هدد الرئيس علي عزت بيغوفيتش الذي يمثل المسلمين في هيئة الرئاسة البوسنية، بالاستقالة إذا قرر التحكيم الأميركي اعطاء مدينة برتشكو للصرب. وجاء ذلك في وقت دشن الرئيس المنتخب لكيان صرب البوسنة الجمهورية الصربية نيكولا بوبلاشين مهامه بترشيح المتشدد دراغان كالينيتش القريب من المتهم بارتكاب جرائم حرب رادوفان كاراجيتش، لرئاسة حكومة الكيان. وأفادت معلومات أمس الأحد في ساراييفو ان بيغوفيتش أكد أنه سيتخلى عن عضوية الرئاسة البوسنية "إذا صحت الاشاعات التي ترددت بأن التحكيم الدولي برئاسة روبرت فاراند ينوي حسم قضية برتشكو المعلقة منذ ثلاث سنوات بترسيخ وضعها الحالي ضمن كيان صرب البوسنة". وتمثل برتشكو موقعاً مهماً بالنسبة للصرب لأنها تربط بين أراضي كيانهم في الشرق والغرب. كما أنها بالنسبة للمسلمين المنفذ الوحيد على نهر سافا الذي يربط البوسنة بالملاحة النهرية في أوروبا. وكان المسلمون قبل الحرب البوسنية يشكلون أكثر من نصف سكان برتشكو، إلا أن الصرب بعد استيلائهم عليها، نفذوا فيها تطهيراً عرقياً وغيروا طبيعتها السكانية لمصلحتهم. وظهرت ذات غالبية صربية في الانتخابات البلدية التي أجريت العام الماضي. وكادت برتشكو تؤدي إلى فشل محادثات الأطراف البوسنية في قاعدة دايتون الأميركية في تشرين الثاني نوفمبر 1995، بسبب الخلاف حول عائديتها، ما جعل الراعي الأميركي يقترح بقاءها موقتاً ضمن الكيان الصربي وتأجيل البت في مستقبلها لفترة 12 شهراً. إلا أن قرار التحكيم تأجل مرتين في مطلع 1997 و1998. ويذكر ان صحيفتي "اوسلوبوجينيا" و"دنيفني أفاز" الصادرتين في ساراييفو ذكرتا في مناسبات عدة أن بيغوفيتش يفكر في التخلي عن منصبه في هيئة الرئاسة ليحل محله حارث سيلايجيتش. صرب البوسنة من جهة أخرى، رشح رئيس صرب البوسنة نيكولا بوبلاشين الذي استلم منصبه أول من أمس السبت، دراغان كالينيتش لتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة ميلوراد دوديك المقبول من المسؤولين الدوليين في البوسنة. وأثارت مشاركة نائب رئيس حكومة صربيا فويسلاف شيشيلي الذي يتزعم الراديكاليين الصرب في حفل تنصيب بوبلاشين في مدينة بانيالوكا، أزمة مع المسؤولين الدوليين في البوسنة الذين اعتبروا تصريحاته "مناهضة لعملية السلام". واستعرض حوالى ألف عنصر من جنود حلف شمال الأطلسي مستخدمين عشرين سيارة مصفحة في مدينة بانيالوكا أثناء توصيل رسالة خطية من نائب المنسق المدني لعملية السلام البوسنية جاك كلاين إلى شيشيلي أول من أمس السبت تطلب منه مغادرة البوسنه "لأنه غير مرغوب فيه". ومعلوم ان شيشيلي أشرف بصورة متواصلة على عمليات ميليشيات صربية أثناء الحرب البوسنية نفذت أبشع الممارسات اللاانسانية. وأفاد شيشيلي بعد تلقيه الرسالة انه سيتحلى بضبط النفس ولن يتحدى الموظفين الدوليين الذين يمثلون "الاحتلال الأميركي للبوسنة" كي لا يحرج القيادة "القومية" الجديدة للجمهورية الصربية. وغادر شيشيلي البوسنة عائداً إلى بلغراد بحراسة وحدة من شرطة صرب البوسنة من دون اعتراض من قوات الحلف الأطلسي ووسط سؤال البوسنيين: لماذا اكتفى المسؤولون الدوليون بطرده من دون اعتقاله على رغم ما نسبت إليه محكمة لاهاي من جرائم حرب؟