اصبحت التحقيقات في الفضيحة الجنسية التي يتعرض لها الرئيس الاميركي بيل كلينتون مصدر تهديد للأمن القومي بعد الاعلان عن استدعاء عدد من رجال الحرس الشخصي للرئيس للادلاء بافاداتهم. وتوقع كثيرون ان تتدخل الادارة الاميركية لوقف استدعاء رجال الامن الخاص المكلفين حراسة الرئيس، بعدما تحولت مهامهم موضع نقاش على شاشات التلفزيون الاميركية. وجاء ذلك في اعقاب ادلاء احد عناصر الأمن الرئاسي المتقاعدين بافادته اول من امس الخميس امام هيئة المحلفين بناء على طلب المحقق المستقل كينيث ستار. وأفيد ان عنصر الأمن المتقاعد لويس فوكس ابلغ المحلفين ان الرئيس اختلى في مكتبه البيضاوي لمدة 40 دقيقة بالموظفة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي أواخر صيف 1995. ومعلوم ان المحقق ستار يسعى الى ادلة تدين الرئيس بتحريض لوينسكي على النفي تحت القسم ان يكون اقاما علاقة جنسية. وتؤكد لوينسكي انها كانت على علاقة بالرئيس لكنها تنفي ان يكون حرضها على "الكذب تحت القسم". ومع استدعاء عدد غير معروف من رجال الامن الرئاسي للتحقيق، تهافتت شبكات التلفزيون على اجراء مقابلات مع بعضهم ما سلط الضوء على اجراءات الأمن المتبعة داخل البيت الأبيض. وشكل ذلك انعكاسات "مخيفة" على الأمن الرئاسي حسبما قال مارتين بولز المسؤول السابق عن الحرس الرئاسي في وزارة الخزانة التي تشرف على الاجراءات المتعلقة بأمن الرئيس. وشكك بولز بافادة فوكس على اساس ان الاخير كان من العناصر التي ترتدي بذلة عسكرية وهؤلاء لا يقتربون كثيراً من الرئيس وليسوا مخولين ادخال اناس الى مكتبه كون ذلك من مهمة العناصر السرية التي ترتدي ثياباً مدنية. لكن بولز فتح الباب لمناقشة امور مثل من هي العناصر التي تحرس البيت الأبيض من الداخل وكيف يتم توزيعها في الاجنحة المختلفة. ويذكر انه سبق لعناصر الأمن الرئاسي ان ادلوا بشهادات في ظروف سابقة لكن احداً منهم لم يتطرق في السابق الى تحركات الرئيس داخل البيت الأبيض. وكان حرس الرئيسين السابقين جيرالد فورد ورونالد ريغان ادلوا بافادات في اعقاب محاولات سابقة للاعتداء على الرئيسين. ويأتي ذلك في وقت انتقلت لوينسكي من منزل والديها في لوس انجليس الى واشنطن امس في انتظار الادلاء بشهادتها امام المحلفين خلال الاسبوع المقبل. وبات مرجحاً ان يضطر المحقق المستقل الى الضغط على لوينسكي كي تدلي بشهادتها فيما ستسعى الاخيرة الى التزام الصمت. الى ذلك، نفت رئيسة البروتوكول بوزارة الدفاع تقريراً لصحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية زعم انها كانت على علاقة جنسية مع الرئيس في الثمانينات. وقالت روبين ديكي في بيان: "لم تكن لي قط علاقة شخصية غير شرعية او علاقة غير لائقة مع بيل كلينتون. التقارير الاخبارية في هذا الشأن هي محض اكاذيب. لو كان اي صحافي اتصل بي قبل النشر لقلت له ان هذه شائعة كاذبة وخبيثة".