اتسعت دائرة الاتهامات في قضية محاولة اغتيال زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق، أمس، وأكد المتهم في المحاولة الكوماندور كاربينو كوانين بول أنه كان ضحية محاولة اغتيال من قرنق، فيما برزت اتهامات للشرطة الكينية بالتورط في النزاع بين متمردي جنوب السودان داخل كينيا. وقال كاربينو ل "الحياة" أمس في اتصال هاتفي أجرته معه في منزله في نيروبي، إنه تلقى تعهدات من الشرطة بحمايته وأنه سيتوجه قريباً إلى جنوب السودان "لتسوية أصل الخلاف"، الذي اعتبر أنه يعود إلى محاولة قرنق دمج 12 ألفاً من جنود كاربينو في قوات "الجيش الشعبي". لكن مسؤول العلاقات الخارجية في "الجيش الشعبي" دينغ ألور أكد في بيان تلقته "الحياة" أمس أن "20 من أتباع كاربينو توجهوا إلى منزل قرنق لاغتياله". وأضاف ان "الهجوم فشل بفضل تدخل الشرطة الكينية". واتهم كاربينو باجراء اتصالات مع الحكومة للعودة إليها بعد انشقاقه عنها في كانون الثاني يناير الماضي. وأضاف ان "خطة الاغتيال الأصلية شملت إلى جانب قرنق ثلاثة آخرين هم نائبه سيلفا كير ودينغ ألور وادوارد لينو". وأشار إلى أن الهجوم شمل أيضاً مكاتب منظمة اغاثة تابعة ل "الجيش الشعبي". وانشق كاربينو عن الحكومة وانضم إلى قرنق بداية العام الجاري، لكن العلاقات بين الجانبين بقيت متوترة وبقيت قواتهما في مواقع منفصلة. وروى كاربينو ونائبه الدكتور آمون وانتوك ل "الحياة" تطورات الأحداث التي قادت إلى اتهامهما بمحاولة اغتيال قرنق، وقالا إن القضية تعود إلى محاولات عدة لمنع كاربينو من الالتحاق بقواته في اقليم بحر الغزال، وان "قرنق يحاول استيعاب هذه القوات من وراء ظهرنا". وشدد كاربينو، مؤسس "الجيش الشعبي"، انه لا يزال يحتفظ بمنصب المستشار السياسي والعسكري لقرنق، وانه "حريص على وحدة الجنوبيين وباق في الحركة". ونفى بشدة أن يكون اعتزم اغتيال قرنق، مشيراً إلى أنه لم توجه إليه أي اتهامات رسمية. وأضاف: "أنا الآن في منزلي واستعد للسفر إلى الجنوب قريباً. لم اتعرض لتحقيق واعتقالي سبق الحادثة المزعومة". وأضاف ان حوادث عدة وقعت ابتداء من الثامن من الشهر الجاري "كشفت خطة لعرقلة عودتي إلى الجنوب وآخرها اعتقالي في مطار نيروبي السبت الماضي". وأوضح أنه نقل إثر اعتقاله إلى مركز شرطة مادونفاري الذي يبعد 300 متر عن منزل قرنق، ولمح مرات عدة إلى تورط مسؤولين في الشرطة الكينية في "مخطط قرنق"، لكنه أوضح ان مفتش شرطة نيروبي زاره في مقر سفارة زامبيا التي لجأ إليها عقب اطلاقه، واعتذر منه عن مخالفات وتعهد بتوفير الحماية له لدى عودته إلى منزله في العاصمة الكينية. وزاد ان "مجموعة من ميليشيا قرنق اطلقت الرصاص عليّ لدى خروجي من قسم الشرطة بهدف اغتيالي بعد فشل كل محاولات منعي من العودة إلى الجنوب". وأشار خصوصاً إلى أن القتيل في المواجهات هو من أنصاره. وقال إن قرنق أعد خطة لاغتياله "لدى خروجنا من قسم الشرطة الذي قال المسؤولون فيه إنهم لا يستطيعون حمايتنا بعدما واجهنا رصاص الميليشيا في ساحة القسم". وبرز تغيير أمس في رواية الصحف الكينية الرئيسية للحادث بعدما كانت تحدثت أول من أمس عن محاولة لاغتيال قرنق. وجاء العنوان الرئيسي في صحيفة "نيشن" أمس كالآتي: "انعطاف جديد في قصة قرنق". وأوضحت أن "الشرطة الكينية أذكت المعركة بين القائدين الجنوبيين". أما صحيفة "ستاندرد" فكتبت ان "قرنق وخصمه تقاتلا أمام مركز الشرطة". ونقلت عن مصادر مطلعة "نفيها صحة تقارير عن تعرض قرنق لهجوم في منزله في نيروبي".