بدا مشهد جنوبالعراق الليلة الماضية في حالة شد وجذب في المناطق التي أعلنت واشنطن سقوطها أو السيطرة عليها من أم قصر في أقصى جنوبالعراق الى البصرة المدينة التاريخية التي تبعد حوالي 300 كيلومتر عن بغداد التي تعرضت صباح ومساء أمس الى 500 صاروخ في الوقت الذي أكد فيه مراسلون أن القصف على البصرة احتوى على قنابل عنقودية فتكت بخمسين عراقيا بينهم عائلات وأطفال. ولم تتأكد تصريحات واشنطن ولندن عن اسر مئات أو آلاف الجنود العراقيين. وأعلن الجنرال تومي فرانكس القائد الأمريكي للعمليات الحربية أن القوات الأمريكية والبريطانية تواصل تقدمها في جنوبالعراق ووصلت الى ثلث الطريق الى بغداد وطوقت البصرة فيما اعتبره موقفا مرضيا جدا، رغم عمليات المقاومة والهجوم المتقطع التي تنفذها فرق عسكرية عراقية.وقال في مؤتمره الصحافي الاول في معسكر السيلية في دولة قطر حيث مقر القيادة الأمريكية منذ اندلاع الحرب على العراق: أنا مرتاح جدا للعمل الذي تم حتى الآن. وقال ضابط من الفرقة الثالثة للمشاة إنها اشتبكت مع القوات العراقية وأسرت آلاف الجنود العراقيين. وأقر بأن هناك مقاومة. وقال اللفتاننت كولونيل في مشاة البحرية ستيف هولمز إن المدينة تحت السيطرة إلا أن هناك جيوبا من المقاومة. وأفادت مصادر متطابقة ان البصرة مطوقة فعلا، إلا ان الجنرال فرانكس حرص على القول إن القوات المتقدمة لا تنوي عبور البصرة أو اثارة مواجهات في ثاني مدن العراق. وقال المتحدث البريطاني الكولونيل آل لوكوود: نعمل على التوصل الى استسلام سلمي. وأشار الجنرال فرانكس إلى عملية الاستسلام المحتملة هذه عندما قال أمس إن ما بين ألف والفي اسير حرب وقعوا بايدي قواته وأن الآلاف غيرهم رموا اسلحتهم وعادوا الى منازلهم. ومنذ بدء عملية "حرية العراق" كما تطلق عليها واشنطن منذ فجر الخميس فان القوات الامريكية البريطانية فقدت رسميا حتى الآن جنديين في المعارك هما اثنان من المارينز بينهما قتيل في أم قصر اضافة ل 19 قتيلا في حوادث تحطم جوية بحسب المصادر الرسمية، إلا ان شبكة سكاي نيوز البريطانية اعلنت ان اربعة عسكريين امريكيين من الفرقة التي تعمل في قطاع الناصرية قتلوا أمس في هجوم بالصواريخ. وتعرضت بغداد مساء أمس لجولة ثالثة من القصف وغارة صباحية اعقبت ليلا طويلا استهدفت خلاله مبان ومنشآت حكومية لكن كثيرا من المدنيين أصيبوا بجراح بعضهم في حال حرجة حسبما قالت مصادر المستشفيات وشهود. وذكر شهود أن تكريت مسقط رأس صدام حسين قصفت ليل الجمعة السبت فوقع أربعة عراقيين. وتبعد تكريت 200 كم شمال بغداد. وقد اكدت وزارة الدفاع الامريكية أن العملية الامريكية البريطانية (نورذرن ووتش) لمراقبة منطقة الحظر الجوي في شمال العراق التي أعقبت حرب 1991انتهت مع بدء الحرب. وفي تطور آخر، قال التلفزيون العراقي إن القوات العراقية اشتبكت مع القوات الأمريكية والبريطانية في الصحراء حول بلدة النجف على بعد 160 كيلومترا جنوبيبغداد وقتل زعيم حزب البعث في النجف في هذه الاشتباكات التي تمثل أقرب معركة برية من بغداد انتهت بفرار القوات الأمريكية.