سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نائب الرئيس السوداني قتل في حادث طائرة ووزير الاعلام واكول اصيبا بجروح . الزبير صالح كان يشرف على 3 ملفات: العلاقة مع مصر والاتصالات مع المتمردين والحكم الفيديرالي
فقدت الحكومة السودانية في شخص الفريق الزبير محمد صالح أحد أهم ركائزها، إذ كان يتولى الاشراف المباشر على ثلاث ملفات تعد من أبرز القضايا التي تشغل الحكم السوداني خلال الفترة الحالية، هي قضية العلاقات مع مصر ومتابعة قضايا سياسية "السلام من الداخل" التي انتهجتها الحكومة وقادت إلى توقيع الخرطوم اتفاقات سلام مع عدد من الفصائل الجنوبية المسلحة، والاشراف على شؤون الحكم الاقليمي. وتمكن صالح من تحقيق نجاحات بارزة في المجالات الثلاثة، إذ استطاع تحقيق تحول جذري في العلاقات السودانية - المصرية باتجاه تحسينها بسبب الثقة التي يوليها إليه المسؤولون في القاهرة. ونجح الزبير بعد زيارات علنية وسرية عدة إلى القاهرة في إعادة فتح جسور الاتصال مع القاهرة والتوصل إلى اتفاقات أدت أخيراً إلى إعادة فتح خطوط النقل النهري بين البلدين واجراء اتصالات أمنية منتظمة وتوقيع اتفاقات تجارية مهمة، في وقت أصدرت فيه الولاياتالمتحدة عقوبات اقتصادية جديدة ضد السودان، وساهمت جهود صالح واتصالاته وزيارته إلى المملكة العربية السعودية ومصر في كسر عزلة اقتربت من تطويق الحكم السوداني. ومعروف أن صالح الذي اعتقل قبل أيام من نجاح انقلاب الرئيس عمر البشير في 30 حزيران يونيو 1989 من الضباط السودانيين الذين تمتعوا على الدوام بعلاقات جيدة مع مصر. وكانت خطة الانقلاب التي كشفتها السلطات خلال العهد الديموقراطي الأخير تركز على إعادة الرئيس السابق جعفر محمد نميري المقيم في مصر إلى السلطة. وعلى صعيد العلاقات مع الجنوبيين تمكن صالح، الذي مثل الحكومة السودانية، في توقيع اتفاق نيسان 1997 مع فصائل جنوبية مسلحة أبرزها تنظيم يقوده الدكتور رياك مشار، من كسب ود عدد من قادة الجنوبيين العائدين وأشرف شخصياً أخيراً على مفاوضات مع القائد المنشق كاربينو كوانين الذي اعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة العقيد جون قرنق انضمامه إليها أخيراً. وقتل صالح في حادث طائرة في مدينة الناصر التي شهدت أحد أهم انجازاته السياسية، إذ تم توقيع اتفاق فيها مع مشار. وشهدت فترة اشراف صالح على شؤون الأقاليم انجاز مشروع ضخم لإعادة تقسيم السودان إلى 26 ولاية تضم كل منها محافظات عدة، وإقامة برلمانات اقليمية ضمن برنامج الحكومة للحكم الاتحادي الفيديرالي. وولد صالح في منطقة دنقلا في شمال السودان في العام 1944، وتخرج من الكلية الحربية في العام 1965 ضمن الدفعة الثامنة عشرة التي ضمت أيضاً الرئيس عمر البشير وعضوي "مجلس قيادة الثورة" اللواء التجاني آدم الطاهر واللواء دومينك كاسيانو. وعمل صالح وقبل تعيينه نائباً للبشير إثر اطلاقه من السجن بعد نجاح انقلاب حزيران، في وحدات الجيش المختلفة وتنقل في وحدات الخدمة والنقل والصيانة ثم منطقة أعالي النيل. وتولى صالح إدارة التدريب العسكري الموحد التي شارك منها في المحاولة الانقلابية الفاشلة. وتلقى صالح دورات تدريبية في مصر والمانيا والاتحاد السوفياتي السابق في مجالات المدرعات. وعين صالح عقب نجاح انقلاب حزيران نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة ورئيس الوزراء، وتولى في فترات مختلفة إدارة وزارة الداخلية ورئاسة ديوان الحكم الاتحادي الذي أوكلت إليه مهمة تنفيذ نظام الحكم الفيديرالي في السودان. وعرف صالح بالتدين والبساطة ولديه عدد من الأبناء والبنات.