نال زين الدين زيدان من الغزل ما لم ينله اي لاعب فرنسي آخر ولا حتى ريمون كوبا وميشال بلاتيني وجان بيار بابان الذين سبقوه الى احراز جائزة "الكرة الذهبية" التي تمنحه مجلة "فرانس فوتبول" وكانت تتوج افضل لاعب اوروبي ثم صارت تتوج افضل لاعب في ملاعب كرة القدم الاوروبية. القاب كثيرة نالها هذا العملاق الذي حصل على جائزة العام 1998 والذي سيمنحه الاتحاد الدولي فيفا خلال الاسابيع المقبلة لقب افضل لاعب في العالم، اللهم إلا اذا حدثت مفاجأة في اللحظة الاخيرة. والامر منطقي، ليس فقط لان زيزو قاد فرنسا الى احراز اول لقب في تاريخ مسابقة كأس العالم وانما ايضاً لان القارة العجوز استقطبت منذ سنوات طويلة جداً خيرة اللاعبين في المعمورة، فصار افضل لاعب فيها افضل لاعب في المعمورة… الى ذلك، جمع زيزو في الاستفتاء السنوي الذي يشارك فيه 51 ناقداً من 51 دولة منضمة الى الاتحاد الاوروبي 244 نقطة مقابل 68 نقطة للكرواتي دافور سوكر صاحب المركز الثاني، وهو اكبر فارق من النقاط في تاريخ الجائزة منذ ان نظّم الاستفتاء للمرة الاولى عام 1956… وكان هناك شبه اجماع على انه الافضل باعتبار ان 46 ناقداً منحوه المركز الاول ومنحه ثلاثة نقاد المركز الثاني وواحد المركز الثالث في حين لم يضعه الناقد الالماني بين الخمسة الاوائل! ومميزات الكرة في دول الصدارة كثيراً جداً، ومنها غزارة الارشيف والاحصائيات ودقتها… وعندما يتناول الفرنسيون هذين العنصرين لدى زيدان يخال المرء انه سيغرق في نهر جارف… ليس مهماً كثيراً متى ولد وأين والألقاب التي سجلها وكم من المباريات لعب مع اندية كانّ وبوردو ويوفنتوس محلياً واوروبياً وعدد الاهداف التي سجلها لكل منها وفي اي دقيقة منذ 20 ايار مايو 1989 تاريخ مباراته الاولى في الدرجة الاولى مع كان ضد نانت. وكم من المباريات التي لعبها مع المنتخب فضلاً عن الاهداف التي سجلها مع تفاصيل خارقة لادائه في كل منها 43 مباراة و11 هدفاً… و المهم اكثر، مثلاً، هو نسبة تحركه يميناً ويساراً واماماً وخلفاً، وعدد مرات لمسه الكرة بالقدم اليمنى والقدم اليسرى والرأس، وعدد تمريراته الصحيحة وغير الصحيحة، وكيف سدد نحو المرمى، وعدد الدقائق التي لعبها في كل منها، وماذا فعل في اول ربع ساعة وثاني ربع ساعة… وصولاً الى سادس ربع ساعة مدة المباراة 90 دقيقة. عموماً، خاض زيزو منذ بداية العام 1998 وحتى 16 كانون الاول ديسمبر منه 63 مباراة في المسابقات المختلفة وسجل 12 هدفاً، اغلاها طبعاً هدفاه في نهائي المونديال في مرمى البرازيل… في حين خاض منذ 20 ايار مايو 1989 وحتى 16 كانون الاول الماضي 400 مبارة بالتمام والكمال وسجل 70 هدفاً. ونقول ان الارشيف والاحصائيات وقائع ضرورية لكنها خالية من الروح والعاطفة والغزل خلافاً لما هي الحال عندما يكتب الفرنسيون عن زيزو كإنسان واخلاقه وطبيعته وعائلته وعن زيزو كفنان. ذخيرة فنية هائلة وعن زيزو الفنان نقول انه يملك كماً هائلاً من الذخيرة الخاصة بفنون اللعبة، ولولا ذلك لما كان المحور الاساسي بل الوحيد في تحركات منتخب فرنسا ويوفنتوس، والحديث خططياً ممل، والحديث فنياً احلى بكثير. ويقول ناقد فرنسي: "لاعب ممتاز تقنياً منذ سن المراهقة، يملك امكانات بدنية 1.80م هائلة، تمكنه من تطوير نفسه في جميع قطاعات اللعبة بحسب ايقاع اختاره لنفسه من دون ان يحرق اي قطاع، وها هو اليوم يجني ثمرات المواهب الاستثنائية التي يملكها علماً بأنه قادر على تطوير نفسه في قطاعات قليلة اخرى ومنها زيادة الفاعلية داخل منطقة الجزاء باعتبار انه لا يزال في سن السادسة والعشرين… لم يتأخر ناديه الأول كانّ في اكتشاف انه يملك جوهرة خاضت مباراتها الاولى في الدرجة الاولى في سن السابعة عشرة فمنحها الوقت لتصقل نفسها… يبرمج كل شيء في الملعب لانه بكل بساطة يملك فنيات غير عادية… انه اكثر من موهوب في السيطرة على الكرة والمحافظة عليها والتصرّف بها بسلاسة مذهلة… ماهر ودقيق في لمس الكرة بمختلف اجزاء القدم الخارجية والداخلية والامامية والخلفية وبتوقيت لا يعرف الخطأ، ومن النادر ان يفقد سيطرته على الكرة حتى لو كان مراقباً… يداعب الكرة بلمسات مخملية فتبقى له وحده… اما محافظته عليها فتتم بصورة مذهلة ايضاً، ويساعده على ذلك امتلاكه قامة عملاقة، يحسن بطريقة غريزية كيف يضع جسمه بين الكرة واللاعب المنافس مع انسجام وتناغم رائعين في حركات القدمين في مساحات ضيقة تحدّ من حركة الخصم كلياً وفي مساحات واسعة تمكنه من توجيه الكرة بدقة ولمسافات مختلفة واماكن غير متوقعة الى اي من زملائه بالقدم اليسرى او القدم اليمنى على حد سواء… اما بالنسبة الى استخدام الكرة والتصرف بها فهو يجيد هذه المهارة بتفوق لان الدقة لا تنقص ضرباته ولا القوة ولا نظرته الواسعة الى مختلف جنبات الملعب والتي تطورت مع الوقت وصارت من مميزاته. لذا يندر ان يخطئ زيزو في توجيه هجمة او هجمة مرتدة، فهو قادرة على استثمار قدرته الفائقة في المحاورة والمراوغة بانتظار التمركز السليم لأحد زملائه او لعدد منهم… الى ذلك، فانه مميز في توازنه والتواجد في المكان الصحيح. وبفضل هذه المميزات لم يعد غريباً ان يكون زيدان حجر الاساس في كل خطة فرنسية او "يوفنتوسية"… قادر على اللعب خلف المهاجمين مباشرة ، وعلى اللعب في خط المنتصف الدفاعي على غرار ما فعل في آخر مبارايتين للمونديال عندما طرد لوران بلان ثم دوسايي. لقد طوّر زيدان نفسه شيئاً فشيئاً… لم يعرف الاستعجال في اي مرحلة فاستغلها كما يجب ولم يحرقها… لذا، لم يخرج من قوقعته الا بعدما وصل الى يوفنتوس وهو في سن الرابعة والعشرين، فصار ملكاً للكرة الفرنسية والايطالية… واخيراً العالمية. عموماً، لم يكن زيزو فقط افضل لاعب كرة خلال 1998، بل كان ايضاً افضل رياضي في العالم، قلنا ذلك قبل ان تصدر نتائج الاستفتاءات في وكالات الانباء العالمية لأن المكتوب يقرأ من عنوانه، ولان نجم كأس العالم يستحق ان يكون افضل رياضي في العالم… الكبار اعجبوا بزيدان، والاطفال عشقوه، لذا فان القميص الذي كُتب على ظهره "زيدان 10" هو السلعة الرياضية التي بيعت في فرنسا وعدد من دول العالم اكثر من اي سلعة اخرى. … والكلام عن كرة القدم الاوروبية كثير. لقد فتحت الحدود بين دول السوق الاوروبية المشتركة، وسننتظر طويلاً خطوة عربية مماثلة، وهي غير قابلة للتحقيق في المدى