لم يكن دخول المذيع طارق علام الى عالم السينما، عن طريق أداء شخصية ضابط في الطيران، مغامرة او مراهنة وانما تأكيد على عشقه هذا العالم الذي سبق له ان عاش مفرداته اثناء عمله ضابط شرطة. ولهذا دخل فيلمه "الكومندان" اولى تجاربه السينمائية، دون خوف ليبدأ مرحلة جديدة في حياته الفنية يقدم فيها نفسه نجماً للشاشة بعمل فني مأخوذ من ملفات الاستخبارات المصرية في دور مثير ومهم كتب قصته ابراهيم مسعود ويخرجه علي عبدالخالق ويشارك في بطولته عزت العلايلي وعبير صبري وحسين الامام وسيف عبدالرحمن وروجينا. "الحياة" سألت طارق علام عن اسباب دخوله السينما؟ أجاب: كي تكتمل الدائرة. وللعلم ليس رغبة في تحقيق شهرة اضافية، او تكوين رصيد في البنوك من السينما، وانما دخلت هذا العالم حباً فيه، والدليل اختياري لقصة صعبة جداً فهي عن عالم الجاسوسية، هذا العالم الحساس جداً والذي يخشاه السينمائيون. وقال "لن يؤثر عملي في السينما على عملي مذيعاً تلفزيونيا، ولن أترك برنامج "كلام من دهب" او التلفزيون الذي قدمني للناس". وأعتبر ان "الكومندان" "عمل سينمائي غير عادي لم يسبق ان تعرضت له السينما من قبل لأن كل الاعمال التي قدمت من قبل كانت من ملفات المخابرات عن دور ضباط المخابرات العسكرية ولكن هنا البطل ضابط في سلاح الطيران هو أكرم المصري يكلف مهمة صعبة جداً. ففي الفترة التمهيدية لحرب تشرين الاول اكتوبر 1973 كانت القوات المسلحة المصرية تريد معرفة استعدادات العدو، وعندما علمت المخابرات عن امتلاك اسرائيل للطائرة "كافيير" التي يخشاها سلاح الطيران قامت المخابرات المصرية بإرسال اكرم المصري لمعرفة كل اسرار هذه الطائرة". واعترف ان أداء هذه الشخصية يحتاج الى مجهود خصوصاً "انني أمثل للمرة الاولى، لكنني لم أخش الكاميرا، ولم أخف منها لأنني تعاملت معها كثيراً، وأنا موجود في هذا المجال من خلال عملي التلفزيوني وزياراتي لأصدقائي السينمائيين. وحساسية هذا العمل تأتي من كونه يتعرض للجاسوسية، في احد الاعمال التي تحتاج لتصوير في اماكن خارجية مثل المطارات، ومشاهد في باريس حيث يفترض ان البطل اكرم المصري يذهب الى باريس ثم تل ابيب التي يقضي فيها فترة تجنيده من المخابرات الحربية، ويتعرض هناك لمواقف صعبة..!". وقال المخرج علي عبدالخالق الذي سبق ان قدم افلاماً عدة عن الجاسوسية منها "إعدام ميت" و"بئر الخيانة"، إن اسباب اختياره هذا العمل لم يكن من فراغ ولكن "اول عمل يتعرض لحادثة يقوم بها ضابط عادي لا ينتمي الى جهاز الاستخبارات العسكرية، ولأنني معجب بفكرة تقديم نجم جديد للسينما، وأنا مع دفع نجوم مثل طارق علام للعمل السينمائي لانه موهوب وله جمهور وصاحب برنامج تلفزيوني ناجح ولن يكون غريباً على الجمهور، والفيلم يحتاج لبطل مثله لأنه ضابط سابق وعنده افكار وخلفية مسبقة عن العمل العسكري". وقال الفنان عزت العلايلي، الذي يجسد شخصية ضابط الاستخبارات المكلف تجنيد اكرم المصري للعملية: "إنني رفضت اعمالاً سينمائية عدة منها فيلم "الآخر" مع يوسف شاهين، وقبلت هذا الفيلم لأنه عمل وطني. ومنذ سنوات وأنا أبحث عن عمل وطني خصوصاً وانني عاصرت الفترة التي تدور فيها الاحداث وهي ما قبل حرب 1973 وسبق ان عشت مثل هذه المواقف لقربي الشديد من بعض القادة، ومتابعتي لكل جديد في العمل العسكري، وسبق ان أعددت برنامجاً عن الحرب وقرأت الكثير من ملفات المخابرات