تلقت نيابة أمن الدولة العليا في مصر أمس ملف القيادي المفترض في "الجماعة الإسلامية" محمد محمد عبيد عبدالعال الذي سلمته الأكوادور الى القاهرة قبل أيام. ويُتوقع ان تبدأ نيابة أمن الدولة التحقيق معه خلال ساعات لتحديد هل اشترك في عمليات عنف قبل مغادرته مصر في الثمانينات، أو تورط في التخطيط لعمليات أخرى بعد سفره الى الخارج. وقال مصدر أمني ل "الحياة" ان النيابة ستحقق مع عبدالعال في وقائع جرت قبل هروبه الى الخارج العام 1986 من محافظة الشرقية شرق الدلتا الى ايطاليا حيث عمل في "المركز الإسلامي" في ميلانو منذ العام 1995 وجمع أموالاً لتمويل عناصر "الجماعة الإسلامية" في مصر. واضاف ان النيابة بدأت في إعداد قرار الاتهام الذي سيتم مواجهة المتهم به خلال الساعات القليلة المقبلة. وكان الرئيس حسني مبارك اعلن قبل ايام ان الاكوادور سلمت مصر عبدالعال بعدما تسلمته بدورها من كولومبيا. واشار الى انه متهم في حادثة الاقصر التي وقعت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي وأسفرت عن مقتل 58 سائحاً اجنبياً واربعة مصريين اضافة الى منفذي العملية الستة. لكن بياناً باسم "الجالية الاسلامية في ايطاليا" تلقته "الحياة" في القاهرة بالفاكس، نفى تورط هذا الناشط الاسلامي في اعمال ارهابية أو الانتماء الى تنظيم اسلامي سري. وأوضح البيان أن عبدالعال "يعيش في ايطاليا منذ عشر سنوات ولم ينزل الى مصر منذ اكثر من ست سنوات"، وانه "معروف تماما لدى السلطات الايطالية وسجله نظيف تماماً وذلك من خلال عمله في حقل الدعوة الاسلامية لسنوات عدة كان خلالها اماماً لمسجد فلورنسا وكذلك في تورينو". وأكد ان عبدالعال "لم يصدر منه خلال تلك الفترة أي مخالفة قانونية". ولفت الى أنه يستخدم جواز سفر مصرياً صادراً من القنصلية المصرية في ايطاليا. وعن ملابسات القبض على عبدالعال وظروف سفره الى الاكوادور، أوضح البيان "الاخ عبدالعال ذهب الى الاكوادور بعد ان رفضت القنصلية الكولمبية منحه تأشيرة دخول حيث كان يريد السفر الى كولومبيا في رحلة دعوية يعود بعدها الى ايطاليا التي لديه اقامة صالحة فيها والتي ترك فيها عائلته التي تتكون من زوجته وخمسة اطفال". ونفى البيان في شدة علاقة عبدالعال بتنظيم "الجماعة الاسلامية" أو بأي من قادتها. واهاب بالمنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان السعي الى إطلاق عبدالعال. واعرب عن ثقته بأن السلطات المصرية "تعرف تماماً ان محمد عبدالعال ليس له أي صلة من قريب او بعيد بأي حادث عنف في مصر". الى ذلك أوقفت أجهزة الامن خمسة من عناصر "الجماعة الإسلامية" في المنيا من أعوان القياديين محمد سيد رياض جاد المولى ونادي يونس عبدالعظيم اللذين قتلا في معركة مع الشرطة في قرية جلال الغربية في ملوي مساء أول من امس. وقال مصدر أمني ان تحقيقات موسعة ستُجرى مع الموقوفين لمعرفة هل سبق لهم المشاركة في عمليات عنف في المنيا أو أي محافظات أخرى. وتم دفن القتيلين وسط إجراءات أمنية مشددة، واستمع مدير نيابة مركز ملوي السيد اسامة أبو صغير الى أقوال أهالي القتيلين اللذين أكدا هروب جاد المولى عام 1994، وعبدالعظيم في العام التالي عقب انضماهم الى "الجماعة".