سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ضرب قيادة الحرس الجمهوري ومقر حزب "البعث" والسعودية تنفي توغل قوات اميركية في العراق . "ثعلب الصحراء" : 100 غارة و300 ضربة بصواريخ "كروز" وبغداد تؤكد مقتل 25 في قصف على مستشفى
بغداد، الرياض، لندن ، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - ارتفعت حصيلة الضربات العسكرية الأميركية - البريطانية للعراق إلى 73 قتيلاً بحسب مصدر رسمي عراقي، وأعلنت بغداد أن 25 شخصاً قتلوا بقصف طاول أحد المستشفيات، فيما شهدت العاصمة العراقية أمس جنازة جماعية ل 68 مدنياً قتلوا منذ بدء عملية "ثعلب الصحراء". ونفت السعودية أنباء عن توغل قوات بريطانية أو أميركية إلى العراق من أراضيها. وأعلن وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون امس أن الغارات ركزت ليل الجمعة - السبت على ضرب مقر قيادة الحرس الجمهوري العراقي ومقر حزب "البعث" في بغداد، إضافة إلى تدمير عنابر تضم طائرات من دون طيار في جنوب البلاد. وأكد ان القوات الأميركية والبريطانية نفذت مئة غارة جوية وأطلقت ثلاثمئة صاروخ "كروز" على أهداف في العراق. وكانت العاصمة العراقية تعرضت لغارتين فجر امس، قبل نصف ساعة من بدء الصوم في أول أيام شهر رمضان. وسمعت أصوات أكثر من 13 انفجاراً ضخماً هز العاصمة وخلف سحباً من الدخان فوقها. واستهدفت الغارتان اللتان استمرت كل واحدة منهما خمس دقائق وجاءت على ثلاث دفعات، حياً سكنياً وإدارياً في وسط بغداد ما أدى الى ارتجاج الزجاج في المركز الصحافي حيث يتجمع الصحافيون. وقال شهود ان هدفاً استهدف ثلاث مرات على الأقل ولكنهم لم يستطيعوا تحديد الموقع المستهدف. أما الغارة الثانية فشنت بعد عشرين دقيقة على انتهاء الغارة الأولى، أي قبل نصف ساعة من بدء شهر رمضان. ويبدو ان هذه الغارات باغتت الدفاعات الجوية العراقية، اذ أصابت القنابل أو الصواريخ المدينة قبل إطلاق أي نيران مضادة للطائرات. وشوهدت سيارات الاسعاف تهرع الى مناطق قريبة من المركز الصحافي، لكن لم يتضح على الفور ما هي الأهداف التي أصيبت. وذكر بيان للقيادة العامة للقوات المشتركة العراقية امس ان وسائل الدفاع الجوي اسقطت 23 من أصل ستين صاروخاً اطلقتها القوات الاميركية والبريطانية على العراق منذ بعد ظهر أول من أمس. وكان بيان صادر عن القيادة المشتركة أول من أمس اعلن اسقاط 77 صاروخاً من أصل 305 صواريخ اطلقت على العراق في أول يومين من الغارات. وأضاف البيان ان الغارات استهدفت "الاحياء السكنية المكتظة والمستشفيات والمنشآت الصناعية المدنية وبعض الوحدات العسكرية". وأفاد شهود ان مقر حزب البعث الحاكم في العراق أصيب بأضرار كبيرة نتيجة القصف الذي تعرضت له بغداد ليل الجمعة - السبت، وان الطابقين العلويين في المبنيين الرئيسيين اللذين تشغلهما القيادة القطرية لحزب البعث في حي كراده - مريم "هدما جزئياً"، كما ان الطبقات الأخرى من المبنيين التي تشغلها القيادة القومية للحزب "اصيبت بأضرار كبيرة وتحطم زجاج نوافذها". وأفاد أحد الشهود ان المبنيين قصفا أربع مرات ليل الجمعة - السبت. ومقر حزب البعث الذي أصيب هو غير مكتب الحزب الرئيسي الذي لم يسمح لمفتشي الأسلحة بدخوله. مقتل 25 في مستشفى وأعلن وزير الصحة العراقي اوميد مدحت مبارك امس ان 25 شخصاً، من المرضى والعاملين، قتلوا من جراء القصف على أحد المستشفيات. واكد ان القوات