تضاربت الانباء امس عن استهداف المضادات الارضية العراقية طائرتين تابعتين لسلاح الجو البريطاني، وفي حين اكدالبنتاغون ان وسائل الدفاع الجوي العراقي اطلقت النار على طائرتين بريطانيتين من نوع "تورنادو" كانتا تقومان بدورية في منطقة الحظر الجوي فوق جنوبالعراق، اصدرت لندن نفياً سريعاً. وصرح الناطق باسم البنتاغون بول فيليبس إلى وكالة "فرانس برس" بأن الطيارين البريطانيين "ذكروا أنهم شاهدوا انفجارات على بعد 8 كلم وراءهم اثناء مغادرتهم منطقة الحظر الجوي". وأضاف: "لم تشارك أي طائرة أميركية وعادت المقاتلات البريطانية إلى قواعدها سالمة". وكان البيت الأبيض نفى ما أعلنه العراق من أن "طائرات معادية" هاجمت أحد مواقع دفاعاته الجوية، مشيراً إلى ان الطائرات الأميركية أو الحليفة التي تحلق فوق العراق لم تهاجم أي هدف أو تلقي قنابل. ولم تتعرض لأي تهديد من أجهزة رادار أو صواريخ الدفاعات الجوية العراقية. لكن الكولونيل بي. جي. كراولي الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أكد ان إحدى طائرات قوات التحالف لاحظت مدافع عراقية مضادة للطائرات تطلق النار على مسافة بعيدة. وقال ل "الحياة": "إن أياً من طائراتنا لم تبلغ عن تعرضها لتهديد اليوم" أمس. وأضاف ان "إحدى طائرات التحالف أفادت أنها شاهدت نيراناً مضادة للطائرات على مسافة بعيدة، لكنها لم تكن موجهة ضدها. إنها تملك الحق في الدفاع عن نفسها إذا تعرضت لتهديد، وستفعل ذلك". ورداً على سؤال عن السبب المحتمل للبيان العراقي ذكر كراولي أنه لا يملك أي تفسير. وأضاف ان طياري قوات التحالف لم يرصدوا تشغيل الرادارات العراقية. واستبعد ان تكون طائرات أخرى، إيرانية مثلاً، حلقت فوق العراق. وكانت "وكالة الأنباء العراقية" نقلت عن ناطق عسكري عراقي قوله إن "تشكيلات من طائرات معادية اطلقت النار على موقع للدفاع الجوي تمكن من التصدي لها وأجبرها على اسقاط حمولتها من القنابل بصورة عشوائية"، فوق الجنوب. وأشار إلى أن هذه الطائرات كانت انتهكت المجال الجوي العراقي في وقت سابق أمس. وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها بغداد اطلاق النار على طائرات غربية منذ وجهت قوات أميركية وبريطانية ضربات صاروخية وجوية للعراق في إطار عملية "ثعلب الصحراء". وذكر ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية ان المراقبة الجوية على العراق "مستمرة"، رافضاً التعليق على بيان الناطق العراقي. وأضاف ان "سلاح الجو الملكي لم ينفذ أي طلعة فوق بغداد اليوم" أمس، رافضاً اعطاء توضيح عن باقي الأراضي العراقية. وعشية استئناف مداولات مجلس الامن غداً في شأن تعديلات اقترحتها واشنطن على مشروع بيان رئاسي روسي "لتقويم الاوضاع في العراق" بعد الضربات الاميركية - البريطانية، رفضت بغداد اي "مبادرة التفافية" روسية او فرنسية، للقبول بعودة فرق التفتيش. ووصفت موقف باريس بأنه "متذبذب" مصرة على رفع الحظر راجع ص 3. البرلمان العراقي الى ذلك أ ف ب اكد المجلس الوطني البرلمان العراقي امس انه لن يقبل في اي حال عودة اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل اونسكوم الى العراق. وجاء في بيان نشرته "وكالة الانباء العراقية" ان المجلس "يجدد قراراته السابقة بانهاء العلاقة مع اللجنة التي قبرها العدوان الغاشم" الاميركي - البريطاني. وأضاف البيان ان المجلس يؤكد "عدم عودتها الى العراق اياً تكن الاسباب والمبررات". خامنئي وكان مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي اعتبر ان "اكثر المحن مرارة" في العالم الاسلامي خلال عام 1998 هي "محنة الشعب العراقي بتعرضه مرات الى حملات القوات الاميركية". وفي خطبة صلاة الجمعة اول من امس اشار خامنئي الى المسألة العراقية مرة عندما القى الخطبة كاملة باللغة الفارسية ومرة ثانية عندما تحدث بلغة عربية متقنة، وبدت كلمته كأنها رسالة الى "شعوب وحكومات" العالم العربي، مؤكداً "حرص" بلاده على تعزيز علاقاتها مع "كل الشعوب والحكومات العربية والاسلامبية". معروف ان المسؤولين الايرانيين كانوا اعلنوا رفضهم "العدوان" الاميركي - البريطاني على العراق. لكنهم شددوا على ضرورة التزام الحكومة العراقية قرارات مجلس الامن لذلك كان موقف خامنئي لافتاً، اذ لم يشر الى القرارات الدولية كما لم يحمّل بغداد مسؤولية ما حدث أو جانباً منه. وصبّ غضبه على الولاياتالمتحدة، وقال ان "الدوائر الاميركية والبريطانية تذرعت بأوهى الحجج وشنت من دون خوف أو هاجس من رد الفعل الاسلامي غارات ظالمة ومدمرة ضد الشعب العراقي ولم تتوقف عن هجماتها الوحشية إلا تحت ضغط ظروفها ومشاكلها الداخلية"