السيد المحرر، تحية طيبة وبعد، طالعتنا بعض وسائل الاعلام العربية وعلى رأسها صحيفة "الحياة" الغراء في الأيام الأخيرة، بأخبار عن عرض للعفو ورد على لسان الصحافي التونسي محمد الهاشمي الحامدي، يقول فيه ان الرئيس زين العابدين بن علي حدثه بأنه مستعد للعفو عن المساجين والمهجرين التونسيين اذا ما أدانوا العنف وطلبوا العفو والتزموا العمل بالقانون. ولا أريد أن أناقش السيد الحامدي في هذا الموضوع، ولكني أريد ان أسجل ان هذا العرض يقابل على صعيد الواقع بممارسات منافية تماماً لروح التصالح وطي ملفات الماضي ... لا أحد يعترض على مبدأ المصالحة الوطنية الشاملة في تونس، وكلنا نرغب في طي هذا الملف وفي اجراء مصالحة عادلة وحقيقية تعيد الحقوق الى أصحابها، وتخرج بلادنا مما تردت فيه من مشاكل وقمع. ولكن ما يؤسفنا ان نرى الحديث عن العفو يترجم واقعياً بمزيد من الاعتقالات والمزيد من المساجين الذين يدخلون السجون من دون مبرر. وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام