بغداد، القاهرة، واشنطن، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اعتبر رئيس المجلس التنفيذي ل "المؤتمر الوطني العراقي" احمد الجلبي عقب اجتماع مع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط مارتن انديك ان واشنطن "جادة الآن" في دعم المعارضة العراقية. وقال: "نحن في وضع يمكننا من التحرك بمساعدة الادارة الاميركية". في الوقت ذاته حملت وسائل الاعلام العراقية بعنف على الخطط الاميركية لدعم المعارضة، فيما انتقدت جامعة الدول العربية الدعم الاميركي - البريطاني واعتبرت انه "سيعقّد البحث عن حل" للازمة العراقية. وقال مساعد الامين العام للجامعة للشؤون السياسية الدولية محمد زكريا اسماعيل: "نتمنى الا يرافق الحل بين العراق والامم المتحدة اي عمل استفزازي من اي طرف يعكر صفو هذا الحل"، مشيراً بذلك الى جهود الولاياتالمتحدة وبريطانيا لتعزيز المعارضة العراقية والتشجيع على قلب نظام الرئيس صدام حسين. واعتبر اسماعيل ان هذا الدعم يمكن ان "يعكر صفو العلاقة بين العراق واللجنة الخاصة اونسكوم ويفتح الطريق لأزمة جديدة لا تعرف ابعادها ونتائجها هذه المرّة". وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية امس ان الجلبي وانديك "بحثا في اجراءات يجب على المؤتمر الوطني العراقي ان يتخذها من اجل تنظيم نفسه وان يصبح اكثر فعالية". وأضاف ان واشنطن ستواصل اتصالاتها مع عدد كبير من مجموعات المعارضة العراقية وبينها الاكراد والشيعة. الى ذلك صرح الجلبي بأن اجتماعه مع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى مارتن انديك كان ايجابياً". واضاف: "اتفقنا في كل القضايا التي ناقشناها". وكان الرئيس بيل كلينتون اكد الاحد ان الولاياتالمتحدة ستزيد دعمها المعارضة العراقية آملاً بايجاد بديل للرئيس العراقي. وتابع الجلبي: "انهم الآن جادون ومعارضتنا لصدام سيتم احياؤها. نحن الآن في وضع يمكننا فيه التحرك قدماً بمساعدة الحكومة الاميركية". لكنه قلل من شأن الجوانب العسكرية لبرنامج المعارضة لافتاً الى ان العمل السياسي ستكون له الاولوية. واضاف ان "التوجه الجديد في السياسة الاميركية اعطى دفعة مهمة لطموحات الشعب العراقي". وقال: "سيكون هناك عمل ديبلوماسي لتعزيز فكرة حكومة بديلة". ورفض توضيح ما اذا كانت الولاياتالمتحدة وعدت بتقديم اموال، مشيراً الى ان "هذه التفاصيل ستعالج قريباً". وقال الجلبي في بيان تلقته "الحياة" امس: "ابلغنا انديك ان العراقيين تشجعوا بإعلان الرئيس بيل كلينتون دعم القوى التي تناضل من اجل الحرية والديموقراطية في العراق". واعرب عن اعتقاده بأن "فرصاً كبيرة أُتيحت امامنا ونتطلع الى مضاعفة جهودنا بموارد جديدة والتزام جديد من الذين يعتقدون بالديموقراطية في العراق". حملة على "المرتزقة" واعتبرت الصحف العراقية امس ان خطط الولاياتالمتحدة لتغيير النظام العراقي ستبوء بالفشل ووصفت المعارضة العراقية بأنها "حفنة تافهة من المرتزقة". وكتبت صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي ان "الوقاحة الاميركية وقوتها الغاشمة لن تتمكنا من النيل من شعب العراق وقيادته التاريخية مهما بذلت اميركا من اموال وحشدت من جيوش وسلاح". وتابعت ان كلينتون "يعلم جيداً ان الخطط الاميركية ستذهب في مهب الرياح". وشددت على ان الرئيس الاميركي "فقد توازنه وهو يرى البساط يسحب من تحت قدميه فراح ينفث ما في صدره من سموم وما في جعبته من مؤامرات وخطط اميركية وصهيونية ضد العراق". ونددت صحيفة الثورة الناطقة باسم حزب البعث بالمعارضة، وكتبت تحت عنوان "كلينتون واوهامه البائسة" ان الرئيس الاميركي "يراهن على حفنة تافهة من المرتزقة لفظها شعب العراق، ويستهين بوعي هذا الشعب العريق". ونبّهت الى ان ما اعلنه الرئيس الاميركي يعطي المجتمع الدولي "دليلاً رسمياً ملموساً على ان الموقف الاميركي من قضية رفع الحصار عن العراق هو موقف سياسي لا علاقة له بنزع السلاح وبتنفيذ قرار مجلس الامن او عدم تنفيذه". وزادت: "اعتقد كلينتون ان الفرصة واتته لتسجيل انتصار شكلي جديد يضيفه الى الانتصار الذي سجله في واي بلانتيشن حين فرض اتفاقاً مهيناً جديداً وظن انه سيعيد بهذين الانتصارين اعتباره الضائع في ملفات فضائحه الاخلاقية". في السياق ذاته رأى خالد عبدالناصر نجل الرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر في حديث نشر في بغداد امس ان تصريحات كلينتون في شأن تغيير النظام في العراق "سابقة خطيرة وذات مضمون لا يمكن المجتمع الدولي ان يراه الا بعيون الاستهجان". ورأى خالد عبدالناصر الذي يزور العراق في حديث الى صحيفة "الثورة": "ان من الغريب ان ينبري رئيس اكبر دولة في العالم كي يعلن هذه التهديدات بنفسه ويتحدى بلسانه كل الشرائع والقوانين التي تحرم التدخل في شؤون الدول ويحرض ادارته صراحة على التدخل في شؤون العراق". وحذر من ان "أميركا اذا لم تُردع وترى الرد قوياً وعنيفاً ستمضي في حصارات على اقطار عربية اخرى"