وقعت "الشركة السورية للنفط" أمس عقداً مع شركتي "الف اكيتان" الفرنسية و"كونوكو" الاميركية لتنفيذ مشروع متكامل للغاز في منطقة دير الزور شمال شرقي دمشق يشمل تجميع الغاز ومعالجته بطاقة تصل الى 175 مليون قدم مكعبة يومياً وتبلغ كلفته 400 مليون دولار. وقع الاتفاق وزير النفط السوري المهندس محمد ماهر جمال والمدير العام ل "الشركة السورية للنفط" الدكتور أحمد معلا مع نائب رئيس "كونوكو" ايان بارون ومدير "الف اكيتان" في سورية جانو لوك بورشيرون. وحسم الاتفاق محادثات طويلة استمرت اعوام عدة بين الحكومة السورية و"الف اكيتان" من جهة وكل من شركتي "كونوكو" و"شل" من جهة ثانية في شأن المشروع. وتسبب استمرار المفاوضات فترة طويلة خسارة يومية تقدر بنحو 500 الف دولار يومياً من تسرب الغاز المرافق في آبار النفط. ويهدف المشروع الى تجميع الغاز المرافق من الآبار النفطية المنتجة في منطقة دير الزور والتي يتم ربطها بمصنع الغاز في حقل "عمر" في المنطقة نفسها وتديره شركتا "شل" و"الف اكيتان". ويشمل المشروع ايضاً بناء مصنع للغاز لاستخلاص السوائل تبلغ طاقته 175 مليون قدم مكعبة يوميا مماثل لمصنع حقل "عمر" وانشاء انبوب لنقل الغاز الجاف الى تدمر بطول 250 كيلومتراً وربطه بالشبكة الوطنية الموجودة حاليا في البلاد. وتوقعت مصادر في صناعة النفط والغاز ان يصدّر جزء من انتاج مصنع الغاز الى لبنان بموجب اتفاقات بين الحكومتين السورية واللبنانية لاستخدامه في محطات توليد الكهرباء في لبنان. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان المشروع سينتج مكثفات من حقل "طيبة" التابع للشركة الفرنسية غبر خطة لاعادة حقن الغاز من حقل طيبة لاسترجاع المواد الكربونية السائلة. ويتوقع ان يبدأ بناء المنشآت قريباً على ان ينتهي العمل بها في السنة 2001. وتبلغ طاقة منشآت تجميع الغاز في سورية خمسة ملايين متر مكعب من الغاز الخام يومياً وتنتج كمية تزيد على اربعة ملايين متر مكعب يوميا اضافة الى الغاز السائل المنزلي والنفط الخفيف الذي سينقل بخطوط نقل النفط. ويقدر اجمالي انتاج سورية من الغاز بنحو 12.5 مليون متر مكعب يومياً في مصانع "الجبسة" للغاز الحر و"عمر" و"السويدية" اللذان يعالجان نحو خمسة ملايين متر مكعب من الغاز المرافق. ويتوقع ان يرتفع الانتاج الى نحو 18.2 مليون متر مكعب يومياً في السنة 2001 عندما سيستكمل بناء وتوسيع معامل الغاز القائمة والجديدة. وتنتج سورية اضافة الى الغاز نحو 600 الف برميل من النفط يومياً تصدر منها نحو 320 الف برميل للاسواق الدولية. وسيتيح المشروع لمحطات الطاقة الكهربائية في سورية زيادة استخدام الغاز في توليد الكهرباء ليصل الى 40 في المئة من حاجاتها من الوقود.