اعتادت لندن أن تأخذ حقها من الاشاعات... أقواها منذ فترة قصيرة كانت عن العاصمة نفسها: ان أضواء سوق الفن تنعكس بعيداً عنها آلاف الأميال في نيويورك. الواقع يبدو كالآتي: عدد من الغاليرهات الراقية والمتوسطة تفتح أو تستعد للانطلاق في منطقة سوق الفن: ديوك ستريت، وكورك ستريت وما جاورهما... الشارع الأخير معروف بأنه ميزان حرارة للأسعار والأهداف والامكانات. المكان الرقم 2 فيه قد يرفع درجة الحرارة قليلاً عند فتح "هيلي نعمات غاليري" غداً الأربعاء. المدعوون لحفلة الافتتاح شخصيات من الفن والمجتمع والسياسة، بينهم رئيس الحكومة البريطانية طوني بلير، سيشاهدون أهم مجموعة من الفن الانطباعي والحديث تظهر في غاليري خارج دور المزاد. الغاليري حلم خامر هيلي نعمات منذ الطفولة. وما أن أنهى دراسته الفنية في لندن العام 1994 حتى بدأ الاستعداد للمغامرة. التجربة قد تكون محفوفة بالمخاطر بالنسبة إلى الغرباء عن "المهنة". أما هيلي فينتمي إلى أسرة نعمات الشهيرة في سوق الفن بامتلاك مجموعة نفيسة من اللوحات الكلاسيكية التي يقال إنها محفوظة في مستودعات في جنيف. جده سوري انتقل إلى بيروت للعمل في المصارف، ثم هاجر إلى ايطاليا عندما ساءت أوضاع الشرق الأوسط. ابناؤه الثلاثة مارسوا "تجارة الفن" في حنكة، وبرهنوا على فهم شديد لتقلبات المناخ فيه، واستفادوا كثيراً من اقتناء اليابانيين للوحات الانطباعية في فترة الثمانينات. هيلي المولود في ايطاليا 21 عاماً يؤكد أن الغاليري الجديدة ليست واجهة لبيع الأعمال التي تملكها الأسرة، بل هي مشروع مستقل، ومن تمويله الخاص. هيلي معروف في أوساط المزادات باهتمامه بأعمال الفن الحديث، إلا أن الغاليري ستركز على بيع لوحات الرسامين الكبار في القرنين التاسع عشر والعشرين. تنطلق هذه الغاليري بمعرض قوي لأعلام الرسم الانطباعي الحديث: مونيه، دولاكروا، بيسارو، سيسلي، بونار، بيكاسو، رونوار، تولوز لوتريك، ماتيس وغيرهم... وليست هذه اللوحات كلها للبيع طبعاً، إلا أنها أسماء في مستوى المتاحف العالمية... وما تحلم به دور المزاد. لوحة مونيه "جسر سكة الحديد في أرجنتيو" قال عنها إميل زولا عندما عرضت للمرة الأولى في باريس العام 1876 إنها ستغير صالونات الفن التي تخاف المبدعين... هذه اللوحة بيعت العام 1988 ب 8،6 مليون جنيه استرليني. فمن قال إن لندن تخاف الشائعات!!