اجرى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان محادثات مع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني ليل الاثنين في القصر الملكي في مراكش. وقالت مصادر مغربية ان المحادثات التي دامت زهاء ساعتين "طبعها التفاهم والتزام دعم خطة التسوية السلمية لنزاع الصحراء". وعاود انان الاجتماع مع الملك الحسن الثاني مساء امس في مراكش بعدما اجرى خلال النهار جلسة عمل مع مسؤولين مغاربة في مقدمهم رئيس الوزراء عبدالرحمن اليوسفي ووزير الخارجية عبداللطيف الفيلالي ووزير الداخلية ادريس البصري. كذلك عقد اجتماعات مع رئيسي مجلسي المستشارين والنواب والكتل النيابية في البرلمان المغربي. وتمحورت محادثاته حول معاودة استئناف عمليات تحديد الهوية، وقضية نشر قوائم المسجلين في قوائم الاستفتاء حتى الآن، وابرام بروتوكولات تتعلق بالاجراءات القانونية والادارية التي تطاول الاعداد للفترة الانتقالية التي يسعى انان الى ان تبدأ خلال الصيف المقبل. وذكرت المصادر ان شبه اتفاق تم على معاودة عمليات تحديد الهوية بالنسبة الى ما يزيد على ستين الف صحراوي ينتسبون الى ثلاث مجموعات قبلية لم تُحدد هويتهم بعد بسبب خلافات بين المغرب و"بوليساريو"، على ان يُنفذ ذلك بالمواصفات نفسها التي شملت تحديد هوية ما يزيد على 140 الف صحراوي. لكن المسؤولين المغاربة يرهنون البدء في نشر قوائم هؤلاء بالانتهاء من عمليات تحديد هوية "جميع الصحراويين"، في حين تقترح الأممالمتحدة ارجاء ذلك لبعض الوقت بسبب غياب ممثلي جبهة "بوليساريو" في عمليات تحديد الهوية. لكن الارجح ان "الاقتراحات الوفاقية"، التي يحملها كوفي انان الى الاطراف المعنية تركز على وضع اجراءات مطرية وفق قرارات الاممالمتحدة وكذلك المعايير التي اقرتها لأهلية المشاركين في الاقتراع. ويسعى كوفي انان في جولته الراهنة الى الحصول على موافقة المغرب وجبهة "بوليساريو" على هذه الاجراءات، وكذلك على دعم الجزائر وموريتانيا لها. وصرح في هذا السياق، بأنه على رغم ان الخلافات قائمة بين المغرب وبوليساريو فان دعم العواصم المغاربية من شأنه ان ينعكس ايجاباً على مساعي الاممالمتحدة. ويبدو انه فضل استخدام صيغة "نفاد صبر" الاممالمتحدة ازاء الصعوبات القائمة لحض الاطراف المعنية على ابداء التعاون. وقال في هذا الصدد ان النصر الذي سيتم احرازه لن يكون لمصلحة طرف على حساب الآخر لكنه سيكون نصراً للسلام في المنطقة. وكان لافتاً ان التلويح بنفاد صبر الاممالمتحدة تزامن مع التهديد بمخاطر حقيقية عبّر عنها ممثلو السكان وشيوخ القبائل الصحراوية لدى اجتماعهم مع الامين العام للامم المتحدة في العيون مساء الاثنين. اذ نبّه صحرايون الى مخاطر امنية تهدد بالانفلات في حال نشر القوائم من دون اكمال عمليات تحديد الهوية. وقال آخرون انهم لن يشاركوا في الاستفتاء في حال استثناء اي فرد من القبائل التي ينتسبون اليها. وقدموا الى المسؤول الدولي احتجاجات بهذا الصدد اتهمت بعض أفراد "المينورسو" ب "التحيّز". لكن الامين العام قال ان الاممالمتحدة ستواصل مهمتها، وان المرجعية التي يتم الاحتكام اليها هي الاتفاقات المبرمة. ورأى ان الوقت "حاسم" وانه يجب مضاعفة الجهود لتسوية الخلافات القائمة. لكنه رهن ذلك بتوافر الارادة السياسية، اذ قال ان "الاممالمتحدة لا تستطيع فرض الارادة اللازمة ولا الشجاعة التي تكفل اتخاذ القرارات. لكن الاطراف المعنية هي من يجب ان يفعل ذلك". ومن المقرر ان يعقد الامين العام للامم المتحدة اليوم مؤتمراً احتفالياً في ختام زيارته للمغرب، على ان يتوجه الى مخيمات تيندوف على متن طائرة جزائرية تقله من الدار البيضاء. واختارت الاممالمتحدة ان يتنقل كوفي انان في كل منطقة على متن طائرة للدولة المعنية. ويتوقع ان تكون زيارته الى تونس ثم الجزائر على قدر كبير من الاهمية للاحاطة بكافة الاشكاليات التي تؤخر الاستفتاء، على ان يقدم بعدها تقريراً جديداً الى مجلس الامن. ويتوقع ان يركز التقرير على التمديد لقوات "المينورسو" لفترة اطول، وعلى تفعيل دور المفوضية العليا للاجئين لمعاودة ايوائهم في المحافظات الصحراوية بعد تأمين مراكز لجمعهم في مناطق محددة. وبعد ذلك يبدأ تنفيذ فترة انتقالية تسبق موعد الاقتراع الذي يتوقع ان يُجرى في نهاية 1999.