تواصلت التحقيقات لمعرفة ملابسات اندلاع النيران، فجر اول من امس، في ناقلة النفط المالطية "جيوفانا فاليتا" التي كانت راسية بالقرب من مرفأ بيروت ومحمّلة بأطنان من مادة البنزين، وفي حين قررت شركة "لويدز" للتأمين التريث في تقديم تفسيرات لما حصل حتى استكمال نتائج التحقيق القضائي اللبناني فان أجهزة أمنية في مرفأ بيروت افترضت حصول عملية تسرّب للبنزين من الأنابيب اثناء عملية التفريغ وتعرّض هذه المادة للاحتراق بسبب قنديل كان يستخدمه احد صيادي السمك. وبنت هذه المصادر افتراضها على تعرّض مركب صيد وصاحبه للنار، علماً ان المركب كان على بعد 300 متر من الباخرة، وأشارت الى ان صيادي السمك قبالة محلة الدورة اعتادوا استخدام قناديل الكاز اثناء الصيد ليلاً وحتى الفجر، لجذب السمك الى الضوء، وكانت الباخرة "جيوفانا" تفرغ حمولتها في هذه الاثناء وقد يكون حصل تسرب من الأنابيب ووصل الى قنديل الكاز الذي كان يستخدمه الصياد ما أدى الى اشتعال فوري امتدّ الى الباخرة. ونقل الصياد الى المستشفى للمعالجة من حروق أصيب بها، وذُكر انه في قسم العناية الفائقة. وأشارت المصادر الى ان البواخر المحملة بالمحروقات لا ترسو عادة في مرفأ بيروت انما خارجه قبالة الدورة وتتم عملية التفريغ بواسطة أنابيب تصلها بخزانات الدورة. وتابعت ان مهمة حرس السواحل إبعاد هذه المراكب عن محيط البواخر. وذكرت ان حادثاً حصل قبل مدة كاد ان يؤدي الى كارثة مماثلة، اذ علق حبل مركب صيد كان صاحبه أرساه في المنطقة بباخرة شحن عابرة فسحبت المركب معها، وكانت على متنه قارورة غاز يستخدمها الصياد لاضاءة الفانوس لجذب السمك. ولو ان الباخرة اصطدمت مباشرة بالمركب لكانت القارورة انفجرت وحصلت الكارثة. وقدّر محامي شركة "لويدز" سمير بارودي حجم الخسائر بملايين الدولارات مشيراً الى ان ثمن الباخرة نحو تسعة ملايين والحريق الذي تعرّضت له جعل تصليحها صعباً جداً وقد لا تقل الاضرار عن سبعة ملايين. وقال ل"الحياة" ان الباخرة "كانت أفرغت 11 الف طن من البنزين ولا يزال فيها عشرة آلاف اخرى ويعتقد ان كمية المحروقات التي تضررت هي نحو ثلاثة آلاف طن. وأجرت وزارة البيئة كشفاً على المنطقة. وهي تُعدّ تقريراً يُنشر اليوم في ضوء العينات التي أخذت من المياه لمعرفة حجم الكارثة التي قد تلم بالثروة البحرية بعدما أدت الانبعاثات الناجمة عن الحريق الى صعوبات في التنفس لدى الذين يعانون الربو في العاصمة ومحيطها. وكانت منظمة "غرين بيس" طالبت بمنع الصيد أو السباحة في منطقة الحادث اسبوعاً على الاقل. وتخوّفت من تسرب للبنزين الى المياه واعماق البحر وما يمكن ان يحدثه من اضرار على الاسماك والنباتات البحرية، مشيرة الى ان المعالجة صعبة جداً.