الاميركية والبريطانية "استهدفت مستشفيات ومراكز طبية، في بغداد ومحافظة صلاح الدين شمال شرقي العاصمة بالاضافة الى مستشفى صدام، الأكبر في البلاد. وأشارت الى ان "هذه الاعتداءات تسببت بمقتل اعداد كبيرة من المرضى والعاملين، وان 25 شخصاً قد استشهدوا في غارة واحدة على أحد المستشفيات"، ومن دون ان يدلي بمزيد من التفاصيل. ورفض مبارك التصريحات الصادرة عن لندن حول "مشروعية" الغارات على المستشفيات في العراق معتبراً انها تستخف بپ"القيم الاخلاقية والانسانية". وكانت مصادر عسكرية بريطانية أعلنت أول من أمس ان مستشفيات بغداد يمكن ان تشكل "هدفاً شرعياً" للضربات الاميركية والبريطانية اذا كانت تخفي أسلحة. وأضافت انه "من الممكن جداً" ان تكون هذه المستشفيات مدرجة على قائمة الاهداف اذا اعتبر الاميركيون والبريطانيون انها تضم مخابئ للاسلحة. ورفضت وزارة الدفاع البريطانية في لندن التأكيد ان مستشفيات في بغداد أصيبت بالغارة الاميركية - البريطانية. جنازة جماعية وفي حصيلة جديدة لعدد الضحايا أعلن مصدر رسمي عراقي امس ان 73 مدنياً على الأقل لقوا مصرعهم منذ الأربعاء الماضي نتيجة القصف الاميركي والبريطاني. وكان سلطان الشوا، العضو في المجلس الوطني البرلمان العراقي أعلن عن مقتل 68 مدنياً على الأقل منذ الأربعاء في بغداد والمناطق القريبة منها. وقال الشوا أثناء تشييع الضحايا في موكب جماعي ان العاصمة تقيم الحداد على "68 شهيداً سقطوا نتيجة العمل العسكري الإجرامي". وأضاف ان جميع الذين سقطوا قتلى من المدنيين والاطفال والبالغين. وقال ان هذا "يدحض مزاعم الأعداء بأن عدوانهم لا يستهدف المدنيين". وتوقفت الجنازة لمدة نصف ساعة خارج مكتب وكالة تابعة للامم المتحدة وردد حشد من نحو 400 شخص هتافات مناهضة للولايات المتحدة "تسقط اميركا". ولم تعلن بيانات عن عدد القتلى في أرجاء العراق. وكانت وكالة الانباء العراقية ذكرت امس ان خمسة مدنيين قتلوا وان 21 آخرين اصيبوا خلال القصف الذي استهدف ليل الجمعة - السبت كركوك في محافظة التأميم التي تبعد 170 كيلومتراً شمال بغداد. في غضون ذلك، صعدت الصحف العراقية حملة الادانة والتنديد بالولاياتالمتحدة وبريطانيا. ونشرت صحيفة الجمهورية "سنقاتل ونقاوم العدوان"، وأفادت صحيفة "القادسية" ان العراق حارب الى جانب الفلسطينيين ضد اسرائيل ودافع عن الدول الخليجية ضد ايران ويستحق الدعم من العرب. وأضافت ان الابواب مفتوحة الآن على مصراعيها للعرب لدخول العراق والمشاركة في معركة "أم المعارك" الحاسمة. ونشرت صحف أخرى بياناً للقيادة القطرية لحزب البعث العراقي الحاكم تدعو الدول العربية الى القتال ضد الولاياتالمتحدة بجميع الوسائل المتاحة، ويطالب الجماهير العربية بتصعيد قتالها البطولي ضد الولاياتالمتحدة داخل العالم العربي وخارجه بجميع الوسائل المتاحة. وأكد مصدر سعودي مطلع في تصريح الى "الحياة" ان الانباء التي تحدثت ان قوات برية بريطانية أو أميركية دخلت العراق من الأراضي السعودية "عارية من الصحة ولا تستند الى معلومات حقيقية". وشدد المصدر على انه "لا يوجد أصلاً أي قوات برية اميركية أو بريطانية في السعودية عموماً، وعلى الحدود السعودية - العراقية على وجه الخصوص". واستغرب المصدر الأنباء التي قالت ان القوات البرية الاميركية أو البريطانية توغلت مسافة خمسة كيلومترات في الأراضي العراقية، وقال: "الجميع يعرف انه لا فائدة ترجى من