سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وصل الى غزة وسط اجراءات أمنية مكثفة واستقبل وفداً من أهالي المعتقلين ومن "فتح" . كلينتون يدعو السلطة الفلسطينية الى تأكيد التمسك بالسلام "بما لا يقبل التأويل"
وسط اجراءات أمنية لم تشهد مدينة غزة لها مثيلاً، استقبل الرئيس ياسر عرفات والفلسطينيون على المستويين الرسمي والشعبي الرئيس بيل كلينتون، كأول رئيس للولايات المتحدة يزور الأراضي الفلسطينية ويستقبل من جانب سلطة فلسطينية بكل مراسم السيادة الوطنية. ووصل الرئيس كلينتون عند الساعة العاشرة والربع الى مطار غزة الدولي على متن المروحية الرئاسية "مارين 1" ترافقه زوجته هيلاري وابنته تشيلسي. كذلك هبطت 5 مروحيات تقل وفداً كبيراً ضم أركان الادارة الأميركية واعضاء من الكونغرس، بالاضافة الى طاقم اعلامي ضخم. وكان في مقدم المستقبلين في المطار الرئيس عرفات وزوجته سهى، وكبار المسؤولين الفلسطينيين في منظمة التحرير والسلطة. واستعرض كلينتون حرس الشرف الفلسطيني، فيما عزفت فرقة عسكرية فلسطينية موسيقى أناشيد وطنية. وكان مسؤولون فلسطينيون أشاروا الى أن البيت الأبيض طلب عدم عزف أناشيد وطنية لدى وصول كلينتون تجنباً لاضفاء طابع زيارة الدولة. وطلب عرفات من كلينتون قص الشريط الأحمر لافتتاح مطار غزة رسمياً، كما طلب منه قص 4 قطع من الشريط أعطى قطعة منها لكل من كلينتون وزوجته واحتفظ بقطعة وأعطى زوجته قطعة. وبعد أن تفقد الرئيس الأميركي يرافقه عرفات قاعة المطار، توجه الى المروحية الرئاسية لنقله الى مقر الرئاسة الفلسطينية حيث أجرى محادثات مع الجانب الفلسطيني. في غضون ذلك، لوح الآلاف من الأطفال وطلاب المدارس بأعلام فلسطينية وأميركية على جانبي طريق رفح - غزة الذي سلكه الوفد المرافق للرئيس الأميركي. وحملت الصحف كلمات ترحيب بكلينتون وزوجته ونشرت صحيفة "الحياة الجديدة" ترحيباً خاصاً باللغة الانكليزية على صفحتها الأولى. وسمح لعدد محدود من الصحافيين في مستهل اللقاء في المطار بتوجيه اسئلة للرئيسين. وقال كلينتون: "ان من دواعي سروري اليوم ان أكون أول رئيس للولايات المتحدة يزور الأراضي الفلسطينية" و"انني مسرور بالقدر نفسه لكوني أول رئيس يعبر من مطار غزة الدولي". وأعرب عن أمله بأن يلتزم الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي تنفيذ اتفاق واي ريفر، مؤكداً ان الولاياتالمتحدة ملتزمة العمل على تنفيذ هذا الاتفاق بحذافيره. وأضاف كلينتون: "انني أقدر باهتمام الفرصة التي أعطيت لي اليوم للمشاركة في اللقاء الذي سيعقده المجلس الوطني وهيئات فلسطينية أخرى، في اشارة الى المؤتمر الوطني الذي اتفق على عقده أمس لانهاء قضية الغاء بنود الميثاق الوطني الفلسطيني التي تدعو الى تدمير اسرائيل". وقال انه يأمل بأن يتسنى لممثلي الشعب الفلسطيني "ان يوضحوا بصورة لا تقبل التأويل اختيارهم التمسك بالسلام مع اسرائيل لأن هذا التعبير من شأنه أن يعني تحولاً في القلوب ويضيق الخطوات الصعبة التي لا زالت