قالت البارونة البريطانية ايما نيكلسون انه لا توجد مشكلة حقيقية بين الاسلام واوروبا، لكنها اعتبرت "ان هناك سوء فهم متبادلاً بين الحضارات يُستغل لغايات سياسية عدائية، ويتسبب ذلك في نشوب نزاعات تؤدي الى الحاق الاذى بالشعوب الفقيرة التي لا قرار لها ولا دور في هذه النزاعات". وأضافت في حديث الى "الحياة" امس عشية المؤتمر الرابع للتقارب بين اوروبا والاسلام الذي يبدأ اعماله اليوم في لندن، ان اخراج الجميع من "دوامة النزاعات" يكمن في "ازالة حالات ما يسمى بالخوف من الاسلام او اسلاموفوبيا التي صارت تحتل حيزاً في الثقافة الغربية الحديثة التي باتت تربط كل حادث سيء بالاسلام الذي هو بريء منها، في حين ان هذه المشاكل ذات صلة بالمعاناة الانسانية". وتشرف نيكلسون على تنظيم المؤتمر الذي يعقد بدعوة من منظمة "الاونيسكو" و"جمعية عمار" تحت عنوان "الحضارات الأوروبية - الاسلامية والمساحة الدائمة للحوار". وتستمر اعماله ثلاثة أيام تبدأ اليوم في مكاتب البرلمان الأوروبي في لندن وتجري على هامشه لقاءات في وزارة الخارجية البريطانية وفي مجلس اللوردات البريطاني يشارك فيها فريق من الوزراء واللوردات والنواب والسياسيين ورجال الدين والاكاديميين والباحثين وسفراء من دول اوروبية واسلامية. وسترأس جلسات المؤتمر البارونة نيكلسون، وهي سياسية بريطانية معروفة باهتمامها بالقضايا الانسانية وبضحايا العنف والحروب في لبنان وفلسطين وجنوب العراق حيث قادت حملة لمساعدة العراقيين وأسست جمعية "نداء عمار" نسبة الى طفل عراقي اسمه عمار نقلته الى لندن حيث تلقى العلاج في مستشفياتها. وأكدت البارونة نيكلسون في حديثها الى "الحياة" أهمية عقد مثل هذه اللقاءات "اذا ارادت اوروبا والدول الاسلامية تجنب حالات سوء الفهم". ورأت "ان هناك بارقة أمل لتقريب وجهات النظر بين الاسلام وأوروبا لازالة الصراعات بين الحضارتين". وقالت: "غالباً ما نلاحظ ان الاعلام الغربي يسارع الى إلقاء اللوم على الاسلام لدى حصول عمل ارهابي، وذلك من دون ان تكون هناك واقعة واحدة تثبت مثل هذا الاتهام مما يعني ان سوء الفهم لحقيقة الاسلام هو السائد وان الثقة بالاسلام والمسلمين عموماً غير متوافرة، وصورة الاسلام خاطئة لدى الغرب وأوروبا". وأضافت ان المؤتمر يركز ابحاثه على النطاقين الأوروبي والاسلامي من دون مشاركة اميركية شمالية فيه. وهذا التحديد يستند الى الاعتقاد بأن بناء الثقة والتفاهم بين أوروبا والاسلام هدف متاح وانه سيفتح الباب امام بناء الثقة بين الدول الاخرى والاسلام. ونكون نحن في أوروبا القدوة للجميع في مجال الجمع بين الحضارات وتفهمها بعضها لبعض، لخير الانسانية ومكافحة العنصرية والتزمت". وقالت نيكلسون انها ترفض استعمال عبارة "المسلمين المتطرفين" لأنها ترى ان هناك فئة من الناس تأخذ دينها بجدية مطلقة، وهناك فئة اخرى تلجأ الى العنف للوصول الى اهداف خاصة بها. وهذه فئة لا علاقة لها بالاديان السماوية. وأضافت ان من المتوقع اتخاذ قرار بتأسيس امانة عامة دائمة تكون مهمتها ضمان تواصل الحوار للقضاء على حال انعدام الثقة والحقد وسوء الفهم بين الحضارات والديانات والقوميات في العالم كله