في 11/4/1990 "قُبض على محمد المهدي عيسى نصر 38 سنة وهو يعرض ابنه محمود المهدي 3 سنوات للبيع مقابل 20 ألف جنيه، وهو بواب بمنطقة الملك فيصل". البواب الصعيدي بعمامته العالية البيضاء وشاربه الكث والتلفيحة الثقيلة على كتفيه يحمل ابنه المبتسم "الذي يربت على يد أبيه" بين ذراعيه المفتولتين، الكمَ الواسع لجلبابه البلدي ينفرج عن فانلة محمرّة، تماماً وفقاً للمواصفات التقليدية، مهما شط بنا هوس الوقائع، الولد ينظر إلينا - الى المصوّر الذي نشر الصورة في "الاهرام" - في استمتاع واضح بما يجري حوله من اهتمام وضجيج وأضواء وحدب عفويّ أو مصنوع سواء من الناس. عشرون ألف جنيه سنة 1990، بمناسبة مقدم شمّ النسيم. ثمن لا بأس به. لكن الصفقة لم تتم، أولاد الحلال فتنوا على الرجل الغلبان وفتشوا السرّ وجاءت الحكومة توقف المراكب السايرة. قبل ذلك بمئة عام بالتمام والكمال "علمنا أن آل بطرس الكرام في سوهاج أحسنوا وفادة الماركيز هارتنكتون. أعدّ له جناب عزلتو عبد الشهيد بطرس موكباً حافلاً سار في خدمته الى أبيدوس ثم زار معمل السكر للعائلة المذكورة وامتدح ما رآه منهم من حسن الوفادة، وأعجب شيء سمعناه حديثاً، وإن كنا لا نجزم بصحته مع كثرة الشواهد والأدلة عليه، ان امرأة من ناحية أبو قرقاس وضعت منذ تسعة أشهر طفلاً صغيراً ذا اسنان كاملة. فاندهش به أبواه اندهاشاً غريباً، وشاع خبره بين جيرانه فظنّوه ولياً وأخذوا في إكرامه وتعظيمه، ولأسباب مجهولة حملته أمه وقصدت مصر، ولم تلبث هناك مدة من الزمن حتى رجعت الى بيتها فقامت إحدى النساء ورفعت شكواها عليها مدعية أن ذاك الطفل ابنها، وتلك سرقته منها بينما ذهبت لتستقي ماء ولم تعد تعلم كيفية سيرها..!!". فهل سرقة الأولاد- وربما سعي الآباء الى بيعهم - ممارسات قديمة؟ واقعة غريبة من نوعها، أبلغت عزيزة كمال عباس، وهي عاملة بمستشفى خاص بشارع قصر العيني أن طبيباً يدير المستشفى لتوليد السيدات الساقطات ثم يبيع أطفالهن غير الشرعيين للسيدات اللاتي لا ينجبن مقابل مبالغ مالية كبيرة ويشاركه طبيب آخر بالمستشفى وممرضة يقومان باستخراج شهادات تفيد ولادة هؤلاء الاطفال بالمستشفى لتسهيل استخراج شهادات ميلاد لهم بأسماء آبائهم الجدد، ويزاول الطبيب صاحب المستشفى تلك التجارة منذ سنوات عدة. قالت عزيزة كمال حسين إن شخصين استدرجاها بعد أن أخبراها أن مدير المستشفى في انتظارها لأمر مهم، وأقلتهم سيارة أجرة، على الفور، توجهوا بها الى الطالبية بالهرم، وصعدا بها الى إحدى الشقق وأوثقاها بالحبال واعتديا عليها بالضرب ثم أجبراها على التوقيع على شيكات على بياض لمنعها من إفشاء أسرار المستشفى، خصوصاً بعد أن باعت إدارة المستشفى طفلاً حديث الولادة الى سيدة مصرية هي نوال 45 سنة قالت: إنها لم تنجب منذ 18 عاماً وهددها زوجها بحريني الجنسية بالطلاق، فتوجهت للمستشفى للكشف عليها، إلا أنها رأت طفلاً حديث الولادة بإحدى الغرف وعندما سألت عنه أخبروها