قدم رئيس الحكومة الجزائرية السيد احمد اويحى استقالته امس الى الرئيس اليمين زروال الذي قبلها، في حين استمر ارتفاع العنف مع انباء عن مقتل 33 شخصاً بينهم "أميران" لجماعات مسلحة. وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية أمس ان الرئيس زروال قبل استقالة رئيس حكومته، و"اغتنم المناسبة للتعبير عن ارتياحه للعمل الذي بذله جميع أعضاء الحكومة بمثابرة وتفان في تسيير الشؤون العمومية واستكمال الصرح المؤسساتي للدولة". وأضاف البيان ان زروال "حرص على تأكيد الجدارة التي تحلت بها الحكومة" وهي نتائج وصفها بيان الرئاسة بپ"الأسس المتينة" للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومعرباً عن عرفانه لجهود جميع أعضاء الحكومة. أما اويحيى، فأعرب في رسالة استقالته عن شكره للدعم الذي تلقاه من الرئيس زروال سواء أثناء عمله على رأس ديوانه أو رئيساً للحكومة. واعتبر قرار اجراء الانتخابات المسبقة سبباً كافياً لاستقالته، اذ قال: "ويصبح من واجب كل واحد العمل من خلال تقديم الموقف الأنسب لتوفير أفضل الظروف الممكنة لانجاح الانتخابات الرئاسية" المقررة في نيسان ابريل المقبل. وينتظر ان يستقبل زروال لاحقاً السيد اسماعيل حمداني ليكلفه تشكيل حكومة جديدة تضم أعضاء الحكومة السابقة باستثناء وزارات الداخلية، العدل، والاتصال والثقافة. ولا يستبعد ان يقترح حزبا "جبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم" ادخال تعديلات على وزارات السكن والتعليم العالي والسياحة والنقل، باعتبار ان حصيلة عمل هذه الوزارات كانت "ضعيفة". ويتوقع ان يعلن حمدان عن تشكيلة حكومته خلال 72 ساعة. ولا يستبعد أن يعيّن وزير العدل من الغرب الجزائري ووزيري الداخلية والاتصال الاعلام من وسط البلاد وشرقها، مراعاة للوضع السياسي في البلاد. وعلى الصعيد الأمني، ذكرت صحيفة "لا تريبيون" امس ان 24 مسلحاً قتلوا في عمليات تمشيط واسعة شملت مناطق في ولايات الشلف وسيدي بلعباس ومعسكر. وقالت انه خلال الساعات الپ72 الماضية لقى 15 مسلحاً حتفهم في وادي الرومان أعالي الشلف. وقتل 7 آخرون الاربعاء الماضي في جبال خنفلد قرب بيرين بين تلاغ وسيدي بلعباس، وأشارت الى ان خمسة منهم من المنطقة بينما الاثنان الآخران من عين الدفلى، وتتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة. وذكرت ان عملية تمشيط أخرى بدأت الجمعة الماضي في منطقتي جبار وخلاّل قرب معسكر خلّفت مقتل أمير جماعة "كتيبة السنة" المدعو "جيلالي صائم" ومساعده المدعو "رفاس" وان قوات الأمن تحاصر حالياً بقية أفراد المجموعة المسلحة على بعد خمسة كيلومترات من معسكر. وكان المدعو جيلالي صائم التحق بپ"الجماعة المسلحة" في ايار مايو 1995 وعمره 20 سنة واصبح أحد أنشط أمرائها. من جهة أخرى ذكرت صحف جزائرية أمس انه تم العثور على ثلاث جثث يعتقد انها لمسلحين في فلاوسن شرق تلمسان. وأوردت صحيفة "الخبر" ان وحدات الجيش قضت على المدعو سعداوي "أحد الأمراء المقربين من حسن خطاب" في قرية مشيتة ولاية بومرداس ليلة السبت - الاحد، برفقة عنصر آخر من جماعته. وأشارت الى مقتل شاب في انفجار قنبلة في سوق "آفلو" للمواشي في مدينة أفلو ولاية الاغواط. وخلّف انفجار قارورة غاز في ارزيو وهران قتيلين وأربعة جرحى. أما في ولاية تيبازا، فقد اغتيل شخصان قرب حقل زراعي كانا من حراس البيوت البلاستيكية، ليلة السبت الماضي. كما عثر على فتاة مذبوحة يعتقد انها اختطفت من دوار عدايلية في سيدي راشد. وكان قرابة 80 شخصاً من سكان هذه المنطقة ذبحوا وأحرقوا في مذبحة استهدفتهم الاسبوع الماضي