سيطرت «قوات سورية الديموقراطية» أمس على حقل كبير للغاز الطبيعي في محافظة دير الزور الذي كان يديره تنظيم «داعش»، بعد أيام من القتال قرب الضفة الشرقية لنهر الفرات. وقال القيادي أحمد أبو خولة لوكالة «رويترز» إن حقل غاز «كونوكو» هو الأول من نوعه الذي تسيطر عليه «قوات سورية الديموقراطية»، منذ بدأت هجوماً لتحرير المحافظة. وقال أبو خولة إن الجيش السوري وحلفاءه أصبحوا على بعد أربعة كيلومترات من مواقع «قوات سورية الديموقراطية»، مشيراً إلى أن «داعش» يواجه في دير الزور هجومين منفصلين، أحدهما تشنه «قوات سورية الديموقراطية» والآخر يشنه الجيش السوري وحلفاؤه. وتدعم روسيا الجيش السوري، فيما تدعم الولاياتالمتحدة «قوات سورية الديموقراطية»، ما أثار مخاوف من احتمال حدوث اشتباكات بين الطرفين، وزيادة التوتر بين واشنطن وموسكو. وكانت روسيا حذّرت الولاياتالمتحدة الخميس، من أنها ستستهدف مناطق في سورية تنتشر فيها قوات خاصة أميركية وفصائل مدعومة من واشنطن في حال تعرضت القوات الروسية إلى نيران من تلك المواقع، وهو أمر قالت إنه وقع مرتين. وعلى رغم أن البلدين يحاربان تنظيم «داعش» إلا أنهما ينخرطان عبر وكلاء في سباق على النفوذ الإستراتيجي والموارد المحتملة، مثل حقول النفط والغاز في دير الزور وفي شرق سورية. وقال ممثل شركة غاز سورية في دير الزور أمين الحميد، لوكالة «نوفوستي» الروسية إن حقول النفط والغاز في محافظة دير الزور بمعظمها لا تزال تحت سيطرة «داعش». وأضاف أن «التنظيم يسيطر حتى اليوم على أكثر من 80 في المئة من الحقول النفطية في المحافظة. أما حقول الغاز فإنها كلها تقريباً تحت سيطرة الإرهابيين»، مشيراً إلى أن «كل مصانع وحقول الغاز التي نتحدث عنها تقع في الجانب الآخر لنهر الفرات، وهي حقول كونوكو والعزبة والجفرة والعمر والتنك، والمنشآت لتصنيع الغاز بمعظمها تقع في هذه المناطق بالذات». وأشار إلى أن الحقل النفطي الوحيد في دير الزور الذي يسيطر عليه الجيش السوري هو حقل التيم، مضيفاً أن مسلحي «داعش دمروا عمداً، معظم البنية التحتية في حقول الغاز الكبيرة في المنطقة». وأوضح أن في إمكان «حقل كونوكو إنتاج نحو مليوني متر مكعب يومياً، فهو أكبر حقل في دير الزور، وكان ثالث أكبر حقل في سورية قبل الحرب». إلى ذلك، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن «بشائر النصر باتت قريبة»، وإن الحكومة «مصممة أكثر من أي وقت مضى على اجتثاث الإرهاب من كل بقعة على الأرض السورية». وأضاف في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، أن الحكومة السورية «تنظر بإيجابية إلى مسار آستانة وتحديد مناطق خفض التوتر، أملاً بالتوصل إلى وقف فعلي للأعمال القتالية وفصل المجموعات الإرهابية كداعش والنصرة وغيرهما عن المجموعات التي وافقت على الدخول في مسار آستانة».