بأنه ليس له أب أو أم فعرضت على مدير المستشفى شراءه مقابل ألفي جنيه. أما عزيزة كمال حسين فقد ذهبت لمساومة السيدة وزوجها لاعطائها مبلغاً من المال إلا أنهما رفضا فهددتهما بالإبلاغ عنهما، فأرسلا شخصين أرغماها على التوقيع على الشيكات، قرر الطبيب لمندوب "الاهرام" اثناء وجوده بقسم الشرطة أنه لا يعلم شيئاً عن تلك الوقائع ولم يرتكب تلك الأفعال وأن أحد الاشخاص انتحل صفته وباع هذا الطفل دون علمه. وفي الصين يلتقط المختطفون الاطفال، خصوصاً الصبية، من شوارع المدن وينقلونهم بعيداً الى المناطق الريفية الشاسعة لبيعهم لأزواج لا ينجبون. الفتيات والنساء الصغيرات يُبعن كذلك كزوجات للمزارعين أو لتجارة الجنس المزدهرة في الصين، ضبطت السلطات أكثر من 130 ألفاً من تجار الرقيق بين عامي 1991 و1996 وأنقذت ما يزيد على 70 ألف سيدة وطفل كانوا قد بيعوا. يقدر محللون وخبراء سعر الصبي أو الفتاة الصغيرة بما يتراوح ما بين ألفين الى خمسة آلاف يوان، أي نحو 240 إلى 600 دولار، ليس من السهل القضاء على تجارة أوجدها اليأس مع أن عائلات تدمر وأشخاصاً يفقدون حياتهم في تلك التجارة السرية، وبعض الضحايا يقبلون وضعهم الجديد على الرغم من الإساءة والاغتصاب الذي تتعرض له بعض السبايا، فمن المستحيل اجتماعياً عودتهن الى ذويهن، بل قد يجبرن على العمل بالدعارة. كانوا ينامون على شطّ ترعة المحمودية، متناثرين، غارقين حقاً في النوم، لعل أكبرهم لم يبلغ بعد التاسعة من العمر، خمسة أو ستة أطفال، لا يتميز الصبيان من البنات إلا بقطعة المنديل التي لا لون لها على الشعر الأكرت، الجلاليب كلها متشابهة، رمادية متربة منحسرة عن سيقان ممصوصة سوداء، بضاعة جاهزة للسوق. كانت أنفاس الماء في الترعة تأتيني - ليلتها - مُثقلة بالنذير واستحالة عمل أي شيء، 14 آيار مايو 1948، كنت أعرف أنه سيقبض عليّ، في اليوم التالي، لا محالة، سوف تندلع حربنا المحبطة على "العصابات الصهيونية" وسوف تقام دولة "اسرائيل المزعومة"، كنت على موعد مع حسين العمري، رئيس عنبر في مصانع بوليفار، موقوف عن العمل لنشاطه النقابي، ناحلاً، متهضم الوجه، مشتعل العينين وكثيف الشعر، كان مسلولاً، وكنت أزوره في بيته في النزهة، وليلتها كان علينا أن نفكر ونتدبر ماذا نصنع عند إعلان الاحكام العرفية غداً، كانت حكومة النقراشي قد أعلنت عزمها على دخول الحرب، وكان الموعد في قهوة بلدية، هي أقرب الى غُرزة أيضاً، على شط المحمودية، تحت الشارع عند النزهة، مصباح النور الكهربائي الوحيد المصفرّ، وابور الجاز، ودكة طويلة وثلاثة اربعة كراسي على الأرض المبلولة جنب الماء مباشرة. أيامها لم يكن عندي غير الجاكتة الزرقاء الطويلة من "معونة الحرب" والبنطلون الرمادي المتهدل الذي لم أفلح أن أعيد إليه طياته مهما وضعته تحت المرتبة طول الليل، ساعات الليل القليلة التي أنامها على أي حال، لم يكن مظهري - حتى مع النظارة الطبية- مختلفاً كثيراً عن رواد القهوة