شارك في مهرجان القاهرة السينمائي الثاني والعشرين 192 فيلماً في أقسام المهرجان المختلفة: المسابقة الدولية - القسم الرسمي خارج المسابقة، ومهرجان المهرجانات والقسم الإعلامي، واختير من بينها 19 فيلماً من 16 دولة، تنافست على جوائز المهرجان التسع وهي: "مومو" من روسيا، و"الإرهابية" من الهند، و"عروس الحرب" من انكلترا، و"حب تحت الحصار" من تركيا، و"أكون أو لا أكون" من إيران، و"فاسيليكي" من اليونان، و"زمن التذكر" من الصين، و"أصدقاء الأمس" من المغرب، و"الزمردة الاستوائية" من هولندا، و"جناح" من باكستان، و"البؤساء" من اميركا، و"حلبة التزلج" و"أكثر من الأمس وأقل من الغد" من فرنسا، و"ملائكة الوحل" من مقدونيا، و"النتيجة النهائية" من اسبانيا، و"اختفاء جعفر المصري" و"كونشرتو درب سعادة" من مصر، و"نسيم الروح" و"تراب الغرباء" من سورية. الهند وجاءت نتائج المسابقة كالآتي حصل فيلم "الإرهابية" للمخرج الهندي سانتوش سيفان على ثلاث جوائز: أفضل مخرج وجائزة لجنة التحكيم للإبداع الفني ونالتها الممثلة عائشة داكار، والجائزة الكبرى الهرم الذهبي. واحتل الفيلم الصيني "زمن التذكر" للمخرج يي دينغ المركز الثاني ونال الجائزة الفضية وجائزة افضل ممثلة ماي تينغ، ونال الفيلم الإيراني "أكون أو لا أكون" للمخرج كيانوش إياري جائزة أفضل سيناريو. وحصل الفيلم اليوناني "فاسيليكي" للمخرج أنجليس سردوير على جائزة أفضل ممثل لباسكاليس تساروتشي، أما جائزة نجيب محفوظ للعمل الأول والثاني فنالها الفيلم المصري "كونشرتو درب سعادة"، لاسماء البكري، أما جائزة افضل فيلم عربي التي يمنحها وزير الثقافة وقدرها 100 ألف جنيه 30 ألف دولار فتقاسمها الفيلم السوري "تراب الغرباء" للمخرج سمير ذكري والفيلم المصري "اختفاء جعفر المصري" للمخرج عادل الأعصر. التكريم كرم المهرجان عدداً من الفنانين والمخرجين الأجانب والعرب والمصريين: الممثلة الايطالية جينا لولو بريجيدا، والمخرج العالمي مصطفى العقاد، والمخرجان الايطاليان باولو وفيتوريو تافياني، واسم المخرج الراحل الياباني كيروساوا والممثل والمخرج الاميركي جون مالكوفيتش الذي رأس لجنة التحكيم، والممثلة والمخرجة الفرنسية نيكول غارسيا، والممثل والمخرج البولندي شتور، واسم المخرج السنغالي الراحل جبريل ديوبي مامبيتي، والمخرج المصري يوسف شاهين، والفنانة سعاد حسني واسم المخرجين الراحلين حسن الإمام وعزالدين ذو الفقار. العقاد يبحث عن تمويل وعقد على هامش المهرجان عدد من الندوات منها ندوة المخرج مصطفى العقاد الذي اعلن أنه يبحث حالياً عن تمويل لفيلمه الجديد "صلاح الدين الأيوبي" وقال: من المؤكد أن هوليوود ستحاربني كمخرج فليس من مصلحتها إخراج مثل هذا الفيلم الذي أعرض من خلاله قضية القدس والإسلام. وانتقد العقاد الحكومات العربية التي تبحث عن صناعة أفلام لتمجيد أنفسها. وهاجم الفيلم الأميركي "الحصار" الذي يعرض حالياً، وقال: "إنه فيلم مخز بكل المقاييس" وطالب ألا نكتفي بالتنديد والمعارضة والرفض وإنما علينا إنتاج افلام "للرد عليهم". 1948 يثير الجدل وتعد ندوة الفيلم التسجيلي الفلسطيني "1948" للمخرج والممثل محمد بكري من أكثر الندوات إثارة للجدل، خصوصاً أن الفيلم عرض بصورة استثنائية من دون وضعه على خارطة برامج العروض اليومية وإنما فوجئ بعرضه عدد من النقاد والصحافيين، وأثار الفيلم جدلاً واسعاً حول مسألة التطبيع مع العدو الإسرائيلي، خصوصاً أن البعض خلط بين عرضه ومنع فيلم "درب التبانات" لأن الممثل بكري هو نفسه الذي قام ببطولة الفيلم الممنوع. ودافع بكري عن الفيلم وقال: إنه فيلم تسجيلي وليس ممولاً من أي جهة، أرد فيه على الإسرائيليين الذين انتجوا مسلسلهم "النهضة" المليء بالدعاية والأكاذيب، وكان مسلسلاً صهيونياً ومن المنتظر أن يرد أي طرف عربي على هذا المسلسل، ولو بفيلم تسجيلي صغير يرصد وجهة النظر الأخرى، وهنا وجدت أن من واجبي تقديم فيلم يتناول الفترة نفسها من دون أن يكون مدعوماً". وشدد بكري على أن المهرجان "لم يمنع فيلمه من العرض"، وقال "حدث سوء فهم لأن الفيلم الذي منع هو "درب التبانات" لعلي نصار، وأكد أنه يقدر الموقف المصري لرفضه فيلم نصار بسبب التمويل الإسرائيلي. "تراب الغرباء" والأسئلة الراهنة وفي الندوة التي عقدت عقب عرض الفيلم السوري "تراب الغرباء" للمخرج سمير ذكري الذي اقتسم جائزة افضل فيلم عربي، وتدور أحداثه حول شخصية المفكر العربي السوري الشيخ عبدالرحمن الكواكبي ويرصد كفاحه ضد الإرث الفكري الثقيل الذي تراكم عبر خمسة قرون من الاحتلال العثماني لسورية، ويركز الفيلم على السنوات الاخيرة من حياة الكواكبي ونضاله من أجل انتشال مجتمعه من هاوية التخلف والافكار الظلامية. أكد المخرج ذكري أن الاهتمام بالكواكبي يجيب على مشكلات يعاني منها الواقع العربي الراهن فالكواكبي شخصية نموذجية لمتدين مسلم متوازن ليس متطرفاً وبذلك يؤكد على أن التدين لا يعني التطرف. واعتبر ذكري أن فيلمه طرح اسئلة مهمة تناولت التنوير الديني وانظمة الحكم والمجتمع المدني وموضوع المرأة والعمل، واشار الى أن الفيلم فيه اسقاط على الواقع الحالي ولولا إدراكي ذلك "لما كان هناك داع لعمل هذا الفيلم"