كشف الزعيم الكردي عبدالله اوجلان تفاصيل وصوله الى روسيا ومغادرتها وذكر ان "الموساد" الاسرائيلية رصدت وجوده فيها. وقال في حديث الى صحيفة "كوميرسانت" امس الثلثاء انه غادر سورية في التاسع من الشهر الماضي وأقام في منطقة اودينتسوفو بضواحي موسكو. وأضاف انه أجرى اتصالاً هاتفياً من هناك رصدته "الموساد" وأبلغت به الأتراك. وتابع انه تجول في عدد من مناطق روسيا ودول الكومنولث قبل توجهه الى روما، وقال انه حينما وصل الى مطارها كشف هويته وطلب اللجوء السياسي. واكد ان القضية الكردية "دخلت مرحلة سياسية جديدة". وقال ان حزبه مستعد للتوصل الى حل سلمي، ولكنه حذر من ان "جيش تحرير كردستان ... اثبت خلال الشهرين الأخيرين انه متمكن من أداء مهمته". الى ذلك، جددت ادارة الرئيس بيل كلينتون امس دعوتها ايطاليا الى التعاون مع تركياوالمانيا للتوصل الى حل لقضية زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان يضمن احالته الى العدالة كونه يرأس منظمة موضوعة على قائمة الارهاب الاميركية. وكانت السلطات الايطالية اعتقلت اوجلان منتصف الشهر الحالي ورفضت تسليمه الى السلطات التركية التي طالبت باسترداده وتدرس حالياً اعطاءه حق اللجوء السياسي. وجاء التحرك الاميركي بعد التوتر الذي شهدته العلاقات بين روماوانقرة حول مصير اوجلان والتي باتت تهدد التعاون بين دول حلف شمال الاطلسي الشق الجنوبي منه. وبدأت ادارة الرئيس كلينتون تؤيد الموقف التركي وتحض ايطاليا على تسليم اوجلان إما الى انقرة أو الى المانيا التي سبق وأصدرت محكمة مذكرة توقيف بحقه. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن في بيان له بعد ظهر الاثنين ان الادارة تريد مرة اخرى تهنئة ايطالياً "على تحمل مسؤوليتها بالقبض على السيد اوجلان... وكما قلنا مراراً منذ ذلك الوقت، تريد الولاياتالمتحدة ان يحال أوجلان امام العدالة وبشكل يسد المتطلبات القانونية الدولية والمحلية للدول المعنية". واضاف: "نعمل عن كثب مع كل من ايطالياوتركياوالمانيا لمراجعة كل الخيارات". وشدد على القول ان حزب العمال "هو منظمة ارهابية. وان المطلوب محاسبة اوجلان. وأضاف: "نعتقد ان هناك دليل واضح يربط اوجلان بعدد من الاعمال الارهابية المحددة". وان الولاياتالمتحدة "الدولة التي لديها قلق جدي من أعمال العنف التي يقوم بها الارهابيون حول العالم، تعتقد ان الارهاب من أي نوع أمر غير مقبول وان على المجموعات الدولية ان تلتزم بالعمل على احلال العدالة".وكشف روبن ان وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت أجرت اتصالات في شأن اوجلان مع وزير الخارجية الايطالية، وأن نائبها ستروب بالبوث الذي كان في المنطقة أيضاً قام باتصالات بهذا الشأن. وطرح روبن للمرة الأولى دوراً لألمانيا يمكن ان تلعبه للخروج من المأزق الراهن بين ايطالياوتركيا. عندما قال ان الادارة تعمل عن كثب مع الدول الثلاث للتوصل الى حل يضمن احالة اوجلان الى العدالة. والمعروف ان الحكومة الالمانية مترددة في طلب استرداد اوجلان لمحاكمته نظراً الى وجود أعداد كبيرة من الاتراك الأكراد لديها. واضاف روبن ان الاتصالات مع المانيا نابعة من وجود مذكرة توقيف المانية بحق اوجلان. والمعروف ان ايطاليا ترفض الآن تسليم اوجلان الى تركيا لشكوكها في مصداقية النظام القضائي هناك، ناهيك عن ان القانون يمنعها من تسليم أي متهم الى دولة لديها قانون الاعدام وتركيا واحدة منها. ولا يستبعد مراقبون ان تقبل ايطاليا تسليم اوجلان الى المانيا اذا طلبت الأخيرة ذلك. وقال روبن ان الادارة تعتقد ان المطلوب "خلق أجواء" تؤدي الى محاكمة اوجلان، وتعرف ان "العواطف مستعرة لدى كل الأطراف في هذه القضية الحساسة والمؤلمة". وشدد على القول ان الادارة "مصممة على بذل كل ما في استطاعتها لتشجيع خلق جو يؤدي الى احالة أوجلان الى العدالة".