غادر الوفد الفلسطيني الى محادثات واي بلانتيشن غزة فجر أمس الى واشنطن، وأعلن بعد الظهر عن مغادرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هو الآخر للمشاركة في القمة، بعد أن يتوقف في طريقه في محطتين هما القاهرة ولندن، يلتقي خلالهما لمدة قصيرة، بكل من الرئيس حسني مبارك، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وأعلن في وقت متقدم من ليل الاثنين - الثلثاء، عن اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأميركي بيل كلينتون، بالرئيس الفلسطيني. وقال مستشار عرفات نبيل أبو ردينة، ان كلينتون أكد لعرفات انه سيبذل قصارى جهوده لانجاح المحادثات، التي قرر ان يتفرغ لها بالكامل. مشيراً في الوقت نفسه، الى حرصه على ضرورة تنفيذ المبادرة الأميركية كرزمة متكاملة. ويضم الوفد الفلسطيني الى المحادثات عدداً كبيراً من المسؤولين الفلسطينيين من بينهم محمود عباس أبو مازن، وأحمد قريع أبو علاء والدكتور نبيل شعث، والدكتور صائب عريقات، وحصن عصفور، بالاضافة الى رئيس جهاز الأمن الوقائي في غزة محمد دحلان، ومدير المخابرات العامة أمين الهندي، ومسؤول ملف المطار فايز زيدان ومسؤول ملف الممر الآمن عبدالرزاق اليحيى. وظهر أمس التقى الرئيس الفلسطيني رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز على مأدبة غداء أقامها عرفات على شرف ضيفه الاسرائيلي، بعد أن شارك الاثنان في احتفال قصير بمناسبة افتتاح عرفات، "مركز هولست الثقافي" في غزة، تكريماً لذكرى وزير الخارجية النروجي الذي شارك في مفاوضات أوسلو. وقال عرفات، ان هناك مواضيع كثيرة لا يزال يتعين على الطرفين حلها في مفاوضات واشنطن، مشيراً الى أن الرئيس الأميركي أكد له انه سيبذل كل الجهود خلال هذه المحادثات لإنجاح عملية السلام. وعبر بيريز من جانبه على أمله بنجاح الفرصة الكبيرة السانحة الآن خلال محادثات واشنطن للتوصل الى اتفاق. وكرر مرة أخرى، التشديد على موقفه الداعي الى ضرورة اقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل. ووصف أبو ردينة محادثات واشنطن المقبلة بأنها "أيام حاسمة سيتقرر بعدها ما إذا كان السلام سيتم انقاذه، أم هي العودة الى الانفجار الشامل"، محذراً اسرائيل من عواقب افشال هذه الفرصة الأخيرة. أما الدكتور شعث الذي كلف متابعة ملف التفاوض على قضية إعادة الانتشار ووقف الاستيطان، فقد أوضح الموقف الفلسطيني قبيل المحادثات بأنه يتلخص في السعي الى عقد اتفاق يمكن عبره ان يوافق الاسرائيليون على ما وافقنا عليه، أي على المبادرة الأميركية كرزمة متكاملة. بالاضافة الى تطبيق استحقاقات المرحلة الانتقالية. وأوجز شعث الهوة التي تفصل مواقف الطرفين على النحو التالي: 1- في قضية نقل ال 14.2 في المئة من المنطقة "ب" الى "أ". واسرائيل حتى الآن، لم تعلن موقفها من هذه المسألة المهمة. 2- عدم موافقة اسرائيل بالمثل، على المرحلة الثالثة، وتحدث الاسرائيليين عن انسحاب خلال هذه المرحلة من 1 إلى 2 في المئة، وهذا غير مقبول فلسطينياً. 3- لا زالوا يماطلون في تسوية القضايا المعلقة من المرحلة الانتقالية: المطار، والممر الآمن، والميناء، والأسرى. 4- لم نسمع منهم وضوحاً كافياً في ما يتعلق بمطلبنا وقف الاستيطان. 5- لم يعطوا بعد موافقتهم على المبادرة الأميركية. وقال شعث: "نحن ذاهبون الى واشنطن ونعرف ما نريد. نحن ذاهبون للتوقيع على اتفاق، ولكننا نشعر بأن نتانياهو يريد المماطلة، إذ انه يعلن ذهابه بدون خرائط. فلماذا هو ذاهب إذا لم يحمل معه خرائط؟ كما انه ردد انه لن يتفق على أي شيء قبل ان يعود الى مجلس وزرائه. وهو منذ عامين يكرر هذا الموقف".