قبل 46 عاماً بدأت "شركة اتحاد المقاولين العالمية" سي. سي. سي نشاطها من عدن كأول شركة عربية تقتحم المجهول وتبحث عن الفرص في بيئة قاسية وصعبة. غير أنها نجحت في النهاية في الحصول على اهتمام وتقدير القيادة اليمنية، حتى أن الرئيس علي عبدالله صالح قال إنها شريك يوثق به في عملية التنمية اليمنية. ويقول السيد هاني شحادة المدير الاقليمي للشركة في صنعاء: إننا في "شركة اتحاد المقاولين العالمية" سي. سي. سي التي يمتد نشاطها في مختلف المواقع الرئيسية في العالم والتي احتلت المرتبة الأولى في العالم العربي في قطاع المقاولات والانشاءات، حسب التصنيف الدولي، نفخر أن بدايتنا كانت من اليمن، إذ ساهمت الشركة منذ عام 1952 في تنفيذ مشروع انشاء مصافي عدن من الباطن بالتعاون مع شركة "بكتل" الأميركية و"ويمبي" البريطانية، ثم توالت عشرات المشاريع الحيوية التي كان للشركة شرف تنفيذها في قطاعات النفط والانشاءات والتي كان من بينها منشآت النفط في المسيلة، وأنبوب التصدير في مأرب وخزانات في مصفاة عدن، ومنشآت كلية الزراعة في جامعة صنعاء ومشروع مياه لبعوس في محافظة لحج. ويضيف شحادة: نجحت الشركة خلال أكثر من 46 عاماً من العمل والعطاء والثقة في بناء جسور استراتيجية مع اليمن، وأصبحت خبرتها داخل اليمن، بالإضافة إلى منجزاتها في الخارج، محط أنظار الجميع، وهو أمر تفخر به على الدوام، بل أنها تعتبر نفسها شريكاً استراتيجياً مع الحكومة اليمنية والشعب اليمني في تلبية متطلبات التطور والازدهار والتقدم وتشعر بمسؤولية خاصة تجاه هذا البلد الواعد. وعن مناخات الاستثمار في اليمن، قال شحادة إن اليمن خاض معارك عدة لتثبيت وحدته واستقراره السياسي والاجتماعي وشرع، بالتعاون مع المؤسسات الدولية، في تنفيذ برنامج طموح للاصلاح الاقتصادي والإداري منذ عام 1995 يشهد له الجميع بالنجاح والسداد. واليمن في ذلك إنما بدأ طريقاً صعباً لا مفر منه لتحسين الإدارة وتحديث الأداء والتغلب على كل موروثات التخلف وحسن الاستفادة من موارد البلاد الضخمة سواء الطبيعية أو البشرية. ولا شك ان أمام اليمن طريقاً طويلاً من العمل الجاد - لكنه ليس مستحيلاً - للحاق بركب الحضارة والتعامل مع متغيرات العصر بثقة وتفاؤل كبيرين وبمعطيات تحقق لها الجدارة واستحقاق المنافسة بقوة في سوق الاقتصاد الدولي. إن نظرة إلى واقع الاستثمار في اليمن تؤكد أن هذا البلد لا يزال بكراً في العديد من المجالات ويحتاج إلى تأسيس بنية تحتية وخدمات ضرورية، وهو بحاجة إلى الاكتشاف مرة أخرى حتى تتضح الفرص الاستثمارية والمشاريع الكبيرة. وترى شركتنا ان اليمن بلد غني بموارده الاقتصادية المتنوعة التي يمكن ان تشكل عامل اغراء وجذب للشركات العالمية، كما أن قوانينه الاستثمارية وتشريعاته والرغبة الدائمة في تعديلها بما يساعد المستثمر... كل ذلك يشكل أرضية خصبة للعمل ونواة يمكن الانطلاق منها للقضاء على المصاعب الروتينية وبعض الاجراءات غير الضرورية والتي تنبهت لها الحكومة خلال السنوات الأخيرة وتعمل على ازالتها بكل عزم وإصرار. إن "شركة اتحاد المقاولين العالمية" سي. سي. سي التي تعمل جنباً إلى جنب مع اليمن والشعب اليمني، تؤكد استعدادها لبذل المزيد من الجهد واعطاء الخبرة، وتحرص على تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع اليمن باتجاه تحقيق كل آمال وطموحات هذا الشعب المكافح صاحب الحضارة العظيمة والتاريخ المشرق. وأفاد شحادة: "نحن موجودون في اليمن منذ عام 1952 ووظفت شركتنا أكثر من 6000 مواطن يمني، وهي ترغب في الحصول على عقود ومقاولات أخرى لأجل ابقاء هؤلاء الموظفين يعملون فيها". وحازت "اتحاد المقاولين العالمية" على تقدير شركائها في العمل. وقال راي هنت رئيس شركة "هنت" الأميركية للنفط عمل "اتحاد المقاولين" في مد الأنابيب وإنشاء وحدة المعالجة المركزية، مشيراً إلى أن كمية التراب التي أزيلت اثناء عمليات الحفر كانت مساوية لحجم كمية التراب التي أزيلت اثناء حفر قناة السويس. وبينما استغرق حفر القناة 11 عاماً، قامت "اتحاد المقاولين" بانجازها في 11 شهراً فقط. وهذا يذكر أيضاً بالتقدير العميق الذي عبر عنه راي إيراني رئيس "كنديان أوكسي" تجاه "اتحاد المقاولين" عندما رأى مشروع المسيلة لتصدير النفط الخام في حضرموت، كيف انجز في وقت قياسي