أمامنا، وكل ذلك من شأنه أن ينطوي على مغزى كبير وأمل أكبر بانجاح السلام". وأشاد كلينتون بشجاعة عرفات وجرأته في التزام خيار السلام، وعبر عن تقديره لما أحيط به من حفاوة في غزة. ومن جانبه، قال عرفات الذي بدا متأثراً ان "زيارة فخامة الرئيس كلينتون، هي حدث تاريخي بالنسبة الى الشعب الفلسطيني، ولا تنسوا انه تحت اشرافه، وقعنا اتفاقات السلام في البيت الأبيض، وتحت رعايته سيصنع السلام في الشرق الأوسط"، مشيراً الى أن "هذا الدور والجهد الذي يبذله الرئيس لن ينساه الشعب الفلسطيني ولا الشعب الاسرائيلي ولا شعوب المنطقة". وأضاف عرفات مرحباً بضيفه الكبير: "انه لشرف وفخر عظيم للشعب الفلسطيني ان تكون يا فخامة الرئيس بيننا اليوم، وأنا كنت أتمنى لو أنكم استقليتم سيارتكم في الطريق من مطار رفح الى غزة، لكي تروا بأم اعينكم جماهير الشعب الفلسطيني التي اصطفت على جانبي الطريق من المطار الى هنا، لتقدم لكم المحبة والتقدير". وفي مقر الرئاسة في غزة عقدت جلسة محادثات بين كلينتون وعرفات اقتصر حضورها على أقرب مساعديهما ومن بينهم وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت وموظفون في وزارتها. وعن الجانب الفلسطيني السيد محمود عباس وكبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث. وبعد هذه الجلسة الموسعة، عقد الرئيسان عرفات وكلينتون جلسة مصغرة، واستقبلا لفترة وجيزة عدداً من عائلات الأسرى الفلسطينيين الأمنيين في السجون الاسرائيلية ووفداً من حركة "فتح" عبروا عن الآمال التي يعلقونها على زيارته لتحقيق انفراج في قضية الأسرى التي احتلت أولوية رئيسية على جدول محادثات عرفات وكلينتون. وعند الظهر، انتقل كلينتون وعرفات لزيارة مخيم الشاطئ والتجول في مدينة غزة قبل أن تنضم الوفود اليهما على مأدبة غداء اقيمت على شرف الرئيس الأميركي في منتجع زهرة المدائن على شاطئ البحر. وكانت غزة شهدت منذ الصباح اجراءات أمنية لم يسبق لها مثيل، إذ اغلقت المنطقة المحيطة بمقر عرفات، في دائرة يبلغ قطرها 3 كيلومترات، منعت المركبات العامة أو الخاصة من دخولها. وأفادت مصادر فلسطينية ان نحو 20 ألف رجل من فلسطيني وأميركي شاركوا في تنفيذ الخطة الأمنية لحماية الرئيس كلينتون. ووصفت هذه المنطقة ب "المعقمة تماماً". وامتدت الاجراءات الأمنية الى البحر الذي شهد أكبر تظاهرة زوارق حربية أميركية وفلسطينية لحراسة الشاطئ حيث يقع مقر الرئاسة. وعلت صور الرئيس الأميركي وعرفات والاعلام الأميركية والفلسطينية بأحجام هائلة أسطح البنايات والشوارع والأبراج العالية. ووضعت ملصقات في شوارع المدينة تظهر كلينتون وهو يرفع ابهامه وعرفات وهو يرفع اصبعيه بعلامة النصر وتحمل كلمات "نحلم بفلسطين مستقلة". وقال جيمس روبن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ان كلينتون يأمل باستئناف الاتصالات التي توقفت بين الجانبين بسبب اضطرابات الضفة الغربية والتوسع الاستيطاني اليهودي، وتصريحات عرفات بأنه سيعلن من جانب واحد عن قيام دولة