المنظور. وفريق مثل تشلسي اللندني يضم تسعة اساسيين غير انكليز مع انكليزين اثنين فقط. وهاجس التمويل يقض مضاجع الجميع، وهكذا هناك هجمة قوية من شركات ا لاعلام الكبرى، خصوصاً التلفزيونية، لشراء الاندية الكبرى، ولاطلاق بطولة تقتصر على الاقطاب، مقابل عروض مغرية جداً، الامر الذي دفع الاتحاد الاوروبي الى التحرك بسرعة لاحتواء هذا الانشقاق رافعاً حجم المكافآت في مسابقتيه السنويتين ثم ضم كأس الكؤوس وكأس الاتحاد الاوروبي في مسابقة واحدة اضعافاً مضاعفة. ومقارنة بالكرة الاوروبية، فان الكرة الآسيوية تعتبر جثة هامدة على صعيد مسابقاتها… التطور محدود جداً والمسافات شاسعة، وقد نسمع اصداء مباريات كأس الابطال وكأس الكؤوس في منطقتنا، ولا نسمع شيئاً مهماً خارج هذه المنطقة. ولقبا الموسم 97 - 98 كان من نصيب النصر السعودي ابطال الكؤوس وبوهانغ ستيلرز ابطال الدوري مع فوز للاول على الثاني في الكأس السوبر. ولا تزال اميركا الجنوبية اكبر مصدر للاعبين الى الاندية الاوروبية، اما ابرز ناد فيها للعام 1998 فكان فاسكو دا غاما البرازيلي بطل اندية القارة على حساب برشلونة الاكوادوري. لكن فاسكو دا غاما سقط امام ريال مدريد بطل اوروبا في مباراة الكأس القارية. اما الكرة الافريقية فتشكو دائماً من ضيق في الجيب… مستواها غير مستقر، وقد تحولت الاسود الكاسرة الكاميرون الى نعاج في مونديال فرنسا، والنسور السوبر نيجيريا الى حمائم! وبطولتها في بوركينا فاسو كانت في اغلب الاحيان من مستوى عادي. الكرة العربية لا ترسو على حال، مرة فوق ومرة تحت ضمن البلد الواحد… لا تزال تبحث عن هوية والمعوقات عدة. ذلك ان مجتمعاتنا نامية وتواجه تحديات عدة سياسياً واقتصادياً وفكرياً وتنظيمياً… مجتمعات فيها الكثير من الفوارق على صعيد المعطيات والامكانات والتشريعات… هناك اتحادات تعيش في بحبوحة يسيل لها اللعاب، تحاول ان تتقدم خطوة فترى ان غيرها يتقدم خطوات، تصيب مرة ولا تصيب مرة اخرى فتحمّل المدرب المسؤولية دون غيره… وهناك اتحادات لا تملك شيئاً فلا تقدم شيئاً… وهناك اتحادات غارقة في مشكلاتها المحلية الناجمة عن سنوات من الضياع والفراغ… وهناك اتحادات تملك الكثير من الامكانات والقاعدة الواسعة لكن تنقصها قوة القرار والحس التننظيمي… وستبقى الحال على ما هي عليه الى ما شاء الله. الكرة الجزائرية تعاني الكثير لاسباب لا تخفى على احد، ومع ذلك انتزعت خلال 1997 كأس ابطال الاندية العربية وكأس الكؤوس العربية بواسطة مولودية وهران ووداد تلمسان، وتستحق بالتالي ان تُرفع لها القبعة. اما المنتخب فلا يزال ضائعاً… والكرة المغربية مجتهدة على صعيد الاندية وقادرة على مد الاندية الاوروبية بلاعبين مميزين صاروا مصدراً مهماً من مصادر العملة الصعبة للبلاد بعد احترافهم في الخارج ومصدر اعجاب في المسابقات التي يخوضها المنتخب، وآية ذلك كانت عروضهم في المونديال الفرنسي وتتويج مصطفى حجي افضل لاعب في افريقيا… والكرة التونسية بدأت اولى خطوات الاحتراف وصارت متميزة في المسابقات القارية باعتبار ان الترجي والصفاقسي حصلا على كأس الكؤوس الافريقية وكأس الاتحاد الافريقي في العام 