البلدي، الثوري الذي حصل على ليسانس الحقوق منذ سنتين، الذي يعمل الآن في البنك الاهلي المصري قلعة الاستعمار البريطاني على آخر أيام مجده. فَوْح مياه المحمودية في عتمة الليل المنقطة بأنوار متناثرة هو نفسه هَيْج عبق مياه النيل في أول الاربعينات، عندما وقفت على الرأس الحجري الداخل الى قلب النيل - قبل أن يُدجن ويُلجم ويُلوث - في الطرانة قرية جدتي أماليا، الحجر الجيري القويّ يحجز الموج المحمرّ إذ يهضب ويهدر ويدوّم بسرعة، ويقوم حياطة من غائلة الطوفان، وناديت الجنيّة التي ذاع وشاع أنها تطلع في عز الضهر، وتنزل بالفتيان الى غور النيل، وبأعلى صوتي النزق تحديتها، وطلبت اليها أن تجئ، وهأنذا وحدي، أمامها. وما زال هذا الصوت نزقاً، حتى الآن. لم تأتني الحورية الساحرة وتوقعني في أسرها إلا بعد ذلك بسنين عدداً. وسوف يهبّ عليّ هذا العبق المائي الثقيل بعد ذلك أمام دجلة، في السبعينات. كأن هذا النفح الخصيب، من دجلة أو النيل، يعزيني عن التجارة العقيمة في أرواح البشر وأجسامهم، أياً كانت أعمارهم أو أجناسهم. وفي هذه الأيام إذ يوشك هذا القرن العشرون الميمون على الانتفاء، أرى أفواجهن، روسيات شقراوات ممشوقات أو وافدات من جمهوريات الاتحاد السوفياتي المنهار، يتدفقن على الشوارع والكباريهات وفرق الرقص الشعبي وأفراح الفنادق في القاهرة، أو على القصور والسرايات في الرياض والكويت والبحرين والإمارات. تسترعي سمعي فجأة، في العجوزة أو الدقي أو المهندسين، جملة روسية موسيقية عذبة الجرس، وألتفتُ فإذا بهن جميلات رشيقات أو ممتلئات مدورّات الوجه والجسم، يسرن في الشارع بخطى متحررة واثقة، المكياج المتقن على الآخر في عز الصبح على الوجوه الناصعة، العيون الزرق أو السود ذابلة قليلاً ولكن مكحولة بعناية، والجوبة قصيرة على الساقين الربلتين أو منسدلة حريرية شبه شفافة، تماماً كما كنت أراهن، أما يريجنيف وغورباتشوف في شوارع موسكو أو تفليس. وفي اوائل السبعينات كنّ يتدفقن من قرى مصر وكفورها وعاصمتها. مع ارتال الفواعلية والسمكرية والبويجية والاطباء والمهندسين وخريجي التجارة والحقوق الذين يشتغلون جرسونات أو عتالين أو مرمطونات - أو في المكاتب المكيفة - من الرياضوجدة والكويت الى طرابلسوبغداد - يرصفون الطرق ويقيمون العمائر - ومن اثينا وفيينا - يبيعون الصحف - الى لندن وباريس - يغسلون الصحون ويبيعون السندويتشات. لماذا أسوق حكاية مأثورة مشهورة؟ لأنني في تلك الفترة كنت أتردد على بغداد القديمة الجميلة - على رغم القهر وجو الطغيان المتستر تحت دعاوى أيديولوجية عريضة - من خلال مؤتمرات وندوات التضامن الافريقي الاسيوي، تلك كانت أيام "التحالف" المزدهر بين البعث والشيوعيين والأكراد، تحالف القوى الشعبية كما كان يقال. كم زرت مقر لجنة التضامن والسلام العراقية في الفيللا الصغيرة الأنيقة في ذلك الشارع الجانبي الهاديء غير بعيد من دجلة، وكم شربت القهوة العربية المرة الفواحة بالهيل