الدخول خمسة كيلومترات في أرض مقفرة وصحراء قاحلة، هذا إذا سلمنا أساساً بأن هناك تدخل". وكان مصدر سعودي مسؤول قال ليل الجمعة "ان الأنباء المنسوبة الى مصدر في وزارة الثقافة والاعلام العراقية بأن وحدات مدرعة سعودية تقدمت مساء الخميس نحو الحدود مع العراق ادعاءات كاذبة، ولا أساس لها من الحقيقة والواقع". وقال مصدر سعودي لپ"الحياة" ان "الرياض غير معنية بشكل مباشر بالأوضاع في العراق، وبالتالي فلا حاجة لإجراءات عسكرية سعودية خارجة عن المألوف". الى ذلك، شدد مصدر ديبلوماسي بريطاني في الرياض في تصريح الى "الحياة" عدم وجود أي قوات بريطانية في السعودية، نافياً الأنباء التي تحدثت عن توغل قوات برية بريطانية في العراق من الأراضي السعودية. واكد الديبلوماسي البريطاني على ان "كل الطلعات الجوية والصواريخ التي استخدمت في الضربات التي وجهت الى العراق لم تستخدم في أي منها الأراضي السعودية". روبرتسون الى ذلك، أعلن وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون امس ان الغارات الجوية البريطانية والاميركية ألحقت "أضراراً جسيمة" بقدرة العراق على صنع أسلحة الدمار الشامل، واكد ان مقر قيادة الحرس الجمهوري العراقي كان بين أهداف مقاتلات "تورنادو" البريطانية خلال مهمتها الليلة قبل الماضية، التي ألحقت "أضراراً بالغة" بالمبنى. وقال الوزير ان لندنوواشنطن لا تزالان "تقيمان التأثير الشامل للغارات والأضرار الناجمة عنها". وأوضح روبرتسون في مؤتمر صحافي عقده امس ان "من الواضح أننا ألحقنا أضراراً جسيمة بآلة الحرب الكيماوية والجرثومية لصدام، ووجهنا ضربة الى طموحاته بتهديد جيرانه". وكرس الوزير جانباً مهماً من المؤتمر الصحافي للحديث عن أهمية الحرس الجمهوري للرئيس العراقي اذ ان قواته شكلت "رأس الحربة" في اجتياح الكويت وقمع الشعب العراقي. وأعلن روبرتسون ان القوات البريطانية والاميركية هاجمت مئة هدف عراقي أهمها مقر حزب البعث في بغداد، ومقرات الحرس الجمهوري وحظيرة طائرات من دون طيار في جنوبالعراق يمكنها نشر جراثيم الجمرة الخبيثة الفتاكة، ومراكز للدفاع الجوي واخرى للقيادة والتحكم. وقال ان هذه القوات قامت بمئة غارة جوية، كما أطلقت 300 صاروخ كروز من السفن الحربية. ورفض روبرتسون التأكيد ما إذا كانت الضربات الجوية ستتوقف مع بدء شهر رمضان أمس، وقال انه "بعد تقييم نتائج العمليات، وفي ضوء الهدف الذي تم رسمه، سيتم اتخاذ القرار المناسب". لكنه حذر بوضوح من انه عندما ستقرر الولاياتالمتحدة وبريطانيا وضع حد لعملية "ثعلب الصحراء" فستحتفظان لنفسيهما بحق التدخل مجدداً. أما السير شارلز جانزي، رئيس الأركان البريطاني فاعتبر ان طلعات المقاتلات البريطانية من طراز "تورنادو" كانت ناجحة بنسبة 75 في المئة. تعزيزات وذكر الكولونيل رون ويليامز امس ان الولاياتالمتحدة عززت قواتها في الكويت ليرتفع "عدد العسكريين في الكويت الى خمسة الاف". وأوضح ان وحدة من 1250 جندياً، قدمت الى الكويت لإجراء تدريبات روتينية تشمل مناورات مع الجيش الكويتي، ستنضم الى أكثر من 3500 عسكري متمركزون في الكويت. وكان وصول هذه القوات مقرراً قبل بدء الغارات الجوية والصاروخية على العراق ليل الاربعاء - الخميس. وأعلنت "منظمة العفو الدولية" عن قلقها العميق من احتمال مقتل مدنيين "بصورة عشوائية" في العراق، وشددت على ان "حكومات العالم ملزمة قانوناً بحماية أرواح المدنيين"