للمرة الأولى منذ عشر سنوات يعود اهتمام جائزة "تيرنر" الى الرسم والالوان وأشياء أخرى. وبعدما كانت تركز في الماضي على الانشاء والتعمير ومشاهد الفيديو. هذا الاسبوع حصل البريطاني من أصل افريقي كريس أوفيلي 30 عاماً على شيك قدره 20 ألف جنيه للوحات قالت عنها اللجنة أنها جذابة، مؤثرة، ومتطورة تقنياً. الحقيقة أن هناك شيئا آخر يلفت الاهتمام إلى جانب البساطة الممتنعة والالوان الافريقية، إنه أكوام من روث الفيل يضيفها الرسام الى الأشكال أو يعلقها على اللوحات. هذه العملية "الإبداعية" لجأ إليها الفنان في أوقات يأس من أن الناس لايلتفتون الى اللوحات ولا يهتمون بالرسم. والفكرة جاءت من رحلة قام بها الى افريقيا حيث يستخدم الناس مخلفات الحيوان مادة للحريق. يستلهم أوفيلي النموذج الإفريقي في الرسم أيضاً. أعماله تشبه أشكال الاعلان والجداريات التي نشاهدها في المدن الافريقية. وقد أضاف إليها حركة، وشرائح ألوان، ثم سعى لتذكير جمهور المعارض من النخبة أنه لا يجب النظر الى الفن بنوع من "التعبد" أو التقدير الفائق الذي يزيد عن الحد. ولا شك انه وصل من خلال هذا التحدي الى جلب النظر إليه، فحصل معرضه الكبير الذي أقيم أخيراً في "سربنتاين غاليري" على اهتمام إعلامي واسع، كان له وقع وصدى عند اللجنة التي تنتقي الأعمال من معارض لفنانين تحت الخمسين من العمر. تبرز لوحات أوفيلي، الذي ولد في مدينة مانشستر من أبوين أصلهما من نيجيريا، إهتماماً بالبطولة، أو بالأحرى السخرية من عبادة الابطال أياً كانوا، في كرة القدم و الغناء أو الفكر. وهو يبالغ في تزيين اللوحات بالنجوم ووجوه أشخاص يقصها من المجلات إلى جانب ألوان ناصعة وأشكال تشبه النقش على الخشب. يعطي الفنان لوحاته عناوين ساخرة، ويقول أنه يريد أن يثير في الناس إعادة النظر الى ماهو مألوف، الي الصيغة المكررة التي تؤكد الوضع الراهن، من دون تساؤل في ما يرون أنه الحقيقة الدائمة. في الفترة الاخيرة اتجه أوفيلي الى الاهتمام بالاعتداءات العنصرية، فرسم لوحة تصور امرأة سوداء تبكي وفي دموعها صورة ابنها الذي لقى حتفه بأيدي عنصريين. في حين نرى على صدرها عقداً يحتوي على قطعة من روث الفيل.