لم يغيّر نشر اكثر من 4600 صفحة من الوثائق الجديدة التي تضمنت شهادات متعلقة بفضيحة "مونيكا غيت" طبيعة المعركة السياسية التي تبدأ غداً عندما تجتمع اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب لبت ما اذا كان هناك أساس قانوني للشروع في اجراءات إقالة الرئىس بيل كلينتون. لكن نشر هذه الوثائق، ومن ضمنها الاشرطة التي سجلتها ليندا تريب وهي تتحدث الى صديقتها السابقة مونيكا لوينسكي، اعطى ذخيرة اضافية للطرفين المتحاربين. وهناك مؤشرات كثيرة الى ان الجمهوريين والديموقراطيين يخططون لحرب طويلة ومريرة يمكن ان تقرر فعلاً توازن القوى السياسي في الكونغرس المقبل بعد الانتخابات في 3 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وسيحسم هذا التوازن، الذي يميل حالياً لمصلحة الجمهوريين، مصير كلينتون. راجع ص6 وافادت تقارير امس ان الغالبية الجمهورية في اللجنة القضائية تنوي اضافة فقرات اتهامية جديدة الى المخالفات الپ11 التي تضمنها تقرير المحقق الخاص كينيث ستار الى الكونغرس وكانت تبرر محاكمته وعزله من منصبه. وسيفتتح ديفيد شيبرز المحقق الرئيسي للجمهوريين جلسة اللجنة غداً بتقديم مرافعة يُتوقع ان تتجنب الاشارة الى الاتهام الذي وجّهه ستار الى كلينتون وبعض مساعديه بپ"اساءة استعمال السلطة" لرفضهم الرد على اسئلة وجّهت اليهم. لكن شيبرز سيضيف مجموعة من الاتهامات الاخرى التي تتعلق بالتأثير في شهود وعرقلة مجرى العدالة والادلاء بافادات كاذبة تحت القسم. وستُدرج لوينسكي للمرة الاولى ضمن شركاء كلينتون في التآمر لانها كذبت في شأن علاقتها به تحت القسم. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" ان مرافعة شيبرز ستشمل ايضاً بعض مساعدي كلينتون ومستشاريه. وسارع البيت الابيض اول من امس الى شن هجوم مضاد قوي، فنشر مذكرة قانونية تقع في 30 صفحة ستشكل اساس محاججته بأن كلينتون ومساعديه لم يرتكبوا اي مخالفات تستوجب محاكمتهم. ويتوقع ان يستند ابي لويل المحقق الرئيسي للديموقراطيين في اللجنة القضائية بقوة الى ما تضمنته المذكرة. واستنكر البيت الابيض اول من امس الجمعة "التلاعب" بالادلة الذي قام به ستار في تحقيقه في القضية. وانتقد غريغوري كريغ المسؤول الجديد المكلف تنسيق جهود الدفاع عن كلينتون بشدة واقع ان ستار "لم يتطرق او يتحدث عن الادلة التي تؤيد" الشهادة التي قدمها الرئيس وذلك في تقريره الذي نُشر الشهر الماضي. واشار الى ان التقرير لم يتضمن مثلاً تأكيد لوينسكي ان احداً لم يطلب منها اطلاقاً ان تكذب، وشهادة بيتي كاري السكرتيرة الرئاسية التي قالت انها كانت تتصرف لوحدها عندما طلبت من فيرنون جوردان ان يساعد لوينسكي في الحصول على وظيفة. ورغم ان الديموقراطيين يخططون لمحاولة تحديد فترة التحقيق ومداه، ليشمل فقط علاقة كلينتون بلوينسكي، لكن يبدو في حكم المؤكد ان الجمهوريين الذين يتمتعون بالغالبية في اللجنة القضائية سينجحون في فرض موقفهم في النهاية.