مثل قائد الفيلق الخامس لجيش صرب البوسنة الجنرال راديسلاف كرستيتش امس الاثنين أمام المحكمة الدولية في لاهاي ليؤكد "براءته" من تهم جرائم الحرب المنسوبة اليه والتي تضمنت أعمال إبادة جماعية وتعذيب، لدى اجتياح القوات التي تأتمر بأوامره جيب سريبرنيتسا المسلم عام 1995. وقررت المحكمة تأجيل المرافعات لسماع إفادات الشهود من دون تحديد موعد لذلك، لكن المراقبين رجحوا ان تبدأ مطلع العام المقبل. وتلا ممثلو الادعاء العام مذكرتهم التي تضمنت 11 تهمة موجهة الى كرستيتش وهو المسؤول العسكري الصربي الأرفع مستوى الذي يمثل أمام محكمة جرائم الحرب في البوسنة. وأشاروا الى انهم يمتلكون اشرطة "فيديو" ووثائق وإفادات شهود وغيرها من الأدلة الثبوتية التي تظهر مسؤولية المتهم كرستيتش عن مقتل وفقدان الآلاف من مسلمي سريبرنيتسا صيف 1995. وتصل عقوبة هذه الجرائم الى السجن المؤبد حسب لوائح محكمة الجزاء الدولية في لاهاي. وتكمن أهمية محاكمة كرستيتش في ان المراقبين يعتقدون ان مرافعاتها ستكشف أموراً مهمة متعلقة بالتهم الموجهة الى كل من الرئيس السابق لصرب البوسنة رادوفان كاراجيتش وقائده العسكري الجنرال راتكو ملاديتش. وكان اعتقال الجنرال كرستيتش وهو في طريقه الى مدينة برتشكو أثار ردود فعل شديدة في صفوف صرب البوسنة على مختلف توجهاتهم الذين نظموا تظاهرات "نددت بقوات حفظ السلام الدولية". ودعا المنسق المدني لعملية السلام البوسنية كارلوس ويستندورب الى "اجراء تحقيق في أعمال الشغب الصربية التي استهدفت المسؤولين الدوليين وأفراد قوات حفظ السلام والتي تعرض بسببها اثنان من الممثلين الدوليين الى الخطر". ووصف رئيس جمهورية صرب البوسنة نيكولا بوبلاشين اعتقال الجنرال كرستيتش بأنه "أثبت ان أفراد القوات الدولية هم قطاع طرق".