1998. والاحتراف ليس كلمة بل جملة تحوي الكثير. هي فكر وثقافة لدى اللاعب قبل كل شيء ثم تفرّغ وتفانٍ في التدريب والمنافسات والتقيّد بتعليمات المدرب، هي وعي لدى اللاعب في كيفية الحفاظ على صحته ولياقته وتغذيته الصحيحة… هي ان يكون اللاعب خير رقيب لنفسه لأن المدرب او الاداري لا يقدر ان يراقب تحركاته 24 ساعة من 24. وهي ايضاً نظام وثواب وعقاب ومراكز تدريب تعنى بالصغار وتربي قاعدة صحيحة لتأمين الاستقرار عند مستوى فني مقبول ولتفادي الوقوع في ال "مرة فوق ومرة تحت". وعليه، اذا لم يفعل المنتخب التونسي شيئاً مقارنة بأندية الكرة الليبية التي تحاول ان تتحدى الحظر الجوي، فهي في خبر كان تنظيمياً بغض النظر عما يملكه لاعبوها من مواهب. والكرة السودانية تعبانة مادياً برغم الامكانات الفطرية للاعبيها… اما المصرية فيقال فيها الكثير، التركيز فيها على الاهلي والزمالك، ومع ذلك فان اوضاع انديتها الاخرى نعيم حقيقي قياساً على الجحيم الذي تعيشه اندية كبرى في اكثر من دولة عربية اخرى. الكرة المصرية تمتلك قاعدة واسعة جداً ولاعبوها نجوم "يضاربون" على نجوم السينما، ومع ذلك فان تواضع المستوى التنظيمي والاداري والفكري جعل من اقوال هذه الكرة اكثر بكثير من افعالها. الاحتجاجات مستمرة، والقرارات عشوائية، والفضائح تنشر على حبل الغسيل يومياً. التخبط واضح وفاضح برغم الامكانات المادية والبشرية والدعم الشعبي والرسمي اللامحدود والمئات من حملة الدكتوراه في كرة القدم. ولولا كل ذلك، لوصلت هذه الكرة الى العالمية فعلاً، ولما حصلت على كأس الامم الافريقية مرة ثم سقطت امام بوركينا فاسو وبوتسوانا وزيمبابوي مثلاً مرة اخرى، وليتها تؤدي ايضاً العروض التي مكنتها من احراز كأس امم افريقيا 1998… والكرة في سورية والاردنولبنان حالها حال… في سورية ينال اللاعبون والمدربون الفتات فلا يقدرون تالياً الا على تقديم الفتات مهما تعنتر اللاعبون، والمطلوب تغيير جذري في القوانين المنظمة للعبة خصوصاً على صعيد التفتيش عن الموارد المالية الدنيا التي تكفل لها العيش وتخرجها من ظلمات القرن التاسع عشر… وفي الاردن، فان الوضع اشد ظلمة مادياً وتنظيمياً وعقلية، وليس غريباً بالتالي ان تُلغى بطولة الدوري 1998 قبل ان تنتهي بمراحل قليلة بعدما تراكمت المشكلات على اكتاف اتحاد اللعبة كمشكلة الرعاية والمشكلة الدائمة بين الفيصلي والوحدات… وفي لبنان بحبوحة مالية نسبية ومشروع لاستضافة كأس أمم آسيا 2000، ولكن ايضاً وايضاً حرب مستعرة بين اتحاد اللعبة ونادي النجمة ذي الشعبية الواسعة كانت خافية من قبل ثم ظهرت على السطح عام 1998، فضلاً عن اتهام دائم لأمين سر الاتحاد رهيف علامة من قبل البعض بمحاباة نادي الانصار الذي كان علامة امين سره سابقاً على حساب الاندية الاخرى. ومن لا يعرف لبنان معرفة جيدة لا يعرف عدد المعوقات وحجمها في وجه كرة القدم خاصة والرياضة عامة. وبالانتقال الى الخليج، فان لدى عُمان المواهب التي تحتاج الى صقل طويل. كيف؟ اهل البيت ادرى بما فيه، والمطلوب حوافز ومعطيات مبتكرة تطلق اللعبة من عقالها… وفي قطر، قاعدة ضيقة جداً تعيق العمل الحثيث نحو التطوير، الفرق تلعب وسط مدرجات خالية من الجمهور، استضافة كأس العرب كانت ناجحة، والمنتخب حل ثانياً ثم "انحلت" مفاصله في كأس الخليج وكان الحق، كل الحق، على المدرب البرازيلي غونزاغا وحده، وكأن الاتحادات لا تحاسب باعتبارها معصومة عن الخطأ… وفي الامارات عودة اللاعب الاجنبي يفترض ان تمنحها وسائل الاعلام مهلة طويلة قبل ان تقوّمها وتحكم عليها، وجهد متواصل من الاتحاد المحلي برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد لمنح المنتخب شخصية ووقاراً من دون اي نجاح بدليل النتائج المدمرة امام منتخب الكويت تحديداً 1-4 و1-4 وصفر-4 في كأس العرب وكأس الخليج ودورة الالعاب الآسيوية. قد تكون هناك اخطاء من قبل الاتحاد، لكن كيف يمكن للاتحاد ان ينهض بنتائج المنتخب المكوّن من لاعبي اندية تشكو هي نفسها من ضعف مستواها بدليل انها استعانت بحفنة من الاجانب في محاولة لرفع هذا المستوى؟ وفي السعودية، يبدو ان شهر العسل الطويل للاندية انتهى، وها هي تحاول ان تموّل نفسها بنفسها ولو بشكل جزئي حتى تعد نفسها للمستقبل من دون ان تبقى معتمدة على المعونات الرسمية واعضاء الشرف. ولقد مضت سنوات من تجربة الاحتراف، فارتقى المستوى جزئياً ولن يرتقي كلياً الا بعد سنوات طويلة لان الاحتراف، كما سبق ان ذكرنا، اسلوب عيش يكتسب مع الوقت وليس معادلة كيمائية او رياضية ترتسم نتيجتها اي ثمرتها بين لحظة واخرى، ولان المستوى يرتقي ببطء لم يظهر تحسن واضح على مستوى المنتخب الذي يمر بفترة انتقالية. لذا، لم يقدم شيئاً في مونديال فرنسا وكان اقل مما كان عليه في مونديال 1994، ولم يحقق نتائج كاسحة في تصفيات المونديال الفرنسي، واذا حل اول في كأس العرب فان المركز الثاني كان نصيبه في كأس الخليج. وليس مهماً تكليف شخصية تدريبية مشهورة جداً لقيادته في الفترة المقبلة حيث ثبت ان مدرباً كالبرازيلي كارلوس البرتو باريرا قادر على التأقلم مع لاعبي منتخب بلاده من دون ان يكون قادراً بالضرورة على التأقلم مع لاعبي السعودية او اليابان او الولايات المتحدة… وبالانتقال الى الكرة الكويتية، فانها خطفت من السعودية الاضواء في العام 1998 بالرغم من الفارق في الامكانات البشرية والمادية بينهما. القاعدة اوسع بكثير طبعاً في المملكة، والسعوديون محترفون والكويتيون هواة ومعظمهم من الطلاب والموظفين. ومع ذلك منّ الله على الكويتين بعدد من الموهوبين الذين اخضعتهم المنافسات للصقل ففرض المخضرمون انفسهم كبدر حجي وجمال مبارك وعصام سكين وحسين الخضري وتعملق جاسم الهويدي وبرع الشباب كبشاردو وفرج لهيب والشمري والمطيري واحمد الجاسم. والموهبة تفسر سرّ تألق الكويتيين ابطال الخليج وبرونزيي العرب وفضيي الالعاب الآسيوية لكنها لا تكفي وحدها، فالقيادة خارج الملعب من الاتحاد المحلي لها اهميتها والقيادة من داخل الملعب من المدرب التشيكي ميلان ماتشالا، اشهر مدرب اجنبي عرفته ملاعب الخليج في السنوات القليلة الماضية من دون ان يكون من مشاهير المدربين في العالم… والمسألة فيها الكثير من الحظ والتوفيق طبعاً، وعموماً، لسان حال الكرة الكويتية يقول: خلال 1998 لم يكن بالامكان افضل مما كان.