اعلنت جماعة "فدائيان اسلام" مسؤوليتها عن الاغتيالات التي استهدفت اخيراً ناشطين سياسيين ومثقفين. وصدر بيان حمل توقيع الجماعة، امس، اكد ان "القتل الثوري" اسكت افواه "اصحاب القلم المأجورين والخونة"، وشدد على ان الحملة لم تكن سوى "تحذير بسيط"، وانتقد سياسات وشعارات رئيس الجمهورية وحكومته، ودافع عن السلطات والمؤسسات التي تخضع لنفوذ المحافظين. وهذا ما رأت فيه اوساط سياسية ورسمية "سذاجة" واشارة واضحة الى ان "البيان مزور" ولا صدقية لكل "الرواية". في غضون ذلك اثار سجن حجة الاسلام اسدالله بيات، وهو رجل دين بارز قريب من الرئيس سيد محمد خاتمي، موجة احتجاجات عنيفة. واستغربت الاوساط الدينية والسياسية ان يكون خبر سجن بيات علنياً فيما كانت محاكمته سرية. راجع ص6 وقال بيان "فدائيان اسلام" ان "العدو قام بتأجير اقلام مسمومة ومشبوهة لمحاربة الدين بعدما مني بهزيمة في حربه السياسية والاقتصادية والعسكرية ضد الجمهورية الاسلامية". ووصف الكتاب والمثقفين والذين قتلوا اخيراً بأنهم "خونة"، وانتقد سياسات حكومة الرئيس خاتمي معتبراً ان "شعارات سيادة القانون والتنمية السياسية واشاعة ثقافة التسامح انما تخدم الاجانب والاعداء". ودافع عن "السلطة القضائية وحماة الثورة المخلصين ومن يواجهون الصحافة الليبرالية والمشبوهة"، مؤكداً ان "ابناء الاسلام الغيورين والايرانيين الشجعان قد شمروا عن سواعدهم طلباً للشهادة وقاموا باعدام اول مجموعة ممن باعوا انفسهم للاجانب ويعتبرون من مخططي التحركات السامة والمنكرة في الجامعات". وشدد البيان على ان "الاعدام الثوري" لزعيم "حزب الشعب" داريوش فروهر وزوجته والكتاب محمد مختاري ومحمد جعفر بويندة ومجيد شريف "ليس سوى تحذير بسيط لكل اصحاب القلم المأجورين". ولم تخف اوساط سياسية ورسمية ريبتها في صدقية البيان وجدية ان تكون "فدائيان اسلام" التي اعلنت مسؤوليتها عن حادث العنف الذي طاول وفداً سياحياً اميركياً الشهر الماضي، هي التي تقف وراء حوادث الاغتيال. واعتبرت اوساط صحافية ان لغة البيان تتسم "بالسذاجة" وشككت في ان تعلن هذه المجموعة عن مسؤوليتها بعدما امر مرشد الثورة آية الله علي خامنئي بنفسه بمواجهة حملة الاغتيالات واعتقال المتورطين ومعاقبتهم. وأكد احد اعضاء اللجنة الامنية الخاصة التي شكلها خاتمي وكلّفها التحقيق في الملف ان "البيان مزور، والهدف منه تشويش اذهان الرأي العام". وما يزيد في غرابة البيان وما تضمنه من ملاحظات، انه لم يكتف باعلان مسؤولية "فدائيان"، بل دافع عن الاوساط المحافظة