة تجاوز ضعف عددهم في الفترة نفسها من العام الماضي. وأعربت عن اعتقادها بأن الاسرائيليين الذين ابدوا رغبتهم بمغادرة البلاد "لا يشعرون بانتماء حقيقي"، لكنها استدركت ان الحجوزات لا تعني بالضرورة ان كل من حجز تذكرة سفر سيسافر. وقالت: "الغالبية تنتظر التطورات وتستعد للمغادرة في حال وقوع الخطر". وفي الوقت الذي لا تزال فيه التقارير الصحافية تشير الى وجود نقص في عدد الاقنعة الواقية، امتلأت الصحف العبرية باعلانات تجارية تراوحت بين دعوة الاسرائيليين الى ابتياع "شاليه حيث لا ضرورة للاقنعة الواقية"، والى ابتياع كمامات واقية للكلاب أو أشرطة لاصقة ممتازة والواح البلاستيك للغرف محكمة الاغلاق. وشهدت اسعار المواد البلاستيكية المستخدمة لاغلاق الغرف الآمنة من الغازات السامة ارتفاعاً ملحوظاً قفزت في بعض الاحيان الى الضعف. وعلى الصعيد ذاته، قالت الاذاعة الاسرائيلية ان شركة تجارية أردنية عقدت صفقة تجارية بمئات ألوف الدولارات مع مصنع بلاستيك اسرائيلي. وقالت الاذاعة ان الأردن ابتاع الاغطية البلاستيكية لحماية الأردنيين من هجوم بالغازات السامة دون ان تحدد اسم الشركة الأردنية. الى ذلك أ ف ب قالت مجلة "جيروزالم ريبورت" الاسرائيلية الاسبوعية امس ان اسرائيل تدرس امكان اغتيال الرئيس صدام حسين اذا هاجم العراق الدولة العبرية بعد تعرضه لضربة عسكرية اميركية. وذكرت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وزعيم المعارضة ايهود باراك "متفقان على ما يبدو على ان التخلص من صدام سيكون افضل طريقة لحماية اسرائيل على المدى الطويل".