@@ لست أدري من الذي سمم فكري وعقلي ودفعني دفعا لأكره الساسة الامريكان - الساسة فقط.. وصناع الحرب فقط.. ومن قتلوا هنادي وزينب وعم جاسم بائع السمك المسجوف على ضفة نهر دجلة.. لقد احترق كسمكة بفعل قنابلهم الحارقة.. @@ لقد خرج بزوجته زينب وابنته هنادي هربا من الارهابيين الذين فجروا بالأمس سيارة مفخخة قرب منزله في شارع الرشيد.. فقتل جاره وعائلته وخمسة تلاميذ عائدين من مدارسهم.. لقد ماتوا بدون سبب فليس لهم في الامر لا من قريب او بعيد انهم اناس بسطاء وطيبون ويذهبون الى المساجد ويقرأون القرآن.. يصومون رمضان أناس في حالهم - ومع هذا قتلهم اولئك المجرمون الذين يدعون أنهم مقاومة.. وحتى لا يكون مصيره مثل جاره.. خرج الى ضفة النهر مثل كل الحزانى في بغداد.. يبث حزنه وألمه وبؤسه الى النهر.. وقد استجاب نهر دجلة لشكواه فأخرج لسنارته رزقه من سمك كان يقفز هو الآخر هلعا من صواريخ وقنابل الأمريكان.. وقبل أن يتناول عمنا جاسم عشاءه المسجوف هو وزوجته وابنته أرسل الامريكان صواريخهم الحارقة من فوق، فاحترق مثل سمكه المسجوف.. واحترقت زوجته وابنته لقد هرب من إرهاب مواطنيه ليحصده إرهاب المحتل.. وهكذا مات هذا الرجل الطيب بدون سبب.. ومن اجل كل هذا القتل الرخيص انا لا احب من صنعوا هذه الحرب الظالمة.. ومن أجل هذا أنا أحتج وأشفق وأحزن وأغضب وأحطم التليفزيون ولا يهمني من يأتي رئيسا لامريكا بوش أو كيري.. ولا يهمني من يخسر في الانتخابات فالخاسر الاكبر هو نحن العرب.. @@ ان الذين يموتون على ضفاف الانهار وعلى تلال الصحراء.. وتحت سعف النخيل او في المساجد وهم راكعون في صلاة التراويح، هؤلاء المسالمون الذين تحصدهم طائرات الامريكان.. ليل نهار ما ذنبهم.. ولماذا تهدر دماؤهم وتمزق أجساد صغارهم.. ولا ترحمهم لا طائرات السماء.. ولا إرهابيو الارض.. فهم الموتى بأيدي أهلهم وهم الموتى بايدي الغرباء.. والموت الرخيص هذا في كلا الامرين سواء.. فلا المحتل يرحمهم.. ولا من يسمون أنفسهم مقاومة يعتقون رقابهم. @@ لذا ما الفرق بين محتل يقتلك وبين قريب من أهلك يغتالك ويريق دمك. @@ ان القادم من بعيد قد جاء اليك عدوا ظاهرا تعرف انه قاتلك ومغتصب أرضك وفي أطماع هذا تعرف السبب! @@ ولكن الإرهابي من لحمك ودمك.. الذي يتخفى ليذبحك ويستحل دمك.. ويمزق لحوم الأبرياء من الاطفال والنساء.. ما السبب الذي يدفعه لقتل اخيه وابن بلده.. وهل هذه هي مقاومة المحتل.. إن هؤلاء القتلة المجرمين قد يكون خطرهم أشد من خطر الغزاة المغتصبين.. ولا أزيد.