قال مسؤول احدى شركات الاستشارات الكندية ان صناعة الغاز السورية مهيأة لأن تشهد "طفرة" في انشاءات البنية التحتية في الفترة المقبلة في اطار استراتيجية طموحة ترمي الى دعم الصادرات السورية من النفط بالتوسع في استخدام الغاز المنتج محلياً في مصانع توليد الطاقة الكهربائية وتطوير صناعة الأسمدة الكيماوية فضلاً عن تصدير كميات من فائض الغاز الى لبنان. وقال ديفيد شيفر مسؤول شركة "تايتان بروجكتس" الكندية، "أعتقد ان الحكومة السورية جادة جداً في تنفيذ استراتيجيتها والمشاريع الكبيرة مقبلة بالتأكيد مثل مشروع انتاج الغاز من حقول الجديدة في شمال تدمر ومشروع بناء خط أنابيب لنقل الغاز الى محطة توليد الكهرباء في حلب التي دخلت الخدمة أواخر العام الفائت، ومشروع تصدير الغاز الى لبنان". واستندت حماسة "شيفر" الى جملة من العوامل المهمة أبرزها ضخامة احتياط الغاز في سورية، والتطورات التي يشهدها الاقتصاد السوري منذ بداية التسعينات، سيما في مجال تشجيع الاستثمارات المحلية والاجنبية في قطاع النفط والغاز. وتوقع اتخاذ خطوات متقدمة على صعيد تحرير صناعة الغاز من بينها انشاء شركة أو هيئة مستقلة لتوزيع وتسويق الغاز وفق مبادئ السوق الحرة. وتنشط شركة "تايتان" في سورية منذ خمسة أعوام حصلت خلالها على ثلاثة عقود استشارية، لكنها دعمت تجربتها في المنطقة عن طريق الاشتراك في مشاريع عدة من بينها مشروع انتاج الغاز من حقل "بلال" البحري في ايران ومشروع تطوير حقول حوض "مقلاد" النفطي في السودان، اذ توفر حالياً خدمات الاستشارات الهندسية للمشروعين. وقال شيفر لپ"الحياة" الاسبوع الجاري ان تجربة شركته يملك 70 في المئة من اسهمها في سورية بدأت بحصولها على عقد استشاري في مشروع معالجة الغاز الطبيعي في منطقة "تدمر" وهو مشروع كبير ادخل الخدمة على مراحل اعتباراً من أواخر 1996 ويٌنتظر تلزيم الاعمال الانشائية الاخيرة الى احدى الشركات الايطالية مطلع السنة المقبلة. ويتألف المشروع من مرحلتين رئيسيتين شملت الأولى تطوير ثلاثة حقول 21 بئراً طاقتها التصميمية 210 ملايين قدم مكعبة يومياً ستة ملايين متر مكعب ومدّ خط انابيب بطول 280 كلم وتضمنت المرحلة الثانية تطوير ثلاثة حقول اضافية 21 بئراً بطاقة انتاجية مماثلة للمرحلة الأولى ومدّ خط أنابيب بطول 70 كلم علاوة على بناء وحدة مركزية لمعالجة الغاز الطبيعي. واعتبر شيفر مشروع تدمر اضافة قوية الى صناعة الغاز السورية التي تضم أبرز عناصرها مصنع "جبيسة" لمعالجة الغاز الذي بدأ الانتاج عام 1988 ووسع لمضاعفة انتاجه العام الماضي ومصنع آخر تم تدشينه في دير الزور عام 1991 ومجمع لفصل الغاز انجز في منطقة الجفرة عام 1996. لكن مشروع تدمر ليس الأحدث في حقيبة المشاريع السورية اذ أعلن أخيراً مشروع ضخم لاستغلال الغاز المصاحب من حقل عمر في منطقة دير الزور، وفاز بعقد المشروع شركة "كونوكو" التابعة لمجموعة "دوبون" الدولية وشركة "ألف اكيتان" الفرنسية وبلغت قيمة العقد حسبما أعلنته شركة "كونوكو"، مدير المشروع، في بيان صحافي نحو 430 مليون دولار اميركي. وجاء في بيان "كونوكو" ان المشروع يشمل انشاء بنية تحتية متكاملة لجمع ومعالجة 175 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً فضلاً عن معالجة نحو 280 مليون قدم مكعبة يومياً من المكثفات من حقول اخرى في منطقة دير الزور ونقل نحو 150 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز النظيف الى النقاط الاستهلاكية عبر خط أنابيب بطول 250 كلم يتصل بشبكة التوزيع الرئيسية. وتستند صناعة الغاز السورية على احتياط ضخم من الغاز الطبيعي والمصاحب تقدره مصادر صناعة الغاز بزهاء ثمانية تريليونات قدم مكعبة. ويعتقد شيفر ان أهم المشاريع المستقبلية سيقام في منطقة تدمر بسبب احتوائها على 44 في المئة من اجمالي احتياط الغاز في سورية واستمرار تحقيق كشوفات جديدة مثل اكتشاف حقل "أبي رباح" أواخر العام الماضي. وقال شيفر: "عمليات التنقيب والانتاج التي اجريت حتى الآن لا تغطي أكثر من 35 الى 40 في المئة من المكامن الواعدة، وقمنا بإجراء دراسات لصالح شركة النفط السورية في شمال تدمر وتأكد احتواء المنطقة على احتياط ضخم من الغاز الطبيعي،