@ ما ذنبك.. وما حيلتك.. وما تتوقعه في أجواء الصمت.. يتحول مؤشر الحياة تحت القصف إلى قلق وخوف ودمار لقطع عنق البراءة فتموت تحت الأنقاض. @ الفضائيات العربية تنقل الحدث.. يعلن المذيع أن الدمار خطف الأحياء.. وتكالبت المصائب.. وجرى الدم حتى حافة دجلة والفرات.. وأعلن أن الأموات يتكاثرون. @ والصوت أخرس لا يؤدي فعل الرفض.. ينام الصوت تحت اعتياد الشجب.. نرفض الضرب.. نرفض الحرب.. نرفض الدمار.. والمسلسل الدموي مازال يعلن تدمير إنسان العراق. @ الرؤية صارت حرائق.. في القلب يشتعل الحريق قبل المدن.. وماذا بعد.. الصغير على سرير يتألم من إصابته في الرأس، في العين، في أجزاء من الجسم.. شظايا قنبلة من مجموعات قنابل.. كانت واستمرت ومازالت تهدي الأحياء شهادة الموت على دفعات. @ وبين دوّي أصوات القنابل تضيع أصواتنا.. ويتلاشى بينها فزع الأطفال.. وصرختهم باقية على جدار الأسى لماذا تقتلون أفراحنا؟! محرومون ومعذبون حتى أحلامنا مسروقة من بين جفوننا!! @ يا دجلة الذي تغنينا بمياهه.. ونامت عيوننا تحت ظلال نخيله.. انكسر الحلم الطفولي.. وغرق قبل أن ينام بين أحضان الشط والآخر.. فلم نعبر للفرات. @ كل الأصدقاء لا ينامون.. كل الأصدقاء لا يذهبون للمدارس.. كل الأصدقاء لا يلعبون.. كل الأصدقاء يغسلون بالبكاء فرحهم الذي سرقته القنابل تحت أنقاض القصف. @ وتصرخ الأم أين طفلي.. في الظهيرة خرج ليلعب مع الأصدقاء ولم يعد.. يا حرقة قلبي عليه.. لن ينام طفلي هذه الليلة كعادته بين أحضاني.. هرب من دفء صدري.. صفارة الإنذار مازالت تعلن حالة الخطر في أرجاء الوطن.. انتبهوا القنابل قادمة.. وطفلي لم يعد. @ غداً سأبحث عنه بين ألف وجه طفل عراقي.. طفلي ينام وابتسامته تشرق على وجهه.. أمي: اختلط دمي بتربة الوطن.. هذا هو يجري فرحاً لدجلة والفرات.. يعانقهما ويقول لهما غداً ستكون للوطن ابتسامة نهار وليل تضيء نجومه زغاريد أمي. كاتب قطري