واشنطن، القدسالمحتلة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - رفضت الحكومة الاسرائيلية انتقادات حادة وجهتها ادارة الرئيس بيل كلينتون الى الشروط التي وضعتها الحكومة الاسرائيلية على اتفاق واي ريفر ولقرارها المضي قدماً في استدراج عطاءات لبناء مستوطنة هارحوما على أراضي جبل أبو غنيم في القدسالشرقية. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أول من أمس في مؤتمر صحافي: "قلنا سنبني في هارحوما وسنفعل ذلك". وكان الناطق باسم البيت الأبيض جو لوكهارت انتقد بشدة أول من أمس الخميس قرار اسرائيل بناء مستوطنة يهودية جديدة تضم في مرحلة أولى اكثر من ألف وحدة سكنية على أراضي جبل أبو غنيم في القدسالشرقية، وقال ان الولاياتالمتحدة "خائبة الظن جداً بسبب قرار الحكومة الاسرائيلية المتعلق بهارحوما". وزاد ان القرار "لا يتماشى وروح اتفاق واي والحاجة الى خلق جو ايجابي لمحادثات الوضع النهائي. ومن الواضح انه القرار يعقد الوضع. غير اننا نلاحظ ان بضعة اشهر ستمر قبل القيام بأي عمل على الأرض. يجب ان يتركز اهتمام الجانبين الآن على تنفيذ مذكرة واي والتحرك قدماً في محادثات الوضع النهائي. ونحن نفعل، من جانبنا، كل ما نستطيع مع الجانبين كليهما لبلوغ هذه الغايات وتجنب هذه الانواع من الخطوات". وذكّر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن ايضاً بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وقعا مذكرة واي ريفر "من دون أي شروط". واضاف: "لذلك نأمل بأن تطبق مذكرة واي ريفر بموجب الاتفاق". وحذر من ان عملية تصديق الحكومة الاسرائيلية والكنيست على مراحل للاتفاق التي قررها نتانياهو "يجب ألا تؤثر في تطبيق الطرفين له". وقرر نتانياهو ان تطرح كل مرحلة من مراحل الاتفاق على بساط البحث الأمر مما يمكن اسرائيل من عرقلة هذه العملية في أي وقت. وذكر روبن بأن مذكرة واي حددت إجراء لتعديل الميثاق الفلسطيني وانشاء لجنة لتحديد حجم الانسحاب الاسرائيلي الثالث. واكد ضرورة احترام ذلك. وقررت الحكومة الاسرائيلية ربط الانسحاب العسكري الاسرائيلي الثاني من الضفة الغربية بتصويت المجلس الوطني الفلسطيني على إلغاء الميثاق الوطني وهذا ليس وارداً في اتفاق واي. وقررت الحكومة ايضاً ان يقتصر الانسحاب الثالث من الضفة الغربية على واحد في المئة وهذا ما ليس وارداً ايضاً في الاتفاق. ورداً على سؤال عن قرار بناء مستوطنة هار حوما أجاب روبن انه "قرار سيء ينسف مناخ الثقة" بين الاسرائيليين والفلسطينيين و"يسيء الى عملية السلام". وأضاف ان هذه التدابير الأحادية الجانب "تزيد المفاوضات الصعبة حول الوضع النهائي صعوبة". وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي أول من أمس في مؤتمر صحافي: "قلنا سنبني في هار حوما وسنفعل ذلك... فالقدس عاصمتنا، هذه مسألة سيادة". وتخطط اسرائيل لبناء ستة آلاف منزل في جبل أبو غنيم القريب من بيت لحم على ان تكون الوحدات الأولى جاهزة للسكن بحلول عام 2000. وقال المفاوض الفلسطيني حسن عصفور ان هذا الاجراء يظهر ان نتانياهو يهتم باسترضاء المستوطنين واليمينيين المعارضين لمبادلة الأرض بالسلام أكثر من اهتمامه بتنفيذ الاتفاق. وقال زعيم حزب العمل الاسرائيلي ايهود باراك المعارض ان نتانياهو أمر بطرح مناقصة هار حوما بهدف استرضاء أعضاء حكومته الائتلافية ممن يعارضون الاتفاق الأخير. ورفض الفلسطينيون امس شرطاً رئيسياً وضعته اسرائيل لتنفيذ اتفاق واي ريفر. وقال نبيل ابو ردينة الناطق بلسان الرئيس الفلسطيني: "القول بأن المجلس الوطني الفلسطيني سيجتمع ليصوت على تعديل مواد معادية لاسرائيل في الميثاق الوطني الفلسطيني غير دقيق".