تل أبيب، القدسالمحتلة - أ ف ب - أكدت اسرائيل أمس الثلثاء ان العراق ما زال يملك كميات من اسلحة الدمار الشامل على رغم الجهود التى تبذلها الاممالمتحدة منذ سبع سنوات لنزع هذه الاسلحة. واعتبر وزير الدفاع اسحاق موردخاي فى خطاب القاه في جامعة بار ايلان في تل ابيب ان العراق يملك عدداً من منصات اطلاق الصواريخ الباليستية "سكود"، اضافة الى اسلحة كيماوية وبيولوجية. وقال: "نحن على ثقة بأنه يملك منصات اطلاق صواريخ "سكود"، اثنتين أو اربعاً أو خمساً وربما اكثر". واضاف: "لا يوجد أدنى شك في ان الرئيس صدام يملك اسلحة كيماوية وجرثومية لكنني اعتقد ان لا احد يعرف بالتحديد كم واين". وكان موردخاي سعى في الايام الاخيرة الى التقليل من احتمال ان يشن العراق هجوماً على اسرائيل اذا ما تعرض لضربات اميركية. لكنه اشار أمس الى ان الرئيس صدام حسين شخص لا يمكن التكهن بتصرفاته. وقال: "لا يستطيع احد ان يفهم حقاً ما يمكن ان يفعله اذا ما تعرض لهجوم واسع النطاق من الولاياتالمتحدة". واكد وزير الدفاع مجدداً حق اسرائيل فى الرد اذا تعرضت لهجوم على رغم دعوة الولاياتالمتحدة لها بضبط النفس. واضاف: "علينا حماية بلادنا والدفاع عنها. واذا تعرضنا لهجوم فان الحكومة الاسرائيلية وحدها هي التى تقرر ماذا نفعل وكيف". لكنه قال ان اسرائيل "تتعاون مع الولاياتالمتحدة وتنسق عملها معها". وكانت الولاياتالمتحدة هددت العراق بضربة عسكرية "قوية" اذا اصرت على عرقلة عمل مفتشي الاممالمتحدة المكلفين منذ انتهاء حرب الخليج سنة 1991 بنزع اسلحة الدمار الشامل العراقية. وكان العراق اطلق 39 صاروخاً من طراز "سكود" على اسرائيل بعد ان هاجمه التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة فى كانون الثاني يناير 1991. واسفرت هذه الصواريخ عن مقتل شخصين واصابة المئات. الا انه خلافاً لما حدث سنة 1991 فان العراق احجم عن تهديد اسرائيل هذا العام. واكد مسؤولون عراقيون ان بغداد لم تعد تملك الوسائل لاصابة اسرائيل. وقال مسؤولون اسرائيليون ان العراق نقل الى الدولة العبرية، عبر روسيا، رسالة يطمئنها ان ليس لديه اي نية لمهاجمتها. وافاد مصدر عسكري أمس ان ما لا يقل عن 350 صفارة انذار نشرت في كل انحاء الاراضي الاسرائيلية ستطلق بالتزامن في حال حصول هجوم عراقي. وستبلغ اسرائيل اوتوماتيكيا وعلى الفور باطلاق العراق صواريخ باتجاها، بواسطة نظام معقد يقيم اتصالاً مباشراً مع شبكة اقمار اصطناعية اميركية. وتحتاج شبكة صفارات الانذار الاسرائيلية الى اقل من تسع ثوان لتشغيلها. وتملك غالبية الاسرائيليين اقنعة واقية من المواد الكيمياوية والجرثومية. وسيلجأون الى غرف مغلقة باحكام في حال حصول هجوم عراقي. وقال شهود أمس ان اسرائيلية قُتلت أثناء محاولتها توفير أقنعة واقية من الغاز لابنائها السبعة. وأوضحوا ان الامرأة 35 عاماً أرغمت على اخلاء الشقة التي كانت تقيم فيها في تل أبيب بسبب نزاع مالي. وأضافوا انها قفزت الى داخل الشقة الواقعة في الدور الرابع من شرفة الجيران بحثاً عن أقنعة الغاز الخاصة بأبنائها لكن قدمها زلّت أثناء محاولتها الخروج منها فقُتلت. وذكر الشهود لمحطات اذاعة اسرائيلية ان الامرأة التي كانت حاملاً في الشهر الرابع لم تعثر بعد كل هذا على الاقنعة. ويحتشد ألوف من الاسرائيليين يومياً أمام مراكز الجيش حيث تُوزّع الاقنعة الواقية من الغاز. وأعلنت وزارة الدفاع الالمانية الاثنين ارسالها أول دفعة من الاقنعة الواقية من المواد البيولوجية والكيمياوية الى اسرائيل. ووعدت بون بارسال 180 ألف قناع اجمالاً بعدما طلبت اسرائيل تزويدها بهذا النوع من الاقنعة أوائل الاسبوع الماضي. وذكرت الحكومة السويسرية ايضاً انها تبحث في طلب قدمته اسرائيل لتزويدها اقنعة واقية من الغاز السام.