حذرت اوساط سياسية موالية ومعارضة في طهران من "مخاطر" موجة الاعتقالات والقتل والاختفاء "الغامضة" التي طاولت شخصيات سياسية وثقافية في الآونة الاخيرة، وتنذر بالاستمرار اذا "لم تُتخذ اجراءات حاسمة لوقفها". وكشف عشرات من الشخصيات المعارضة في رسالة مفتوحة الى الرئيس سيد محمد خاتمي امس اختفاء ناشط سياسي يوالي اليسار الاشتراكي "منذ اسابيع"، وسرت اشاعة بأنه "قُتل شنقا". وأشار وزير الداخلية السابق عبدالله نوري في تصريحات لپ"الحياة" الى "اعتقال اشخاص عديدين أخيرا" لا يزال يحيط بملفاتهم وقضيتهم غموض شديد. وعاد المسؤولين الأمنيين الى "توضيح ما يجري في أسرع وقت لتفادي الأضرار الاجتماعية وأضرار تمسّ الأمن القومي". وتطرق نوري الى تراكم حوادث العنف التي طاولت وفدا "سياحيا" لرجال أعمال اميركيين ومقتل زعيم "حزب الشعب الايراني" المعارض داريوش فروهر وزوجته ومقتل الكاتب السياسي مجيد شريف في ظروف غامضة، فقال لپ"الحياة" على هامش مؤتمر صحافي عقده في مقر جريدته الجديدة "خرداد" ان "ما شهدناه من حوادث عنف خلال الأسابيع الأخيرة يمكن ان يكون بينها رابطه لكن ينبغي ان لا تتراكم هذه الحوادث وتبقى غامضة". وأضاف: "اذا تمت مواجهة احداث العنف بجدية وحزم فانها لن تتكرر". ودعا الى "التعاطي مع هذه الأمور بصورة علنية وشفافة". وفي رسالة مفتوحة الى خاتمي تلقت "الحياة" نسخة منها، نددت 88 شخصية سياسية من المعارضة الوطنية الليبرالية "باختفاء الناشط اليساري بيروز دواني قبل اسابيع في ظروف غامضة"، وأشارت الشخصيات الى اختلافها "العقائدي والايديولوجي" مع دواني كونه ينتمي الى اليسار الماركسي، لكنها اعربت عن "القلق البالغ" وطالبت خاتمي ب "فتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات ما يجري"، مشيرة في الوقت ذاته الى "اتصالات من مجهولين حول شنق دواني تسببت في وفاة والدته بنوبة قلبية". وتزامنت دعوة موقعي الرسالة مع تصريحات لخاتمي في البرلمان على اثر تقديمه مشروع موازنة العام المقبل، اذ شدد على انه "لن يتراخى في وضع حد للحوادث المثيرة للاشمئزاز والباعثة على القلق الاجتماعي"، ولم يخف ما لهذا الوضع "الغامض" من انعكاسات سلبية على الوضع الاقتصادي والأمن الاجتماعي وسياسة تشجيع الاستثمارات الاجنبية. وعلى رغم ان رئيس السلطة القضائية آية الله محمد يزدي شدد امس على ان القضاء "لا يمكن ان يتسامح مع اي قاتل"، وندد بالحوادث الاخيرة التي "تحاول ان تهدد الأمن في البلاد"، الا ان اوساطاً موالية للحكومة بدأت بتوجيه اتهامات بأن "المتشددين" داخل النظام هم وراء العنف ومقتل داريوش بهدف "افشال اصلاحات" خاتمي. وقالت صحيفة "جيهان اسلام" وصاحبها شقيق مرشد الجمهورية الاسلامية مؤيد لخاتمي حجة الاسلام هادي خامنئي، امس، ان "لمقتل فروهر احتمالات عدة، لكن المرجح ان تكون قوى معارضة لمشروع خاتمي وراء ما يجري لأنها المستفيد الوحيد من حيثياتها وآثارها"