دعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال اجتماع عقدته ليل الجمعة - السبت في غزة، على هامش الاجتماع الأسبوعي للقيادة الفلسطينية، إلى عقد اجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني الخميس المقبل. وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون أبو الأديب إن المجلس، الذي يضم 125 عضواً، سيجتمع في غزة للبحث في جدول أعمال مكثّف يضم قضايا تتعلق بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والشتات، والوضع السياسي، وقضايا مفاوضات الحل النهائي، إضافة إلى المصادقة على الرسالة التي وجهها الرئيس ياسر عرفات إلى الرئيس بيل كلينتون وحدد خلالها المواد الملغاة من الميثاق الوطني الفلسطيني. وأوضح المفاوض الفلسطيني حسن عصفور ان أعضاء المجلس المركزي لن يصوتوا و"سنكتفي بالتصفيق بعد خطاب الرئيس عرفات وخطاب الرئيس كلينتون". وأضاف ان الاجتماع سيضم أعضاء من المجلسين الوطني والتشريعي، إلى جانب شخصيات وطنية وفعاليات نقابية ومهنية. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن إن الجلسة الاستثنائية للمجلس الوطني التي عقدت في غزة في العام 1996 صوتت بغالبية ساحقة على إلغاء هذه البنود، ولذلك فهي غير موجودة. وأوضح الزعنون ان ثمة التزامين على الجانب الفلسطيني وفق مذكرة واي ريفر، الأول هو عقد المجلس المركزي من أجل المصادقة على رسالة عرفات لكلينتون في شأن تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني، و"هذا الالتزام سينفذ في اجتماع المجلس المركزي الخميس المقبل". وأضاف ان الالتزام الثاني يتمثل بانعقاد مؤتمر شعبي واسع يضم هيئات تمثيلية عدة، سياسية ونقابية ووطنية، من المقرر أن يلقي خلاله الرئيس الأميركي خطاباً، كما يلقي عرفات كلمة أخرى تمثل جميع الهيئات المجتمعة التي تؤيد القرارات التي اتخذها المجلس الوطني في شأن التعديلات على الميثاق. وقال إن الاجتماع يعقد السبت المقبل. وقال إن "الدعوات وجهت اليوم أمس إلى جميع اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج لحضور هذا الاجتماع". وكان اجتماع القيادة الفلسطينية رحب بالزيارة التي من المقرر أن يقوم بها الرئيس الأميركي لغزة السبت المقبل، واصفة هذه الزيارة بالتاريخية. وجاء في البيان الصادر عن اجتماع القيادة الفلسطينية: "إننا نريد أن نؤكد لكلينتون ولأركان إدارته ان الشعب الفلسطيني يرحب ترحيباً حاراً بهذه الزيارة التي يقدرها شعبنا الفلسطيني عظيم التقدير"، و"ان المناورات الإسرائيلية الجارية الشروط الأخيرة لن يكون لها أي أثر يذكر على الترحيب الوطني الشامل بهذه الزيارة التاريخية التي ستدعم مسيرة السلام وتنفيذ الاتفاقات". وأضاف البيان: "إن القيادة الفلسطينية، إذ تؤكد في هذا السياق احترام ما وقعت عليه، فستواصل من جهتها تنفيذ ما نصت عليه مذكرة واي ريفر وفي المواعيد المقررة والمحددة في الجدول الزمني، خصوصاً ان الإدارة الأميركية أعلنت بوضوح رفضها الصريح للاشتراطات الإسرائيلية الباطلة". واعتبرت ان زيارة كلينتون ستكون مناسبة مهمة وأساسية "ليطلع بنفسه وليطلع أيضاً أركان إدارته وأعضاء الكونغرس على التخريب والدمار الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بأرضنا وشعبنا واقتصادنا وتأثير ذلك على عملية السلام". وإلى جانب الاهتمام الذي عكسه بيان القيادة الفلسطينية بالزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي، توقف الاجتماع أمام الهجمة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية، مشدداً على الرفض الفلسطيني لشروط الحكومة الإسرائيلية أمام تنفيذ الشق الثاني من مذكرة واي ريفر. وقال بيان القيادة إن ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية من اشتراطات "باطلة ومرفوضة"، مشيرة إلى أنها ترفض أي اشتراطات لا صلة لها بمذكرة واي ريفر. وبدا لافتاً تشديد القيادة على الأهمية الكبيرة للتحرك الوطني والجماهيري في مواجهة التلاعب بقضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، ومطالبتها جميع اللجان والقوى على المستوى الوطني ورص الصفوف وتعميق التلاحم من أجل الدفاع عن الأرض ومواجهة الاستيطان الزاحف. واعتبرت هذه المواجهة حقاً مشروعاً للشعب الفلسطيني في الدفاع عن أراضيه. واعتبرت ان الحكومة الإسرائيلية تحاول وضع عقبات وخلق جو غير ملائم قبيل زيارة كلينتون للمنطقة. إلى ذلك، عاد التراشق مجدداً إلى الواجهة بين وزير الخارجية الإسرائيلي ارييل شارون ومسؤول جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة العقيد محمد دحلان بعد تصريحات للوزير الإسرائيلي هدد فيها باعتقال دحلان إن هو وصل إلى مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس في إطار لقاء مقرر للإعداد لمفاوضات الحل النهائي. وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أول من أمس ان شارون عبر عن غضبه عندما علم ان من الممكن أن يصل دحلان إلى مكتبه قائلاً: "سيعتقل دحلان إذا تجرأ على وضع قدمه في وزارة الخارجية". أما دحلان فرد سريعاً على شارون، معتبراً هذا الأخير بأنه "قاتل ومعقد". وقال: "إن شارون شخص معقد من ماضيه وحاضره، ويبدو أنه معقد من مستقبله"، مشيراً إلى أن "ماضيه مرتبط بقتل آلاف الأطفال في صبرا وشاتيلا، وفي حاضره شارون مقتنع بأن الفلسطينيين مكرهون على اللقاء معه في أحسن الأحوال". وأضاف: "أما الوصول إلى وزارة الخارجية، فإنني شخصياً لا اعترف بمقر وزارة الخارجية الإسرائيلي في القدس". وكان شارون أبدى اعتراضه في وقت سابق على مشاركة دحلان في مفاوضات الوضع النهائي، ورد عليه دحلان في حينه بأن عرفات هو وحده من يحدد اعضاء الوفد الفلسطيني إلى هذه المفاوضات.