دعا وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين امس الى العمل لتحديد صيغة جديدة للرقابة على التسلّح العراقي "بما يضمن عدم تحول العراق مجدداً الى تهديد"، ودافع عن موقف فرنسا التي شككت بالضربات الاميركية - البريطانية من دون ادانتها قائلاً ان هذا الموقف مرده حرص فرنسي على الحفاظ على سياسة خارجية مفيدة وبنّاءة، خصوصا في مرحلة ما بعد الضربات. واعتبر ان الحظر "يفاقم مآسي الشعب العراقي". وقال فيدرين في حديث اذاعي ان فرنسا كانت شككت بجدوى الضربات العسكرية في حل المشكلات المطروحة مع العراق. ونفى فيدرين ان يكون سبب عدم ادانة فرنسا للضربات انها تتهيّب الولاياتالمتحدة، وزاد ان فرنسا تردد منذ سنوات موقفها من العراق، وندّدت بعدم تمكن مجلس الامن من لعب دوره في مناقشة تقرير رئيس اونسكوم ريتشارد بتلر، وعبّرت عن تشكيكها بالضربات وتوقفت عند الاضرار المترتبة على المدنيين، لكنها في الوقت نفسه تحرص على ان تكون لديها سياسة خارجية مفيدة وبنّاءة، مما يعني ان تكون لديها الامكانية للعمل مع شركائها في المجلس وفي مقدمهم الولاياتالمتحدة، وان تكون لديها امكانية للعمل داخل الاتحاد الاوروبي". وعمّا ستقوم به فرنسا بعد توقف العمليات العسكرية قال فيدرين ان "من المبالغة الآن الحديث عن وجود خطة لمواجهة الوضع، فمنذ اسابيع عملنا في اطار مجلس الامن على الاعداد لمراجعة شاملة لمعرفة هل بالامكان تعديل اجراءات المراقبة القائمة، واختار الرئيس صدام حسين اثارة ازمة جديدة مع "اونسكوم" في حين كنا بدأنا البحث عن صيغة لإحلال الرقابة المستمرة على التسلح العراقي". وأوضح ان "الفرق بين ما كانت تقوم به اونسكوم والرقابة المستمرة هو أن اللجنة كانت تدقق في برامج التسلّح التي طورها العراق في السابق، وتعمل على ابطالها، أما الآن وبعد ما فعلته اللجنة على مدى 7 سنوات، وبعد الضربات العسكرية التي اعتقد انها استهدفت مواقع محددة، فأصبحنا امام وضع جديد يقتضي تجنّب تحوّل العراق الى خطر في المستقبل، مما يستدعي اعتماد اجهزة رقابة، عبر تحديد صيغة جديدة لأونسكوم" . وحض على تحسين الأوضاع الانسانية للشعب العراقي "مع الحرص على ألا تبدد عائدات النفط العراقي في أهداف مغايرة" واقترح إنشاء جهاز خاص بذلك. وأكدّ ان "الحظر يفاقم مآسي الشعب، في حين ان كبار المسؤولين في النظام يستفيدون منه عبر الأعمال التجارية غير المشروعة التي يقومون بها، ونعتبر انه ينبغي التوجه نحو رفع الحظر بمجرّد ايجاد نظام رقابة دائم ومرضٍ وينبغي ان نبحث ذلك مع شركائنا في مجلس الامن. ونسبت وكالة "فرانس برس" الى وزير الدولة الفرنسي للصحة والعمل الاجتماعي برنار كوشنير قوله انه مستعد للذهاب الى العراق "لأرى ما يجب تقديمه من مساعدات في المجال الطبي والعلاجي". ورأى ان "عملية ثعلب الصحراء لن تحلّ شيئاً" بل "عززت بوضوح سلطة صدام". واعرب في تصريحات الى التلفزيون الفرنسي عن معارضته ابقاء الحظر على العراق "سنوات"، مشدداً على ان الحظر "يضرب اولاً، مثله مثل اي حظر آخر الاكثر فقراً والذين ليسوا في الحكم، ويعزز السلطة واصحاب الاموال"