نيودلهي - أ ف ب - يتوجه الناخبون الهنود الذين يفوق عددهم 600 مليون نسمة بعد غد الاثنين، وللمرة الثانية خلال عامين، الى صناديق الاقتراع في انتخابات تشريعية لا يتوقع ان تؤدي الى ارساء الاستقرار السياسي الذي تسعى اليه اكبر ديموقراطية في العالم. فجميع استطلاعات الرأي تتوقع ان تسفر انتخابات مجلس النواب الهندي عن مجلس تحكمه ائتلافات منقسمة وهشة، تتخذ مواقف مسبقة من الاصلاحات الصعبة التي تحتاجها البلاد في المجالين الاقتصادي او الاجتماعي. وفي بلد يربو على حجم قارة بسكانه الذين يصل عددهم الى 970 مليون نسمة، تم تخصيص اربعة ايام للانتخابات هي 16 و22 و28 شباط فبراير و7 آذار مارس، على ان يبدأ فرز الاصوات في الثاني من آذار أملاً في ان يتم خلال شهر تشكيل خامس حكومة هندية خلال عامين. وقدم حوالي خمسة الاف شخص ترشيحهم الى هذه الانتخابات التي بدأت حملتها قبل حوالي شهرين لشغل 543 من اصل 545 مقعدا في "مجلس الشعب" لوك سابها ينتمون في معظمهم الى ثلاثة تيارات رئيسية: الهندوس الوطنيون في "حزب الشعب الهندي" وحزب "المؤتمر" الذي يدين بالولاء لسلالة نهرو-غاندي، وائتلاف اليسار الوسط في الجبهة المتحدة الذي كان يشكل الغالبية في المجلس السابق. ويعتبر "حزب الشعب" الهندوسي، الداعي الى اقامة حكومة "مستقرة وقوية ونظيفة"، ودولة تفرض احترامها بين دول العالم وتملك السلاح النووي، والمتهم بالتمييز الطبقي وبعدم التسامح ازاء المسلمين، الاوفر حظاً في الحصول على اكبر عدد من المقاعد، وفي تأكيد مكانته كأول حزب في البلاد منذ حصوله مع حلفائه في 1996 على 189 مقعدا. الا ان استطلاعات الرأي تؤكد ان "حزب الزعفران" هذا، نسبة الى اللون الاصفر للهندوسية، الذي رشح شخصية معتدلة هي اتال بهاري فاجبايي 71 عاماً لمنصب رئيس الوزراء في حال فوزه بالاغلبية، لن يحصل على الغالبية المطلقة للمقاعد اي 273 مقعدا، وان عدد مقاعده سيتراوح بين 230 و250 مقعدا. فالشعبية المتنامية التي حققها الحزب خلال السنوات العشر الماضية كبحها قبل شهر دخول صونيا غاندي 51 عاما ارملة رئيس الوزراء راجيف غاندي الذي اغتيل في 1991، المعترك السياسي. وفي المقابل ساهم ظهور صوفيا غاندي، الايطالية الاصل والتي تفتقد الى الخبرة السياسية، لتخوض الحملة الانتخابية عن حزب "المؤتمر" في وقف تراجع شعبية اقدم حزب هندي تأسس قبل 113 عاما، وحكم البلاد لاكثر من اربعين عاما منذ استقلالها في 1947 وحتى 1996. وتمكنت صوفيا، ترافقها ابنتها بريانكا 25 عاما، التي تشبه الى حد كبير جدتها انديرا غاندي، وابنها راهول 27 عاما، من تحريك حشود كبيرة من الناس، فأعادت احياء الامل لدى مناضلي المؤتمر، وايقاد شعلة الحزب. وبفضلها، يتوقع ان يفوز المؤتمر الذي يخوض حملته ايضا تحت شعار "الاستقرار" بحوالي 155 مقعدا بدلا من 140 مقعدا، وان كان الحزب لم يعين بعد مرشحه لرئاسة الحكومة. وتتوقع استطلاعات الرأي ان تكون "الجبهة المتحدة" التي يتزعمها رئيس الوزراء المستقيل اندر كومار غوجرال 78 عاما الخاسر الاكبر في هذه الانتخابات، بحيث تفقد ما بين ثلث ونصف مقاعدها التي تبلغ 177 مقعدا. وكتبت صحيفة "تايمز اوف انديا" تعليقا على احد اخر الاستطلاعات امس الجمعة قائلة انه "من الواضح ان البلاد تتجه نحو برلمان غير مستقر".