لندن، دمشق - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - يركز اجتماع يعقده وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية ديريك فاتشيت اليوم مع 15 من فصائل المعارضة العراقية على توحيد صفوف هذه المعارضة. غير ان الفرص تبدو ضئيلة في شأن موافقة المجموعات المتفرقة على تسوية خلافاتها سريعاً خلال الاجتماع مع فاتشيت لتشكل بديلاً ديموقراطياً للرئيس العراقي صدام حسين. وقال مسؤول بريطاني "لن يكون هناك حل سريع فالمجموعات منقسمة ولكن يجب أن لا نبالغ في التهوين من أمرها. لنرى ما سوف يحدث". وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الاسبوع الماضي ان بريطانيا ستتعاون مع الولاياتالمتحدة لدعم مجموعات المعارضة وزيادة فرص الاطاحة بصدام حسين. وأوردت صحيفة "ديلي تلغراف" "ان تركيز السياسة الغربية على هذه المعارضة المتصارعة للاطاحة بصدام من السلطة أمر مفزع ان لم يكن مضحكاً". وعلى رغم ان عدداً قليلاً من الديبلوماسيين والمحللين ينظرون بشكل جدي للمعارضة العراقية فإن البعض قال ان محادثات اليوم قد تمثل ضغطاً نفسياً على الحكومة العراقية. في غضون ذلك، وجه رئيس "المجلس العراقي الحر" السيد سعد صالح جبر رسالة الى الرئيس الاميركي بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني رحب فيها بإعلان لندنوواشنطن عزمهما تكثيف دعم المعارضة العراقية. لكن جبر أوضح في نسخة عن الرسالة تلقتها "الحياة" امس ان الدعوة "تنطوي في الوقت ذاته على غموض ينبغي توضيحه في شأن أوضاع قوى المعارضة والسبل العملية لإطاحة الرئيس صدام حسين". ورأى ان "الأسلوب العملي والسليم للاطاحة بالنظام يتحدد بإحدى نقطتين، هما الاعلان عن اقامة منطقة محررة جديدة في العراق مثل المنطقة المحررة في الشمال، وتشكيل حكومة وطنية عراقية موقتة". في دمشق بحث رئيس الاتحاد الوطني الكردساني جلال طالباني السبت الماضي مع ممثل المعارضة الشيعية العراقية المستقبل السياسي للعراق. وقال بيان جبر ممثل "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق" كبرى الفصائل الشيعية المعارضة ومقرها ايران انه التقى طالباني مرتين منذ وصول الأخير الى دمشق في 11 من الشهر الجاري. وأضاف جبر: "بحثنا في التدابير التي يجب اتخاذها في الأزمة المتوقعة بين العراق والامم المتحدة واهمية سد الفراغ الذي قد ينجم عن ذلك". من جهة اخرى أكد طالباني انه لن يشارك في اي "مؤامرة" للاطاحة بالرئيس العراقي. وقال لوكالة "فرانس برس" في ختام زيارته لدمشق والتي استغرقت عشرة ايام: "نحن نرحب بكل تاييد دولي لقضية الشعب العراقي، لكننا لن نشترك في المؤامرات الخارجية". واضاف: "نحن نعتقد ان التغيير قضية عراقية موكولة للقوى التقدمية العراقية". واعلن طالباني الذي غادر دمشق مساء أمس الاحد متوجها الى طهران انه لن يكون لديه الوقت للقاء رئيس "منظمة العمل الاسلامي" العراقية الشيعية المعارضة آية الله محمد تقي مدرسي الذي يقوم بزيارة لدمشق منذ الجمعة تتعلق بقرار واشنطن دعم المعارضة العراقية.