قتل سبعة عسكريين جزائريين (في الجيش والحرس البلدي) مساء السبت، بتفجير في منطقة سيدي بلعباس (400 كلم غربي العاصمة)، وأعلنت وزارة الدفاع على الأثر، عملية تمشيط كبرى في ذلك الموقع الذي لا تسجل فيه عمليات مسلحة إلا نادراً. وأكدت وزارة الدفاع أمس، مقتل ثلاثة جنود وأربعة من أفراد الحرس البلدي، في عملية تعد الأولى من نوعها خلال شهر رمضان. وأشار بيان للوزارة إلى «استشهاد ثلاث عسكريين وأربع أفراد من الحرس البلدي ليل السبت في بلدية سيدي شعيب (سيدي بلعباس) على إثر تعرضهم لانفجار قنبلة». وورد في البيان أن الهجوم وقع قبل ربع ساعة من موعد إفطار رمضان، وتعرضت خلاله «مجموعة من أفراد الحرس البلدي مدعومة بعناصر من الجيش الوطني الشعبي بالقطاع العملياتي لسيدي بلعباس (الناحية العسكرية الثانية) إلى انفجار قنبلة بمنطقة عين عائشة (بلدية سيدي شعيب)». واللافت أن العملية نفذت قبل أذان المغرب مباشرة، وهو توقيت تقل فيه الحركة في رمضان، كما أن منفذي العملية ابتعدوا عن المواقع التقليدية لنشاط السرايا المرتبطة ب»القاعدة»، خصوصاً في منطقة القبائل واختاروا سيدي بلعباس في غرب البلاد وهي منطقة لا تسجل عنها تقارير مصالح الأمن الشيء الكثير، باستثناء كونها معبراً لعناصر إرهابية». وأكدت وزارة الدفاع أنه «فور وقوع الانفجار طوقت المنطقة وبوشرت عملية التمشيط»، وخلصت إلى أن «هذه العملية الإجرامية لن تزيد الجيش الوطني الشعبي إلا عزيمة وإصراراً على مطاردة فلول المجموعات الإرهابية حتى القضاء عليها وتطهير أرض الجزائر من دنسها». وتنشط في الغرب الجزائري مجموعات صغيرة متربطة أيديولوجياً ب»القاعدة»، لكنها محدودة العدد وتتنقل دورياً بين الشلف غرباً إلى تلمسان في أقصى الغرب الحدودية مع المغرب، وسابقاً كان في تلك المنطقة تنظيم يسمى «حماة الدعوة السلفية» لكنه حل نفسه بعد خلاف فقهي مع «القاعدة» حول العمليات الانتحارية. في الوقت ذاته، فككت عناصر الأمن الخاصة الأسبوع الماضي، خلية من سبعة أشخاص متهمة بدعم وإسناد الجماعات الإرهابية جنوب ولاية خنشلة (350 كلم شرق العاصمة). وضبطت في حوزة أفراد الخلية، مخططات لها علاقة باغتيالات وتفجيرات لمقار عامة. المغرب على صعيد آخر، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي شريف أن التصريحات «المشينة» التي أدلى بها عضو في الحكومة المغربية ضد الجزائر تشكل «سقوطاً»، وتنم عن «حساسية مفرطة لا تليق بالعلاقات بين البلدين الشقيقين والجارين»، وذلك في إشارة إلى تصريحات لوزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار. وأوضح شريف أن «التصريحات غير المسؤولة الصادرة عن مسؤولين حكوميين مغربيين ضد الجزائر، تندرج في سياق ممارسات معروفة للهروب إلى الأمام يثيرها الجانب المغربي في كل مرة يسجل فيها مسار استكمال تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية تقدماً». وأضاف الناطق الجزائري أن «الواقع يفند تلك التصريحات لأنها مستمدة من نشاطات ومواقف سياسية صادرة عن كيانات وفاعلين غير الجزائر». كما أكد أن «الفشل والخيبات التي تلقتها المملكة المغربية التي تعد السبب المباشر في هذه التجاوزات اللفظية، نابعة بطبيعة الحال من الطابع الأحادي وغير المؤسس لمطالبها الخاصة بمعالجة مسألة الصحراء الغربية على المستويين الإقليمي والدولي».