يستضيف الأهلي الهلال في لقاء تصفية حسابات وعلى ذكريات الموسم الماضي، الليلة في جدة، ضمن الجولة العاشرة من مسابقة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين. والمواجهة قمة حقيقية لأن الأهلى بطل كأس ولي العهد والهلال بطل دوري كأس خادم الحرمين الشريفين... وفي برنامج الليلة ايضاً قمة مصغرة تجمع بين الاتحاد والوحدة وعلى ذكريات تمتد الى أكثر من اربعين عاماً . مواجهة وطنية بقيادة الزياني ودابو الامسية في جدة ستكون ممتعة... ليس فقط لأن الطقس جميل والاضواء الرمضانية تملأ الشوارع والمنافذ على البحر تعج بالزوار والسائحين، لكن ايضاً لأن الفريقين اللامعين الاهلي والهلال سيتصافحان العاشرة مساء بتوقيت السعودية ليقدما للجماهير على اختلاف ميولها فناً خالياً من الشوائب ومليئاً بكافة انواع المتعة، وهما اللذان يضمان كوكبة من ابرز نجوم الكرة السعودية، ويمكن ان يختار من تشكيلتيهما افضل واقوى تشكيلة للمنتخب السعودي. الاستعداد في الجهتين بلغ ذروته، وتطرح في كلا المعسكرين الاسئلة والاستفسارات، مع اقبال جماهيري كثيف للتمارين اليومية. ولم تغلق ابواب الناديين في وجه الجمهور لحضور التدريبات هذه المرة لأن مباريات الكبار مكشوفة ونجوم الفريقين محط الانظار ولان التكتم والسرية لا يجديان نفعاً. ويعيش المدربان السعوديان الهلالي خليل الزياني والأهلاوي امين دابو حال استنفار قصوى من الناحية النفسية حيث يعتبر كل منهما هذه المباراة محكاً حقيقياً لقدراته. قوة الفريقين شبه متكافئة، حيث تزدحم صفوفهما باللاعبين النجوم من اصحاب الخبرة ومن الشباب الواعدين الذين وصلوا الى تمثيل المنتخبات السعودية المختلفة، واكثر من 90 في المئة من لاعبي الفريقين سبق لهم التمثيل الدولي، الامر الذي سيجعل من اللقاء الجماهيري قمة في الاثارة والكفاح والندية. وتميل الكفة نوعاً ما في خط الهجوم لصالح الفريق الهلالي بوجود الخبيرين يوسف الثنيان وسامي الجابر مقابل عدم اكتمال جاهزية مهاجمي الاهلي الشابين ابراهيم سويد ومحمد دابو، وقد يشارك الاخير اساسياً الى جوار لاعب الوسط المهاجم خالد قهوجي الا اذا رأى المدرب الاهلاوي جاهزية السويد وقدرته على اللعب اساسياً. اما في خط الدفاع فالكفة تميل للاهلي، حيث لا يزال خط الدفاع الهلالي يشكو من وجود بعض الثغرات وغياب بعض اللاعبين المؤثرين كالزامبي ليتانا وفهد المفرج والظهير الايسر الجديد نواف عودة. اما خط الدفاع الاهلاوي فوجود عبدالله سليمان فيه يكفي لمنح أي مدافع يلعب الى جواره الثقة بدليل تألق عبدالحميد الخبيري. ولعب الدوليان الظهير الأيسرحسين عبدالغني والظهير الأيمن محمد شليه ظهير ايمن دوراً مؤثراً في نتائج الاهلي وانتصاراته الاخيرة، ولا يجاريهما في الهلال سوى الظهير الأيمن الدولي المتألق احمد الدوخي. خط الوسط هو القاسم المشترك بين الفريقين، حيث يمثل الرئة التي يتنفس منها. ويشكو كل خط من ازدحام اللاعبين فيه ما يضع المدرب في حيرة الاختيار. فالاهلي لديه قائد الفريق خالد مسعد وحمزة صالح الذي يعتبر دينامو منتصف الملعب والاكوادوري سوزا في الجهة اليمني والدولي الشاب مازن بصاص والموهوب الشهير خالد قهوجي اضافة الى نجم منتخب الشباب فهد الزهراني... وفي الهلال، هناك نخبة من اللاعبين الدوليين المميزين. وبخلاف عودة يوسف الثنيان باستمرار الى خط الوسط هناك اربعة لاعبين يمثلون المنتخب السعودي وهم خميس العويران وفيصل ابو ثنين في مركز المحور ونواف التمياط وخالد التيماوي على الطرفين، ويشترك معهم كل من تركي الشايع وعمر الغامدي. وسيكون الزياني اكثر حيرة من دابو في اختيار العناصر المناسبة لخط الوسط. اما في الحراسة فالفريقان يملكان حارسين شابين متحمسين هما عبدالمجيد الغامدي في الاهلي وحسن العتيبي في الهلال، وان كانت جاهزية العتيبي افضل بحكم ان الغامدي عائد للتو من اصابة صعبة. اسلوب اللعب في الفريقين متشابه الى حد كبير، حيث يتبع المدربان الطريقة المألوفة 4-4-2 بالاعتماد على الاطراف ونقل الكرة من الخلف الى الامام بطريقة تدريجية، وان كان التحضير في الهلال اسرع منه في الاهلي، غير ان الاهلي تفوق مؤخراً باللعب من لمسة واحدة مع عدم تعقيد اللعب حسب تعليمات دابو المشددة في التمارين اليومية... وسيستفيد الاهلي من عاملي الارض والجمهور رغم ان الهلال فاز على الاهلي مرات كثيرة في هذا الملعب. الهلال لا يزال يتصدر الفرق برصيد 21 نقطة من تسع مباريات فاز في سبع منها وخسر اثنتين وله من الاهداف 13 هدفاً وعليه 4 فقط، اما الفريق الاهلاوي فله 14 نقطة من تسع مباريات فاز في اربع منها وتعادل في اثنتين وخسر ثلاثاً ويحتل المركز الثالث. والتقى الفريقان هذا الموسم مرتين في كأس الإتحاد، فكسبهما الاهلي بنتيجة 2-1 في جدة و3-2 في الرياض. فهل يكسب الاهلي الثالثة ام يواصل الهلال صدارته بفوز ثامن؟ وقد يكون التعادل هو اقرب النتائج وهو ما تتمناه كل الفرق المنافسة على الصدارة لأنه سيعرقل الفريقين سوياً. الرياض يسعى للإستفادة من الدفعة المعنوية ويبحث الرياض عندما يستضيف نظيره الطائي على استاد الملك فهد الدولي بالرياض عن تقديم المستوى الذي يؤهله للفوز خصوصاً أن معنويات لاعبيه عالية عقب فوزه الأخير على النصر 3-1. ورغم أن الرياض مكتظ بعدد من النجوم في صفوفه في مقدمهم الثنائي السنغالي داين فاين وعمر تراوري وفهد الحمدان وسعد الدوسري وغيرهم، إلا أنه لا يزال يقدم مستويات أقل مما تأمله جماهيره. ويخشى أنصار الرياض على مستقبل فريقهم في ظل المشاكل التي تعصف بناديهم حالياً من استقالات وتجدد الخلاف بين المدرب خالد القروني وبعض اللاعبين لا سيما من أصحاب الخبرة، واعتبر الرياضيون أن حصول فريقهم حتى الآن على 9 نقاط غير كفيل ببقائه موسماً آخر ضمن أندية الدرجة الممتازة. وتشاطر جماهير الطائي جماهير الرياض الهم نفسه، فبدأت تفقد الثقة في فريقها بعد تراجعه في مبارياته الأخيرة وفقدانه عدداً من النقاط السهلة. ورغم أن الفريق يحتفظ بالمركز الثاني برصيد 15 نقطة إلا أن هذا المركز مهدد بالفقدان بسبب تراجع مستوى الفريق مؤخراً وعودة بعض الفرق الكبيرة الى مستواها. وبما أن الطائيين لا يطالبون فريقهم هذا الموسم بالمستحيل لإدراكهم فارق الإمكانات البشرية المادية بينهم وبين الفرق الأخرى، فإن ما حققه الطائي حتى الآن يعتبر انجازاً ، ولا يختلف إثنان على أن الحارس الدولي محمد الدعيع يمثل القوة في فارس الشمال، ومن دونه يفقد الفريق كثيراً من توازنه. الإتفاق يطمع في كرم هجر ويحل الإتفاق الرابع برصيد 14 نقطة ضيفاً ثقيلاً على هجر في مباراة يتوقع أن لا يجد الأول صعوبة في تخطيها لأنه الأفضل فنياً وخططياً. ويتعشم الإتفاقيون خيراً في فريقهم هذا الموسم بعد العروض الجيدة التي قدمها خلال مبارياته الماضية. ويسعى هجر صاحب المركز الأخير بثلاث نقاط الى بذل قصارى جهده الى تحقيق نتيجة ايجابية خصوصاً أنه استطاع في الأسبوع الماضي أن يحصل على نقطة ثمينة بتعادله مع الشباب 1-1، وإن كانت مباريات الفريق السابقة كشفت مدى تواضع لاعبيه وعدم مقدرتهم على مقارعة الفرق الكبرى. الوحدة يستضيف الإتحاد في قمة خاصة ويتطلع النجم عبيد الدوسري هداف الدوري السعودي برصيد 7 أهداف الى قيادة فريقه الوحدة اليوم الى تحقيق نتيجة ايجابية على حساب الإتحاد تقفز بالوحدة الى المركز الثاني في سلم الترتيب. ويتوجب على الوحدة الذي سيدعم بمساندة جماهيره أن يجهز على ضيفه ليتمكن من رفع رصيده الى 17 نقطة، ولن يكون بمقدور عبيد ورفاقه تأمين موقع فريقهم ما لم يكرموا وفادة ضيفهم بأي عدد من الأهداف في مرماه. ويدرك لاعبو الوحدة أنهم أمام مهمة صعبة وأن التغلب على الإتحاد أمر يحتاج الى مجهود مضاعف. أما مدرب الإتحاد البلجيكي ديمتري فيأمل بأن يكون الفوز الثمين الذي حققه فريقه على النصر بهدف، الأسبوع الحالي، دافعاً للاعبيه نحو تحقيق إنتصار مماثل على حساب الوحدة. ويملك الإتحاد 8 نقاط ويقبع في المركز العاشر. وسيكون وجود المغربي بهجا دعامة لصفوف الإتحاد. واذا كان الإتحاد حقق أولى بطولات الموسم بفوزه بكأس الإتحاد السعودي، فإن الوحدة استحق لقب الحصان الأسود في الدوري حتى الآن بهزيمته للهلال والأهلي والإتفاق واحتلاله مركزاً متقدماً في سلم الترتيب. ويعتمد مدرب الوحدة البرازيلي روبرتو كارلوس على مجهودات لاعبه المميز عبيد الدوسري والمدافع السوداني عاكف عطا ولاعب الوسط حاتم خيمي، ويفضل كارلوس اللعب بطريقة 5-3 -2 ويدافع عن هذه الطريقة بقوله "انها الأنسب لإمكانات اللاعبين".