والمستكة يقدمها القهوجي العراقي في زيه البدوي بالسروال الواسع والصديرية التقليدية والعمامة، في ضيافة المناضل الشيخ عزيز شريف الذي كان يعيش على تراث كفاحه القديم أيام الملكية، وحكايات سجنه وهربه من الأسرة. كان يقظ الذهن سمح الوجه. دمث السلوك وعنيد، روضت الأيام والسنوات - ربما - من صلابته وإن لم توهنها، وكان يعزني كثيراً. معه، ومع الشباب من أعضاء لجنته، شيوعيين وبعثيين، من صمدوا بعد ذلك وقتلوا أو هربوا، ومن سقطوا وانصاعوا وآثروا السلامة وأكل العيش أو ذهبو الى الحرب ولم يعودوا، سهرنا على شط دجلة في العشية، على أنوار متراقصة، وخافتة، عند "ابو نواس" على مقربة من الجسر الشاهق والمباني الشامخة الحديثة على طرفيه، كنا نختار السمكة الكبيرة التي تضرب بزعانفها في مياه "البئر" الدائرية المبنية بالحجر فوق سطح الأرض، وإذ نشرب ما تيسّر مع مزّة خفيفة، لا نشهد الذبح والسلخ وبقر البطن وتفريغ الحشا، انما تقوم السمكة الضخمة أمام لهب النار، تُشوى على هينة، يُدار بها أمام وجهان اللهب المتقد في الليل، هدير دجلة قريب جداً، أنفاسه الرطبة القوية- بعد حرّ النهار- تؤذن بحضور لا سبيل الى نسيانه، وإذ تثب سورة الشراب الى الرؤوس مع الضحك والحكايات والتحليلات السياسية الحريصة المحسوبة غالباً - أو المتهورة المهموسة سراً في النادر - يطيب المسجوف ويستوي وتُقدم المزع السخنة الطرية، عبقة محموشة وفائقة اللذة، على أطباق من الورق تتشرب سمنها وذفرها وتترك اللحم الطيب المحمرّ الذي لا مثيل للذاذة طعمه المضبوط، بدقة تكون رياضية، بين اللدونة وتماسك القوام. المسجوف هو الوجبة الموموقة المشتهاة سواء كان ذلك عند "أبو نواس" أو في الحفلات التي يقيمها لنا أعضاء الحزب - أي حزب لا يهم - في البيوت من طابق واحد مستجنة بين أشجار حدائق لفّاء نجوس بين ممراتها وغرفها، على الفوتيات الوثيرة والسجاجيد الناعمة، بين حسناوات رائعات الجمال واللطف، ليّنات المكسر، فيما يبدو، ولكن فيهن صلابة مكنونة مُدثرة بوثارة سائغة، بلثغة ولغوة عربية عذبة الإيقاع، نتبادل النكات السريعة والأحاديث الوديعة مع شباب وكهول، قادة وزعماء، لا أكاد أتبين من هم، عرفتهم بعد ذلك في المنافي، في براغ أو موسكو أو دمشق أو كوبنهاغن، بعد أن دب الشيب الى رؤوسهم، وراحت زهوة الثقة بأن "التاريخ" معهم والانتصار - وكل مغانمه- في متناول أيديهم. أما نحن، من السكرتارية الفنية المصرية، فقد كنا نُودع غرفاً ليست فخمة ولا أي شيء من هذا القبيل، في فنادق متواضعة أو على الأكثر متوسطة، تُسمى "صحارى" أو "دجلة" أو أطلس" تملكها وتديرها في الغالب عائلات صغيرة، نشطة وكفء من الأرمن أو الأشوريين، أجهزة التكييف التي لا غنى عنها لا تتوقف لها قرقعة ونشنشة ووشوشة ليل نهار، ولكن الفرش ناصع البياض والنظافة، نأوى إليها على أي حال مجهدين مستنفدين من الشغل في الترجمة والمراجعة والرقم على الآلة الكاتبة والطبع على الجستتنر، وعليّ أن أسيّر واستخلص آخر دماء العطاء من هذا الفريق الصغير كلهم حماسة وتضحية غير مضنونة بالجهد والوقت والمقدرة. كنا نتناول عشاء متأخراً في المطعم على سطح الفندق، في ليل بغداد الرائق الحارّ، تحت سماء داكنة الزرقة تومض بنجومها التي لا حصر لها، وأنوار الاباجورات الصغيرة الصفراء خافتة على موائدنا، عندما صعدت إلينا بنت بلدنا الراقصة التي كانت عندئذ مجهولة تماماً، ولم نكن نعرف، أيامها، أن زماننا كله سوف يُسمى باسمها. كنا قد سمعنا من زميلتينا هناء وعديلة ان جارتهما في الغرفة المجاورة راقصة مصرية وأن فرقتها الصغيرة تشغل غرفتين أيضاً في الفندق. صعدت إلينا تسلّم على طريقة أهل البلد الأصلاء، عبلة ممتلئة قليلاً، لكن رشاقتها، وليونة جسمها واضحة، كَدَش شعرها الأجعد خشن، وجهها مسمسم، صحيح، سمرته صابحة وناعمة. كانت تربط قدمها اليسرى برباط أبيض. بعد التحيات والسلامات والذي منه قلنا لها طبعاً "سلامتك.. ماذا حدث؟" قالت: "أبداً حاجة بسيطة والله، رجلي اتخبطت على المسرح، عين بقى وصابتني النهارده الخميس" وضحكت بصوت خفيض وهيّوب من كل هذه الوجوه، رجالاً وسيدات، مُتعلمين "وبتوع سياسة" قادمين من بلدها في "مؤتمر" والله أعلم ماذا كان يدور بذهنها الصغير الذكي عن معنى هذا "المؤتمر" لكنها إكراماً لنا وعلى سبيل الشهامة ومجدعة بنات البلد، وبعد إلحاح قليل من بنات المؤتمر، ورغبة واضحة شرهة في عيون رجال المؤتمر، رقصت لنا - بقدمها الجريحة - وعلى جسمها ثوبها الخفيف السابغ على جسمها المطواع الصبيّ في روعة صباه، بعد أن حزمتها هناء، يابا، بالإيشارب الحرير التي كانت تخفيه في حقيبة يدها. صفقنا لهذه الراقصة المغمورة على سطح فندق صغير في بغداد اوائل السبعينات، ونسيناها. هل يمكن الآن أن ننساها؟ هل يتركنا أحد، هل تتركنا هي ننساها؟ في 1997 سوف تؤمن على ساقيها بسبعة عشرة مليون جنيه، فتذكرنا بالرمز الأنثوي أسطورة الثلاثينات والاربعينات، مارلين ديتريتش، وسوف يسهر على أمنها أربعة حراس أشداء، ليل نهار، يطلق عليهم "حَرَس الجسد" Body guard. ذلك الجسم الموهوب الذي لعله أدهش الناس قليلاً، في زيه الفرعوني المحبوك عليه والمحزوم بعناية، لعله كان عندئذ من عشرين عاماً أو نحوها، حراً طليقاً غير محزوم. وفي آب اغسطس 1995 "بكثير من عدم التصديق وكثير من علامات الاستفهام وهز الرؤوس وضرب الأكفّ قابل بسطاء المصريين أخبار وصول أول سيارة مصفحة صنع ألمانيا الى القاهرة لتدخل أسطول الخدمة لدى هذه الراقصة: أغلى راقصات مصر أجراً وأشهرهن الآن في القاهرة. أما ثمن السيارة فيزيد على مليوني جنيه. اعتبر البعض هذا الخبر من نكات المقاهي الشعبية في حواري القاهرة". * حتحور وحدها تبكي العصابة السوداء تحيط برأسها الإلهي، أذناها منتصبتان، الدموع لا تنسكب مع أن عينيها مغرورقتان. حاجباها على محجري العينين النجلاوين، رقيقان، مسحوبان. شفتاها مليئتان، تكتمان التوجع القديم الذي لا جدوى منه.