حمّل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مجدداً امس الجانب الفلسطيني مسؤولية فشل المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية في العاصمة الاميركية واشنطن، وأكد رفض حكومته أي تدخل اميركي في "القرار الاسرائيلي". وقال نتانياهو ان الجانب الفلسطيني "ليس على استعداد لاحراز تقدم في المحادثات في ظل الازمة العراقية"، مشيراً الى ان حكومته التزمت كل التعهدات الواردة في الاتفاقات، ولافتاً الى "استعداد حكومته للمضي قدماً في المسيرة السياسية وفقاً للخطوط التي حددتها اسرائيل". واتهم نتانياهو بالمقابل السلطة الفلسطينية بعدم الايفاء بالتزاماتها وفق الاتفاقات الموقعة خصوصاً في ما يتعلق "بالغاء الميثاق الوطني الفلسطيني ومكافحة الارهاب"، وذلك خلال رده على اسئلة الصحافيين اثناء ادلائه بصوته في انتخابات تكتل "ليكود"، بعد ساعات على تحميل وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على السواء مسؤولية فشل محادثات واشنطن. وكان المنسق الاميركي لعملية السلام السفير دنيس روس فشل في جسر الهوة بين الموقفين الفلسطيني والاسرائيلي في شأن مقترحات اميركية من اجل تحريك المفاوضات المتعثرة منذ زمن طويل. وفي هجوم مبطن على الادارة الاميركية قال رئيس الحكومة الاسرائيلية ان اسرائيل "وليست الولاياتالمتحدة صاحبة القرار في ما يتعلق بحدودها وحجم اعادة الانتشار". من جهة اخرى أ ب ، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي امس انه لا يثق بوعود العراق عدم شن هجوم على إسرائيل، مشيراً إلى أنه سيواصل الاستعدادات وعلى مستوى واسع، لمواجهة أي ضربة عراقية محتملة بالأسلحة الكيماوية او البيولوجية. وكان نائب الرئيس العراقي طارق عزيز صرح اول من امس بان بغداد لا تنوي ضرب اسرائيل حتى لو تعرضت الى ضربة اميركية. وقال نتانياهو انه "لا يستطيع الاعتماد على وعود من العراق عندما يصل الموضوع الى أمننا. ففي السابق قطع العراق وعوداً كثيرة، وفى ببعضها ونكث ببعضها الآخر". وفي اطار الاستعدادات لأي ضربة عراقية محتملة، طلبت اسرائيل من دول اوروبية تزويدها أقنعة غازات. وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان عشر طائرات تابعة لشركة الطيران الاسرائيلية "إلعال" وصلت الى تل ابيب قادمة من امستردام وفرانكفورت ليل الاربعاء -الخميس وصباح امس محملة بأقنعة الغازات السامة. كذلك وافقت المانيا على اعارة اسرائيل 180 ألف قناع واق من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية، فيما عرضت سويسرا على الدولة العبرية اعارتها 25 ألف قناع. واضافت الاذاعة انه من المقرر ان تصل الى اسرائيل مطلع الاسبوع المقبل شحنات من الولاياتالمتحدة تشمل مضادات لغاز الاعصاب وأدوية لعلاج آثار الأسلحة البيولوجية وأجهزة رصد لهجمات بالأسلحة الكيماوية. ورغم التطمينات العراقية الا ان الاسرائيليين واصلوا التردد بكثافة على مراكز توزيع الاقنعة، حتى ان الجنود العاملين في هذه المراكز شكوا من الارهاق ومن نقص في الاقنعة الخاصة بالاطفال. وقال نتانياهو ان هذا النقص سيعالج في الايام القليلة المقبلة، على رغم ان توزيع الاقنعة للعمال الاجانب في اسرائيل والذين يبلغ عددهم نحو 250 ألفاً لم يبدأ حتى الآن. ومن المقرر ان يصل اليوم الى اسرائيل مسؤولون تايلنديون لمحادثات تتعلق بحماية العمال التايلنديين في اسرائيل. ويعمل معظم هؤلاء في مزارع، حيث قال مستخدموهم انهم سيشترون لهم الاقنعة، في حين اعلنت السفارة الالمانية في اسرائيل انها بدأت بتوزيع اقنعة على رعاياها في اسرائيل. الى ذلك أعرب وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية الدكتور نبيل شعث عن استغرابه لتصريحات نتانياهو عن عملية السلام. وصرح بأن هدف الفلسطينيين التقدم في المفاوضات وتنفيذ الاتفاقات لانهاء الاحتلال الاسرائيلي والاستيطان. وتساءل شعث: "هل نحن سعداء بالحصار الاسرائيلي واستمرار الاحتلال؟" وأضاف: "نحن معنيون بانهاء الاتفاقات وبتسوية الأزمة العراقية بسرعة لأن تفاقمها يؤثر سلباً على العملية التفاوضية". ورفض شعث تصريحات نتانياهو في شأن الميثاق الفلسطيني، وقال ان السلطة الفلسطينية قدمت تفصيلاً البنود التي تم الغاؤها في الميثاق، ووافقت واشنطن على ان يتم اقرارها من اللجنة التنفيذية. وانتقد شعث تصريحات الادارة الاميركية التي أشارت الى عجزها عن ردم الهوة بين الطرفين وقال ان الادارة الاميركية "شاركت في المفاوضات وفي الضمانات" وعليها جسر الهوة بين الاتفاق الذي أبرمته ورسائل الضمانات التي سلمتها للفلسطينيين.