وصل الى القاهرة المممثل الفلسطيني محمد بكري وفي جعبته فيلمه الاول الذي لم يكن مبرمجاً في المهرجان وعنوانه "48" وكما يوحي العنوان يبدو ان الفيلم يتناول النزوح الفلسطيني الاول تبعاً لحرب ذلك العام 1948 التي انتهت بخسارة الارض الاولى. وبكري واحد من مواهب فلسطينية مؤكدة في حقل التمثيل وظهر عالمياً عندما لعب في افلام اميركية واوروبية بينها الفيلم الذي اختفى لاحقا لكوستا - غافراس وهو "هانا ك" لكن هذه الفرصة اضمحلت بسبب ظروف البقاء في منطقة عربية لا تستطيع تأمين التواصل الفعال مع سينمات العالم أو الانتقال من المحلي الى الدولي إلا يسيراً. أحد الذين استفادوا من الفرص النادرة بالطبع عمر الشريف الذي انتهى قبل نحو عام من تمثيل فيلم بعنوان "آكلو الموتى" في دور مساند لفيلم من بطولة انطونيو بانديراس عن كتاب لمايكل كريتون جوراسيك بارك عن مذكرات الرحالة العربي بن فضلان الذي يصف في اوراق كتبها في العام 921 ميلادي، رحلته الى الشمال الاسكندنافي ومغامراته مع قبائل الفايكينغ، وهي مغامرة لم تكن في الحسبان إذا ما علمنا ان الخليفة العباسي كان أرسله اصلا الى بلغاريا ليكون سفيراً لدى الخلافة فيها قبل ان يختطفه رجال الشمال الذين التقى بهم على الدانوب. سيكون الفيلم حدثاً لو قدر لمهرجان القاهرة احتواؤه في العام المقبل، الا اذا شبع عروضاً تجارية من الآن وحتى ذلك الحين. في خلال ذلك، يواصل المهرجان عرض افلامه مكملاً رحلة بدأها قبل اسبوع بعرض مزيد من الافلام داخل المسابقة وخارجها. من آخر الافلام التي عرضت في نطاق الاسبوع الاول "تراب الغرباء" الفيلم الجديد للمخرج سمير ذكري سورية الذي يتولى سرد حكاية تصدي عبدالرحمن الكواكبي للاحتلال والظلم العثماني على منطقة حلب ومناداته بالاستقلال. هذا فيلم تاريخي من صلب الاعمال الكلاسيكية. مقدمته تصور احتفالاً بتعيين الوالي العثماني الجديد وتذكرنا بمقدمة مايكل شيمينو في فيلم "بوابة الجنة": طويلة لكنها مشبعة بأجواء تلك الفترة. الفيلم بأسره يذكرنا بتلك الاعمال الروسية الستينية حيث كان المخرج يجيد بناء الفيلم كحدث واحد متواصل ودعمه بالاجواء الصحيحة وإثراءه بالتفاصيل. مشكلة "تراب الغرباء" هي انه لا يعرف شيئاً عن الايقاع والفصول والاجزاء ولا يخلو من الرتابة خصوصاً في ساعته الاخيرة وينبذ عن نفسه ضرورة تطوير درامي سينمائي محسوس للاشادة برجل يواجه احتلالاً يريد التفرقة بين الاديان والاعراق ليسود. فيلم سوري آخر معروض في مستهل الاسبوع الثاني بعنوان "نسيم الروح" لمخرجه عبداللطيف عبدالحميد الذي يصف عمله بأنه "كوميديا حزينة" وانه "مرثية للجمال المهدد بالانقراض".